خاص الموقع

الارهاب الوهابي جميع الحقوق محفوظة

في 2016/07/18

جاسر الدخيل- خاص راصد الخليج-

لنبتعد قليلا عن البحث التاريخي في اسباب نشوء داعش، لننسى كيف انطلق داعش مع ابي مصعب الزرقاوي ومن كان يقف خلفه، ومن اطلقه من السجون الاردنية ليتحول الى اسطورة في بضعة شهور. ولنتغافل عن الدور السعودي والاميركي في دعم وتدريب تنظيم القاعدة. فلننسى او نتناسى كل التاريخ منذ ثمانينات القرن الماضي حتى عصرنا الحاضر. فلنفترض ان داعش غير موجود. ولنعتبر ان تنظيم القاعدة لم يولد بعد. فلنتخيل ان الاميركي لم يغزو العراق ولا افغانستان. وان القاعدة لم تهاجم نيويورك، وان الاتحاد السوفياتي لم يغزو افغانستان ولم يكن ثمة مبرر لولادة ما سمي بالافغان العرب، ولم يحصل اي شيء في البوسنة والهرسك. بل تعالوا نفترض ان فلسطين لا تزال هي فلسطين وان لا وجود للكيان الصهيوني. تعالوا بعد ان نتخيل كل هذا ان نطرح السؤال التالي : هل لو كان المشهد على هذا المنوال كان يمكن لداعش ان يولد؟

ربما يقول البعض ان الجواب هو النفي، لو لم تحصل كل هذه الامور لما ولد داعش ولا القاعدة ولا كل هذه التيارات والجماعات التكفيرية الارهابية..لكن هل اجابة كهذه تجانب الصواب، هل هي اجابة صحيحة تعبر عن الواقع؟. ان اجابة كهذه تعني ان ولادة داعش والفكر الداعشي هو بسبب القهر السياسي، والغزوات الاميركية والسوفياتية والصهيونية. فهل هذا صحيح؟ هل تريد هذه الاجابة القول : ان داعش جاء ردة فعل على واقع موجود ام فعل لفرض واقع جديد؟

من الواضح ان المدارس الوهابية منتشرة منذ امد ليس بالقصير وان ظهور النزعات الارهابية المرتكزة على هذا الفكر كانت مسألة وقت فقط، وان كل ما حدث مما ذكرنا كان عاملا مساعدا في سرعة ظهورها لا انها كانت العامل الاساس في نشوئها وهذه هي نقطة الارتكاز.

نعم قد يقول البعض ان ظهور الدولة الايرانية كانت عاملا بارزا، وهذا كلام صحيح، لكنني وبحسب مراجعاتي للسياسات الايرانية وتصريح مسؤوليها لم اعثر على خطاب طائفي، بل على العكس فان كل التصريحات الايرانية كانت في اتجاه الدعوة للوحدة الاسلامية. والدليل ان حرب العراق وصدام حسين والدعم الخليجي له في حربه انما جاء بعد سنة واحدة من نجاح الثورة الايرانية مما يعني ان الموقف السعودي كان موقفا سلبيا من الثورة الايرانية فور قيامها، حتى قبل ظهور «خيرها» من «شرها» كما يقولون، ما يحتم القول ان الموقف السعودي ينطلق من اسباب مذهبية من جهة من اسباب تتعلق بالشعارات الثورية الايرانية ضد امريكا واسرائيل من جهة ثانية.

فظهور داعش وباقي الحركات التكفيرية لا يمكن باي حال من الاحوال القاء تبعيته على ايران او على اي طرف آخر غير الفكر الوهابي. هذا من حيث التأسيس والخلفية الفكرية، اما من حيث التوظيف فلا شك ان الولايات المتحدة الاميركية تقوم بتوظيف هذه الحركات على اكمل وجه وكذلك يفعل الغرب وايضا المملكة نفسها.

من هنا فاننا لا نجافي الحقيقة اذا قلنا ان من حق الوهابية ان تقول ان داعش هو علامة تجارية خاصة بها بامتياز وان جميع الحقوق محفوظة.