أحمد شوقي- خاص راصد الخليج-
جاءت البيانات الختامية للاجتماع الوزاري العربي الطارئ – ولا ندري لماذا لم تكن قمة رئاسية- وكذلك بيان القمة الاسلامية –ذات التمثيل الوزاري في غالبها- شبه متطابقة، حيث غلب عليها توصيف الفعل الأمريكي بأنه خارج سياق القانون الدولي وانه انحياز صريح لاسرائيل واتسمت البيانات بالرفض والادانة.
كل هذا حسن ولكن ما هو الفارق بين هذه البيانات وبين بيانات الاحزاب والنقابات التي لا تتمتع باي سلطات او صلاحيات لاتخاذ القرار ولا تملك سوى الموقف السياسي؟!
ثم ان الموقف السياسي لا يخلو من تصور لرد ولعمل وليس مجرد رفض وانما هناك طرح واجب لحل او بديل.
لم تخرج بالبيانات العربية او الاسلامية اية اليات للعمل مثل العقوبات او المقاطعة او حتى الاشارة للكفاح المسلح والذي يكفله القانون الدولي، بل والأدهى والأمر، ان خرج ليتمسك بالعملية السلمية والتي من خلال نشأتها وخياراتها ومسارها لا تعني الا التنازل والتفريط في الحقوق التاريخية.
خرجت بيانات القمم لتؤكد الاعتراف بغرب القدس مدينة اسرائيلية وكأنه امر واقع وتنازل طوعي ممن لا يملكون لمن لا يستحقون.
اين القانونيون واين دورهم في طرح قضية القدس وبيان ان الخط الاخضر هو خط هدنة وان غرب القدس محتل كشرقها وككامل التراب الفلسطيني من البحر الى النهر؟
لماذا فرطت الدول العربية والاسلامية في القضية الفلسطينية، وسلمت بالامر الواقع ولماذا تتمسك بعملية عنوانها السلام ومضمونها التفريط المذل المهين؟
بالتأكيد هناك دول لم تعترف باسرائيل علنا، ولكن الفيصل هو عدم الاعتراف بعملية السلام المزعومة ومسارها.
كيف يحتفظ مقدمو المبادرة العربية – رغم انها مبادرة مفرطة في الحقوق- بها بعد ما حدث من تجاهل صهيوني واجراءات مضادة لها على الارض كالاستيطان ومصادرة اراضي الفلسطينيين والاستمرار في تهويد القدس، ومؤخرا باعلان ترامب والذي يشكل ضربة قاصمة للمسار وللمتمسكين به.
كيف تكون هذه هي الممارسة السعودية والتي تطمح لان تقود العالم العربي والاسلامي وتشن غاراتها تارة وتمول تنظيمات ارهابية تارة اخرى لفرض وصايتها وقيادتها بالقوة؟ كيف يكون رد فعلها بهذا الهوان ناهيك عما رشح من اتصالاتها وتنسيقاتها مع العدو الصهيوني بخصوص صفقة القرن وكذلك التعاون الصهيوني العسكري والاستخباراتي في حربها على اليمن.
كيف تقنع السعودية بقية الاقطار والشعوب بالقيادة وهي تفرط وتتعاون هكذا مع عدوهم في قضيتهم المركزية؟
ام ان الهدف هو القيادة بالقوة والارهاب والاستقواء بالاستعمار.
اننا نربأ بالخليج العربي ان يسير في هذا المسار وان يكون تابعا لسياسات السعودية وهو يملك اوراقا كبرى للضغط الاقتصادي وكذلك اللوجستي ويملك ان يوقف امريكا ومن وراءها عن التمادي في هذا الاستهتار والاستخفاف بالعرب.
لا شك ان الخليج ابان فترة التحرر الوطني كان بؤر ومنابر للمانعة وكان جزءا من المقاومة العربية.
وان لم يعد الان هذا الجانب المقاوم للخليج فمتى يعود؟
لم تعد الامور ملتبسة وهناك وجهان فقط، وجه مقاوم للاستعمار وجه خائن صريح وعلى الخليج وكامل العرب ان يختاروا وجههم فالتاريخ يسجل ولن يرحم ولن يتسامح ولا سيما في مرحلة لا تقبل اللبس او متشابهات الامور.