أحمد شوقي (كاتب مصري)- خاص راصد الخليج
منذ اعلان استقلال الخليج تباعا، وهناك ضوابط استعمارية جعلت هذا الاستقلال مربوطا بعجلة الغرب ومصالحه، ناهيك عن دولة خليجية كبرى انشئت خصيصا كرأس حربة لمصالح الاستعمار وهي السعودية.
امن الخليج هو امن قومي امريكي واسرائيلي بامتياز.
وعندما تقول اي دولة ان امن الخليج من امنها عليها ان تعي جيدا انها تقول ان امنها الشخصي من امن امريكا واسرائيل، طالما ظل الخليج بنفس حكوماته وتحالفاته ولم يتغير نسقه العالمي بثورات كبرى جذرية.
ولعل قضية تيران وصنافير الأخيرة كشفت ان امن امريكا واسرائيل المتعلق بامن المضايق مثل مضيق العقبة هو خير شاهد على ان الالتحاق بالخليج هو تفريط في الامن القومي وان مشروع ابن سلمان لاستلام الحكم تجاوزا للعائلة كان ثمنه مدفوعا من الامن القومي المصري والعربي ككل.
في حوار مع صحيفة "الأهرام" ذكّر اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب المصري، أن (جزيرتي تيران وصنافير دخلتا، مع توقيع اتفاقية السلام، ضمن المنطقة (ج) ودخلت قوات متعددة الجنسيات لهاتين الجزيرتين، "أي أنه لا توجد فيهما قوات مصرية حتى الآن وبالتالي تسري بنود اتفاقية السلام على الجزيرتين بعد تسليمهما للسعودية".
كما أكد البرلماني المصري أن ولي العهد السعودي محمد بن نايف أقر في خطابه 8 أبريل/نيسان 2016، بعد توقيع الاتفاقية السعودية المصرية بشأن "تيران وصنافير"، بالتزام المملكة بنقل جميع الالتزامات المترتبة على مصر في هاتين الجزيرتين بناء على اتفاقية كامب ديفيد إلى السعودية").
اي ان دخول السعودية للتطبيع وللسلام الدافئ مع العدو الصهيوني تم عبر بوابة الجزر المصرية.
وفي تقرير تايمز اوف اسرائيل، قال التقرير ان اسرائيل منحت موافقة خطية لنقل مصر الجزيرتين في البحر الاحمر، صنافير وتيران، الى السعودية، ونسبت الى وزير الدفاع موشيه يعالون انه تم ابلاغ اسرائيل خطيا بنقل الجزر بين القاهرة والرياض، الذي وقع ضمن سلسلة اتفاقيات تعاون تم التوقيع عليها في العام الماضي بين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة.
مضيفا ان الاتفاقيات بين القاهرة والرياض توطد التحالف بين البلدين السنيين في منطقة تمر في تغييرات فوضوية وتواجه نفوذ ايراني شيعي متنامي في الشرق.وفقا للصحيفة الاسرائيلية!
وقال يعالون ان موافقة اسرائيل على تقل الجزر تطلب اعادة فتح الملحق العسكري لاتفاقية السلام. وقامت الولايات المتحدة بالتوسط في المحادثات بين الاطراف الثلاثة، وفقا لموقع واينت.
وعندما تصبح السعودية طرفا في كامب ديفيد، ماذا سيحدث؟
في دراسة الدكتور عادل عامر عن "آثار اتفاقية كامب ديفيد علي مصر والعرب"، فقرة تقول(لم ينس المفاوضون في كامب ديفيد أن يلبوا المطالب الإسرائيلية بأن تكون المبادئ التي أرسوها في اتفاقهم أساسا للتفاوض المرتجى بين إسرائيل والأطراف العربية الأخرى فألحقوا بوثائق المؤتمر عددا من البنود الخطيرة منها أن" على الموقعين أن يقيموا فيما بينهم علاقات طبيعية كتلك القائمة بين الدول التي تعيش في سلام. وعند هذا الحد ينبغي أن يتعهدوا بالالتزام بنصوص ميثاق الأمم المتحدة. ويجب أن تشتمل الخطوات التي تتخذ في هذا الشأن على:
1- اعتراف كامل.
2- الغاء المقاطعة الاقتصادية.
3- ضمان تمتع المواطنين في ظل السلطة القضائية بحماية الاجراءات القانونية في اللجوء إلى القضاء. كذلك يجب على الموقعين استكشاف امكانيات التطور الاقتصادية في اطار اتفاقيات السلام النهائي بهدف المساهمة في صنع جو السلام والتعاون والصداقة التي تعتبر هدفا مشتركا لهم. كما يجب اقامة لجان للدعاوى القضائية للحسم المتبادل لجميع المطالب القضائية المالية.
أما تنفيذ اتفاق كامب ديفيد فقد جعل برعاية الولايات المتحدة الأمريكية أولا فاتفق الطرفان المتعاقدان على أن تدعى الولايات المتحدة للاشتراك في المحادثات بشأن موضوعات متعلقة بشكليات تنفيذ الاتفاقيات واعداد جدول زمني لتنفيذ تعهدات الأطراف. وأما مجلس الأمن الدولي فسيطلب إليه المصادقة على معاهدات السلام وضمان عدم انتهاك نصوصها. كما سيطلب إلى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التوقيع على معاهدات السلام وضمان احترام نصوصها. وسيطلب إليهم كذلك مطابقة سياستهم وتصرفاتهم مع التعهدات التي يحتويها هذا الاطار).
وبالتالي فان السعودية ستقود تطبيعا شاملا مجانيا دون اي التزامات او تعهدات اسرائيلية، وأضحت المفاوضات مع اسرائيل عى العروش وكراسي الرئاسة لا على القضية الفلسطينية!
نحن في زمن اصبح عنوانه..العرش مقابل السلام!