لم يكن مستبعدا أن يقفز بعض المحتسبين خلال النشاط الثقافي الذي شهدته فعاليات سوق عكاظ محاولين مناصحة الحضور مثيرين بما يفعلونه بعض اللغط، ولم يكن مفاجئا أن تتعامل معهم الجهات المنظمة بالوسيلة التي ينبغي التعامل بها معهم للحيلولة بينهم وبين ما يبتغون من إثارة الفوضى ومصادرة بهجة الناس بما شهده السوق من فعاليات ثقافية واجتماعية واقتصادية، لم يكن مفاجئا أن يتم التعامل معهم بحزم يحول بينهم وبين تنصيبهم أنفسهم أوصياء على الناس يأمرونهم بما يشاءون وينهونهم عما يشاءون وكأنهم هم وحدهم من هداهم الله إلى الخير وهم وحدهم من جنبهم المنكر وكأنهم وحدهم المسؤولون عن ضبط أخلاق الناس فليس ثمة من هيئة باتت تعرف طبيعة عملها وجهات أمنية مسؤولة عن أمن الناس وسلامتهم.
وعلى الرغم من أن ما شهده سوق عكاظ من تدخل المحتسبين لا يتجاوز أن يكون حادثة معزولة تم احتواؤها والتعامل معها على نحو لم يكد يشعر معه بها بعض من كانوا حضورا في الخيمة الثقافية نفسها التي وقف فيها أولئك المحتسبون متبرعين بمناصحة الحضور، على الرغم من أنها حادثة معزولة إلا أن التعامل الأمني معها بحزم كفيل بعدم تكرارها وكفيل بردع من يحاول تكرارها، وحسبنا ما شهدنا في سنوات غابرة كيف كان التساهل مع هؤلاء المحتسبين أكبر إغراء لهم على توسيع دائرتهم وتكاثر أعدادهم وعدم ترددهم في استخدام العنف وإثارة الفوضى وإفساد أكثر من مناسبة ثقافية.
لم يكن ظهور أولئك المحتسبين مفاجئا ولا يمكن له أن يكون عقبة تحول دون مواصلة سوق عكاظ خطواته الحثيثة لتحقيق مزيد من الدعم لقيم الفن والجمال الذي تتسع دائرته سنة إثر سنة وأصبح من حقنا أن ننظر إليه بزهو وفرح كلما انقضى منه موسم تطلعنا لما يفاجئنا به في موسم قادم مدركين ما يبذله القائمون عليه من جهد وما يتسمون به من وعي وما يتحلون به من شجاعة ومن إرادة وعزم وتصميم يستمدون كل ذلك من مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل.
سعيد السريحي- وكالات-