خاص الموقع

"هدنة كيري" في اليمن: طوق نجاة لمن؟

في 2016/11/17

محمد الياسين/ خاص راصد الخليج

تعتبر الهدنة التي أعلن عنها وزير الخارجية الآميركية جون كيري من سلطنة عمّان، الهدنة السادسة في اليمن منذ انطلاق العملية العسكرية السعودية "عاصفة الحزم" والتي هدفت الى إعادة الرئاسة الى عبد ربه منصور هادي وانتزاع السيطرة على اليمن من تحالف أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام.

بدأت العملية العسكرية التي قادتها ومولتها السعودية فجر يوم الخميس 5 جمادى الثانية 1436 هـ - 26 مارس 2015، وأطلقت عليها السعودية "عاصفة الحزم"بينما يطلق عليها اليمنيون اسم "العدوان السعودي الأميركي" نظراً الى الدعم العسكري والتغطية السياسية الكاملة التي حظيت بها قيادة السعودية من الولايات المتحدة الأميركية طوال فترة العملية.

وخلال أكثر من عام وثمانية أشهر من "العملية العسكرية" جرى الاتفاق على 6 هدن إنسانية بعضها جرى من خلال الأمم المتحدة متمثلة في مبعوثها الأممي الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وبعدها بالاتفاق المباشر بين طرفي الحرب.

آخر هدنة هي التي أعلنها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري كمقدمة لاتفاق ينص على حكومة انتقالية في صنعاء.. ووافقت عليها جميع أطراف النزاع ما عدا حكومة عبد ربه منصور هادي.

فهل تنجح الهدنة الأخيرة؟ حيث فشلت سابقاتها.

في هذا التقرير نستعرض الهدن السابقة وصولاً الى هدنة كيري.

 

بدأت أول هدنة في 12 مايو 2015 بإشراف من الأمم المتحدة وبعد دخولها بساعات عادت المواجهات في مختلف الجبهات.

وقد كانت الهدنة الثانية في  15 ديسمبر من العام 2015 تزامنت مع بدء جولة جديدة من محادثات جنيف بين أنصار الله اليمنية وحكومة عبد ربه منصور هادي برعاية الأمم المتحدة، حيث كان الاتفاق في هذه المرة غير مشروط.

بينما الهدنة الثالثة في 27 ديسمبر من العام 2015، أعلن عنها "التحالف" بقيادة السعودية  كهدنة إنسانية موقتة ردَّها إلى طلب الرئيس عبد ربه منصور هادي، لإفساح المجال أمام توزيع المساعدات على المحتاجين.

أما الهدنة الرابعة فقد بدأت في 10 أبريل بـ 2016م ولكن سرعان ما تهاوت مع تقاذف المسؤوليات بين طرفي النزاع عن مسؤولية إجهاض الهدنة.

الهدنة الخامسة في 19 أكتوبر 2016، التي دعا إليها المبعوث الأممي الخاص لليمن  إسماعيل ولد الشيخ أحمد ولمدة 72 ساعة تم اختراقها من الجانبين.

أما الهدنة الحالية وهي السادسة فقد بدأ سريانها في 17 نوفمبر 2016، وكان أعلن عنها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في 15 نوفمبر 2016، وقال كيري أن طرفي الصراع  اتفقوا مبدئياً على وقف لإطلاق النار والعمل لإنشاء حكومة وحدة وطنية قبل نهاية العام الجاري.

بعد إعلان كيري لهدنة نفت حكومة عبد ربه منصور هادي بشدة الموقف المنسوب إليها وقالت إنها لا تعلم أي شيء عن تصريحات كيري هذه التي اعتبرت أنها لا تعنيها، بل ذهبت إلى أن هذه التصريحات تمثل رغبة في إفشال مساعي السلام بمحاولة الاتفاق مع الحوثيين دون الحكومة.

واذا كانت كل الهدن السابقة قد فشلت، فبغض النظر عن المتسبب في إفشالها، فان الهدنة السادسة التي أعلنها كيري، تبدو اليوم كحاجة أميركية مع نهاية عهد أوباما، وتلتقي مع حاجة السعوديين الى الخروج من المأزق اليمني وحاجة يمنية لوقف نزيف الدم الذي تسببه غارات طائرات التحالف ضد اهداف متعددة على امتداد اليمن وآخر شاهد على ذلك المجزرة المروعة في صنعاء والتي عرفت بمجزرة الصالة الكبرى.

الجميع يتوقع اليوم استمرار هدنة كيري، وحتى لو رفضها عبد ربه منصور هادي فهي "طوق نجاة لنا" كما يقول بعض السعوديين، ويضيفوا: "يجب أن تتمسك قيادة المملكة بأي اتفاق للخروج من الوحول اليمنية بعد الخسائر المادية والبشرية التي تكبدناها.. لا حاجة لنا لدفع خسائر أكثر.."