مبارك الفقيه- خاص راصد الخليج
اثار ادراج الامم المتحدة لاسم التحالف السعودي على القائمة السوداء لانتهاك حقوق الطفل ومن ثم سحبه زوبعة من التصريحات والكتابات. منها ما يدافع الامم المتحدة ومنها ما يدافع عن موقف المملكة السعودية.
مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، رفض ادعاءات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التي قال فيها بأنه تعرض لضغوط وتهديدات سعودية لاتخاذ قراره بحذف التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن من قائمة الأطراف التي تنتهك حقوق الأطفال في مناطق النزاعات.
ونفى المعلمي أن تكون بعثة بلاده لدى المنظمة الأممية مارست أي نوع من الضغط على الأمم المتحدة، من خلال التهديد بقطع تمويل لبرامج ومنظمات الأمم المتحدة يقدر بملايين الدولارات.
وأضاف: «لقد قلنا إن من الواضح أن ذلك الإدراج، وتلك المعاملة غير العادلة، سيكون لهما تأثير في العلاقات، لكننا لم نستخدم تهديدات، أو تخويفاً، ولم نتحدث عن تمويل».
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قد ذكر أن السعودية وحلفاءها مارسوا ضغوطاً مكثفة لحمل المنظمة الدولية على حذف التحالف من القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال في مناطق الصراعات، وادعى أن تلك الضغوط شملت تهديدات بقطع التمويل عن بعض المنظمات الدولية.
لكن المعلمي رفض هذا الامر واعتبر انه ليس من طبيعة المملكة، ولنركز على من طبيعة المملكة، أن تتصرف بذلك الأسلوب العدواني، بل واضاف: إن الحكومة السعودية أوضحت أنها لم تتلق اتصالات مسبقة قبل صدور القائمة، كما يتطلب الأمر، ولذلك صدر التقرير الخاص بالقائمة السوداء ليعكس وجهة نظر أحادية، ما يجعل خلاصاته مغلوطة. مضيفاً أنه لم يُفاجأ إذ بادرت «عشرات الدول» بإبلاغ الأمين العام بأن قراره إدراج التحالف غير مقبول، ولفت إلى بيانات تندد بالقرار أصدرتها منظمة التعاون الإسلامي، والجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي.
بعيدا عن الاستنكارات التي قادتها المملكة ضد الامم المتحدة، والاتهامات التي ساقتها الصحافة السعودية ضدها وضد شخص امينها العام، والتي برزت على شكل حملة مسعورة شملت كل الصحافة، كما شملت حملة سرية قامت بها وزارة الخارجية مع دول مجلس التعاون وبعض الدول العربية اضافة الى منظمة التعاون الاسلامي. اقول بعيدا عن كل ذلك فاني سوف اطرح السؤال التالي : هل اصابت المملكة عندما قامت بممارسة هذه الضغوط على المنظمة الدولية لسحب اسم التحالف؟ فضلا عن السؤال الاساس والتي يتعلق بحقيقية قيام التحالف بانتهاك حقوق الطفل.
ان قيام التحالف السعودية بقتل الاطفال في اليمن امر لا جدال فيه اصلا، فالصور والوثائق والاحصاءات كلها تشير الى ذلك، وتتحدث عن استهدافات متعمدة ضد المدارس والمؤسسات والاحياء السكنية، وهي وثائق تصلح لتحويل القضية الة المحاكم المختصة بجرائم الحرب.
ربما كان من الافضل لمسؤولي المملكة «تطنيش» القائمة وعدم التصويب عليها او تسخيفها، اما الضغط على المنظمة وعلى امينها العام لسحي اسم التحالف فقد شكل ذلك فضيحة معتبرة بكل المعايير.
صحيح ان اسم المملكة والتحالف قد سحب من القائمة، لكن العالم كله سجل ان سحب الاسم تم بسبب تهديدات بايقاف تمويل مشاريع انسانية، والاسوء من ذلك انها تهديدات طالت تمويل مشاريع تخص الفلسطينيين تحديدا.
وقد سجل العالم ايضا، ان المملكة المتهمة بتمويل وتصدير الارهاب والفكر الارهابي الذي يغزو العالم، هي نفسها تقتل اطفال اليمن، وهي نفسها تهدد بوقف تمويل مشاريع انسانيةـ ما يعني ان تكويل هذه المشاريع ليست لاهداف انسانية وانما لاخفاء جرائم وارهاب، ولتلميع صفحة دولة ما ان يحصل عمل ارهابي في العالم حتى تتوجه الانظار اليها.
بعد سحب اسم التحالف من القائمة، واعلان بان كي مون بكل صراحة ان سحب الاسم جاء بسبب هذه الضغوط، ما كان الحل الافضل، بقاء الاسم او سحبه؟ بالطبع ربما لم يكن يتوقع « مراهقو» السياسة الخارجية للمملكة ان تصدر مثل هذه التصريحات الرسمية التي تكشف سبب تراجع الامم المتحدة..بل وان تصدر عن لسان الامين العام شخصيا، وكان ظنهم انها تمر بصمت، لكن نشوة الانتصار التي شعرت بها الخارجية ومن ثم الاعلام، قد ادت الى عكس المطلوب، تماما كعاصفة الحزم، واذ بالمملكة تفتضح على رؤوس الاشهاد.
ان وجود اسم المملكة على قائمة سوداء في الامم المتحدة او سحبه لن يقدم شيئا. فاسم المملكة موجود على قوائم سوداء .
قائمة اكثر فكر سوداوي وارهابي ( الوهابية).
قائمة اكثر مستهلك للمخدرات.
قائمة من اكثر الدول تخلفا في شؤون المرأة وحقوقها.
قائمة اكثر الدول تبذيرا .
قائمة اكثر الدول التي يمتلك فيها نسبة قليلة من مواطنيها ( الامراء) معظم مقومات البلاد وثرواتها.
قائمة الصحافة المقهورة.
قائمة الامية... قائمة القتل بسبب الرأي...
والخلاصة ان تحرك السياسة السعودية لرفع اسمها عن القائمة السوداء جعلتها تدرج على قوائم سوداء كثيرة. لا يمكن سحب الاسم منها.