جاسر الدخيل- خاص راصد الخليج-
أنا من أكثر المعجبين باللواء الركن أحمد عسيري، فهذا العسكري الوطني السعودي، يمكن أن يصنف في قائمة نبلاء المملكة أو قل قادتها الحقيقيين، لمناقبيته العسكرية وحضوره الريادي على الساحة الوطنية.
ليس اعجابي باللواء عسيري منشأه علاقة خاصة تربطني بسيادته، ولو انها كانت، لكنت سأعتز بها، ولا تزلفاً لشخص يعتبر الظل العسكري لولي ولي العهد وزير الدفاع الوطني الامير محمد بن سلمان، وليس لانه تلقى كل السهام الجارحة بصدره على منصة التحالف العربي لتحرير اليمن، حتى أنه لم يتردد في تجرّع سم الكذب لتبرير افعال قام بها الطيارون السعوديون، كالهجوم على صالة العزاء في صنعاء، وأحرجتنا أمام الأمم، وقد قال لي أحد الاصدقاء المشتركين، أن اللواء عسيري دمعت عينه، عندما خرج من المؤتمر الصحفي الشهير الذي برر فيه ذلك الهجوم.
وليس عيب يا سادة أن يبكي الرجل.. ولا عيب أن تدمع عين العسكري، ولا عيب أن يخرج عن طوره أحيانا للرد على صلافة صحفي جاء اليه حاملاً أسئلة بلغة لا ينطق بها غير المجوس.
ولو لم يكن اللواء عسيري على هذا القدر من الحنكة والفطنة والذكاء العسكري لما قدمه وزير الدفاع على من عداه، ورفعه الى جواره ليكون مستشاره الأول، والناطق العسكري باسمه، فينطق منطقه ويقول مقاله ويفعل أفعاله.
من العيب أن يرمى اللواء عسيري ببعض الكلام الجارح من أبناء المملكة، الذين يجلسون خلف شاشات هواتفهم الغبية، يغردون بكلماتهم النابية، بينما هو يحضر في الميدان مقاتلاً، زوداً عن حياض الوطن.
ومن العيب.. أن يتناقل بعض المتطفلين طرائف قد تصيب اللواء بالاحباط لا سيما أن كل ما يحتاجه العسكري هو الزخم المعنوي بما يعطيه طاقة اضافية.
هذا كان يمكن أن نقوله لو أن اللواء الفذ لم يفعل ما فعله.
اللواء.. أحرجنا.. وجعلنا مرة جديدة نندم لما قلناه فيه في محافل الرجال..
بعيدا عن صخب "تويتر" وهشتاق #أطلق_اصبع_سعودي الذي وجد فيه بعض المغردين فرصتهم، سأقول قولي هذا، موجهاً حديثي لشخص اللواء. مع كل التقدير لمناقبيته.
يا سيادة اللواء
كيف لمن هو في موقعك وفي هذا الشأن العظيم والموقعية الرائدة على مستوى أكبر شخصيات الوطن، فترفع أصبعك الوسطى في وسط العاصمة البريطانية، فتحرجنا أمام ملايين الناس ممن شاهدوك تفعل تلك الفعلة الشائنة.
هل هكذا تربينا نحن السعوديون في بلاد الحرمين.. في بلاد النبي الكريم "ص" صاحب الخلق العظيم..
هل هكذا هي المملكة.. التي كنا نتمنى ونأمل ونعمل لرفع اسمها فوق العالم.. فيرفع أحد رجالها أصبعه الوسطى.. لينزلنا الى الحضيض..
لا يا سادة..
لم يكن أحمد عسيري موفقاً بفعله الشائن.. ولم يستطع أن يزلزل الأرض تحت أقدام الحوثيين أو الإيرانيين.. فقط هو قال لنا لا تدعوا أولادكم ونساءكم يشاهدونني مرة أخرى..
ولأن الأمر يجب أن لا يمر مرور الكرام.. على القيادة الكريمة أن تأخذ اليوم قبل الغد اجراء حاسماً بحقه..
أقل ما يمكن أن تفعله قيادة الحزم (ليس قطع الأصبع الوسطى لعسيري) بل قطع الهواء عنه.. منعه من الظهور الاعلامي..
وأن مشيئة وزير الدفاع يجب أن تقتضي باستبعاده عن موقع المستشار له.. حتى لا يحرج قيادة المملكة أكثر.
انها يا سادة.. فضيحة ومن العيار الثقيل.