جاسر الدخيل- خاص راصد الخليج-
كلنا يتعرى.. العري هو حاجة طبيعية تتطلبها حاجاتنا الانسانية المختلفة.. وليس المقصود هنا.. العري أثناء ممارسة الحاجة الجنسية فتلك حالة محرمة والعياذ بالله.. كتعري الزوج لزوجته أو تعري الزوجة لزوجها، فقد يكون فيها فتنة.. وهذا ما أفتى به بعض كبار علمائنا حفظهم الله، وهم أحرص الناس على حيواتنا الزوجية، حتى لا يدخل فيها الشيطان..
وليس المقصود هنا العري في أماكن السباحة أو النوادي فتلك أمور أعاذنا الله منها نساء ورجالاً، وبلدنا قد تشدد في ذلك ويستحق من يفعلها ذكراً كان أم أنثى العقوبة اللازمة.. وحتى العري الجزئي، وأقصد به التخفف من غطاء الرأس، فمن تفعل هذا ستصلى من الهيئة (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) عقوبتها اللازمة.. فنحن لا نقبل أن يتبرّج رجالانا ويظهرون شعورهم .. فكيف نقبل ذلك للنساء.. وهو أمر مرفوض في الشريعة.
ولا أقصد هنا أيه السادة.. عري العيون التي تختلس النظر الى بيوت الأجانب أو من هم من غير المحارم، علماً أن عيون الكثيرين عندما تتحلل من قيود أنظمتنا في المملكة وتسنح لها الفرصة للسياحة في بلاد الشرق أو الغرب وحتى في أقرب البلاد الينا، تراها تعمل كالرادارات لاستكشاف ما حرمت منه في بلدنا، فلا يتردد الرجال من النظر الى مفاتن النساء الاجنبيات أو تتوجه النساء بأبصارهن الى الرجال الأجانب.. فلا فرق في حرمة اختلاس النظر بين ذكرنا وأنثانا.. فهناك أي في أوروبا وأمريكا وحتى في اسطمبول وبيروت والقاهرة وغيرها.. لا يتردد هؤلاء من التجوال حيث يمكنهم من اشباع جوع أعينهم للنظر الى عري النساء ومفاتهن .. وكأن الحرمان الخشن في بلدنا يولد في أنفس مواطنينا نزعة الشره الى كل ما هو طري وناعم..
ولا أقصد أيضاً في حديثي عن العري ما درجت عليه بعض العرب قبل الاسلام حين كانوا يطوفون حول الكعبة عراة.. لأنهم لا يجدون من يعيرهم ثوباً (مصوناً) أو يؤجرهم وقد تخلصنا من هذه العادة بنعمة الاسلام الحنيف.
ولا أقصد هنا أيها السادة، ما أسميه العري الملعون، ويسميه أصدقاؤنا في الغرب بالتعبير الديمقراطي، وهو ما فعلته بعض الأجنبيات أمام بعض سفارات المملكة العربية السعودية في باريس أو غيرها، حيث قمن بتعرية صدورهن، بحجة واهية أن "جيشنا دخل مملكة البحرين لقمع شعبها"، أو بسبب أن حكومتنا "تمارس التضييق على النساء فتمنعهن من ومن..) دون الحاجة لذكر لائحة الممنوعات المقدسة..
وللأسف فان هذا العدوان الذي مورس بحق سفاراتنا.. هو بالتأكيد منسق مع الرافضة المجوس.. لكن رجال سفاراتنا الأبطال تصدوا لهاتين النساء العاريات.. بأعينهم والزفرات.. وهذا أضعف الايمان.
نعم أيها السادة نحن عراة...
ليس في النظر والفكر والرغبات الجامحة... بل في كثير من قضايانا الآنية.
نحن عراة حين تطوف مياه السيول فتغرق بساتيننا وتقطع الطرقات الى منازلنا.
نحن عراة حين يأكل الوزير أو المسؤول ميزانية المشروع .. فنموت غرقى في سياراتنا..
نحن عراة حين تمنع علينا الوظيفة، وتمنح لمن له قرابة مع الوزير أو الأمير أو الأميرة أو له قربى بالعشيرة الفلانية أو العائلة أو الآل ..
نحن عراة حين نضحي بأولادنا لأجل الوطن بينما أولاد الأمراء والوزراء وأصحاب الجاه والمال وكبار العلماء يتربعون في مكاتبهم أو يتسكعون في شوارع العواصم الكبرى بحثاً عن ذلك العري الذي أنكرناه..
نحن عراة.. حين لا نجد من يقبل الانضمام الى رجالنا في الحد الجنوبي ذوداً عن حياض الوطن ضد عدو نحن
نحن عراة حين تُمنع نساؤنا من قيادة السيارة، بينما يسمح بأن يقود سيارتها رجل من بلاد السند أو الهند.
نحن عراة.. ولا شيء يستر عورتنا .. ما دمنا لا نستطيع أن نرفع الصوت ونقول كفى..
نحن عراة لأن أولئك الذين يمنعون عنا كل شيء يبيحون لأنفسهم كل شيء وان لم يكن في بلدنا فعلى الأقل يمكنهم أن يفعلوا ذلك أنى شاؤوا.. (اضرب بحث على جوجل وسترى العجائب)
كفى سكوتاً.. نريد أن نعيش بكرامة، نريد أن نتباهى بنسائنا المستورات العفيفات وهن يحصلن على حقهن في العلم والمعرفة والحرية المقيدة بالأخلاق والستر..
كفى سكوتاً..
لأننا نريد أن نعيش مع جيراننا بأمن وآمان ولا نريد أن نكون بغاة عتاة فتصيبنا لعنة اليمن، وتتزلزل الأرض بنا من دعاء الثكالى فيها..
كفى سكوتاً..
لأننا نريد حقنا في العلم والعمل، ونريد حقنا في الدنيا كيف نعيشها..وفي الدين، كيف نمارسه وبأي طريقة.
كفى سكوتاً
فالعمر يمضي.. ونحن نطبل لفلان ابن فلان.. وغداً وبعد غدٍ .. سيقف أولادنا ليطبلون لابن فلان بن فلان بن فلان..
لا نريد أن نكون عراة.. نريد أن نعيش بكرامة..
لا نقبل أن نكون عراة في مملكة الحرمين.. من الرياض حتى الحدّ الجنوبي.