جاسر الدخيل- خاص راصد الخليج-
في كل واقعة تحدث في المملكة يطالعنا الوزير المعني فيها بمقولة تتحول الى طرفة يتندر فيها المواطن كما حصل في السابق مع وزير الاسكان ماجد الحقيل عندما اطلق المواطنون وسما على التويتر باسم #الاسكان_مشكلة_فكر في انتقاد وانتقاص من كلام الوزير الذي اعتبر ان مشكلة الاسكان في المملكة مشكلة فكر. وها هو اليوم وزير المياه والكهرباء عبد الله الحصين يقتفي اثر وزير الاسكان، ويعتبر ان من اسباب ارتفاع فاتورة المياه هو السيفون.
كانت القضية قد بدأت مع ظهور القيمة المرتفعة لفواتير المياه والتي امتعض منها المواطنون. الرد الاولي لوزير المياه والكهرباء السعودي كان بمقارنة غير موفقة بين تكلفة فاتورة مياه المنازل وفاتورة الجوال فاعتبر ان قيمة فاتورة المياه لا تصل إلى نصف قيمة فاتورة فرد واحد من الأسرة من فواتير الجوال.
وهذه مقاربة تثير الاشمئزاز ولا يحسد عليها معالي الوزير لانها تقيس امر يطال كافة الشرائح الاجتماعية بمقياس واحد فيما لا تطال فاتير الهواتف الا شريحة معينة باعتبار ان فاتورة الهاتف يتحكم بها المستخدم بعكس المياه. ان فاتورة الجوال يتصرف بها الانسان حسب امكانياته المالية فهل يصح قياس ذلك بالمياه طال عمرك ؟ ولا ندري ربما يطالعنا الوزير غدا بمقارنات لفاتورة المياه مع فواتير السفر على الدرجات الاولى او فواتير السياحة في المنتجعات العالمية بل ربما يقارنها مع فواتير اكل الكافيار.
لكن مقارنة فواتير المياه مع فواتير الجوال ليست هي القضية التي اثارت حفيظة المغردين، بل التصريحات التي اطلقها معالي الوزير والتي ردت اسباب ارتفاع الفواتير الى الاسراف في استعمال المياه والتي قال طال عمره ان السيفون احد ابرز معالمه. فخلال لقاء أجرته معه قناة "المجد" الفضائية واثار حفيظة النشطاء علي موقع التواصل الإجتماعي "تويتر". قال وزير المياه والكهرباء السعودي المهندس "عبدالله الحصين" أنه على الرغم من مضي 10 سنوات على نشر ثقافة ترشيد المياه، فإن ذلك لم ينعكس بشكل إيجابي على عادات المستهلكين، مشيراً إلى أن انخفاض التعرفة السابقة، هو ما جعل الناس لا يكترثون بالترشيد. وأوضح أن "السيفون" يعد أكبر مهدر للمياه في المنازل، وهو ما اعتبره النشطاء والمغردين إهانة في حقهم فاطلقوا وسما تحت اسم #وزير_المياه_لاتسحب_سيفونك.
حسن معالي الوزير لنكن صريحين واكثر شفافية في تحديد اصل المشكلة التي يريد معاليك طال عمرك ان تقولها لكنك لم تذكرها ربما استيحاء.
الاكثار من استعمال السيفون طال عمرك دليل على كثرة الدخول الى الحمام، وكثرة الدخول الى الحمام خارج اطار الحالات المرضية دليل على كثرة الاكل والشرب، وهذا يعني انه لكي نخفف من استعمال السيفون علينا ان نخفف من دخول الحمام وذلك يستلزم التخفيف من الاكل. انها معادلة منطقية ومترابطة لا يشك عاقل بعلاقة عناصرها بعضها ببعض. اذن يا معالي الوزير فانت تدعو الى نوع من التقشف في المأكل والمشرب، وربما تسعى لربط القضية ايضا بقضية الهياط التي اثارت زوبعة من الكتابات منذ مدة قصيرة.
لنفترض انه حصل للوزير ما اراد، فتقشف الشعب وتكشف، وقلل من حجم الوجبة الواحدة ، لكن ذلك لا يغير من واقع الحال شيئا، فحجم الوجبة طال عمرك لن تؤثر في عدد المرات التي يدخل اليها المواطن الى الحمام وسييقى سحب السيفون كما هو عليه.
ربما المشكلة عند معالي الوزير انه يسحب السيفون اكثر من مرة واحدة في «الدخلة» الواحدة الى الحمام، فظن ان عدد المرات التي يدخلها المواطن العادي الى الحمام وبالتالي يسحب فيها سيفونه كعدد المرات التي يدخلها معاليه طال عمره. والواقع انها ليست كذلك.
يا معالي الوزير اخرج مما انت فيه وانظر الى عامة الناس التي تقشفت حتى تكشفت في مأكلها ومشربها منذ زمن بعيد، ولا تظن ان سيفونات عامة الناس كسيفونات معاليك او معالي الامراء والمسؤولين، اي انها تحتوي على اكثر من 12 ليتر من المياه، فحجم السيفون مرتبط بحجم المنصب الذي يتربع عليه الشخص، فكلما زاد منصبه ومركزه كبر حجم سيفونه. وعلى حد تعبير المصريين، الدنيا مقامات. وعليه فان لكل مقام سيفونه طال عمرك.