هدى القشعمي- خاص راصد الخليج-
في خضم الأحداث المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط عموماً والخليج خصوصاً من خلافات وسط البيت الخليجي بين قطر من جهة والسعودية والامارات والبحرين من جهةٍ أخرى، بالإضافة إلى حرب اليمن التي تقودها السعودية لإعادة الشرعية الى اليمن والتي تطورت لكي تطال عمق السعودية والإمارات بعد ادخال جماعة الحوثي لطائرات الدرون كسلاح اساسي في الحرب، تثور تساؤلات عدة منها: هل هناك حقاً حصلت ضربات نفذتها المسيرات الحوثية أم أنه مجرد كلام يصرف في الحرب النفسية؟ وأين الاعلام السعودي من هذه الوقائع؟
بعد مرور 3 أعوام على حرب اليمن وتطورها بشكل متصاعد أصبحت اليوم شظايا الحرب تطال الدول التي تشنها وعلى وجه الخصوص السعودية والإمارات. فدخول المسيرات الحوثية على خط المواجهة وإعلانهم ضرب معسكرات وأماكن تجمع قوات التحالف وبعده شركة أرامكو السعودية ومن ثم ضرب مطار أبو ظبي الدولي في الامارات، ومؤخراً ضرب قاعدة الملك خالد، أثار لغطاً إعلامياً في المنطقة في حين خرج الاعلام التابع لدول التحالف لنفي ما تم إعلانه من قبل اعلام الجانب اليمني.
فقد أعلن الاعلام التابع لأنصار الله أن الطائرات المسيرة الحوثية ضربت أرامكو السعودية ومطار أبو ظبي في الامارات وقاعدة الملك خالد بالتزامن مع إعلان الاعلام التابع لدول التحالف عن حوادث أخرى بنفس الأمكنة، فإذا سلمنا بأن هذه الإدعاءات الحوثية باطلة ولا أساس لها من الصحة فأين الدليل على كذبها؟ ففي حادثة أرامكو خرج إعلامنا وقال حريق داخل المنشأة فلا رأينا صور الحريق ولا مشاهد من داخل الشركة تدحض ما يزعمه اليمنيون. وإذا انتقلنا إلى حادثة مطار أبو ظبي الدولي فالأمر مماثل فقد كذّب الإعلام الإماراتي خبر استهداف المطار وقال بأن حركة الملاحة لم تتوقف والذي جرى هو وقوع حادث في مطار أبوظبي الدولي تسببت به مركبة لنقل الإمدادات في ساحة المطار التابعة لمبنى المسافرين، وكذلك لم تبث أي صورة أو فيديو من داخل المطار تنفي الإدعاءات الحوثية بل هناك ما أكدها حيث جرى تداول صور عدة تم لقائمة الرحلات من مطار أبو ظبي تظهر تأجيلها وإلغاءها، وأما بالنسبة لاستهداف قاعدة الملك خالد فلم يصدر أي توضيح بشأنه.
وإذا عدنا في الذاكرة إلى حي الخزامى وإلى قصر اليمامة في الرياض لتذكرنا الحادث الذي نقله اعلام المملكة عن إطلاق النار الكثيف على طائرة درون للتصوير، وقد نشر بعدها الاعلام السعودي تصريح المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور بن سلطان التركي الذي قال أن الحادث هو عبارة عن إطلاق نار لاسقاط طائرة درون اخترقت أجواء القصر، فبعد الحوادث التي ذكرناها سابقاً يصبح من المؤكد أن مسيرة حوثية اخترقت محيط قصر اليمامة، فالذي يصل إلى مطار أبو ظبي بمسيرة ليس من الصعب أن يصل إلى قصر اليمامة، وما يؤكد الاستهداف قبض القوات المسلحة السعودية على يمنيين يتجسسون لصالح الحوثيين داخل السعودية وليس من المستغرب أن يعترفوا بمسؤوليتهم عن الحادثة في الايام القادمة، وما يثير الغرابة في هذه الحادثة أنه لم يتم عرض حطام الطائرة التي أسقطت، فلو كانت فعلاً طائرة للتصوير فقط، لكان من السهل عرض الحطام الناتج عن استهدافها، فعدم عرض الدليل يثبت أن مسيرة حوثية إخترقت أمن القصر، أما سكوت السلطات السعودية فهدفه عدم الاعتراف بالإختراق الأمني، ولم يعلن عنها الحوثيون كذلك لكي لا يكشفوا سلاحهم الجديد قبل موعده، بما أن المسيرة فشلت بتحقق أهدافها.
فهذه الحوادث تفتح الباب على أهمية الإعلام في دحض الأخبار الكاذبة وخاصةً الأخبار التي تتعلق بأمن البلاد لكي يكون جميع المواطنين مطلعين على ما يجري ولكي لا يؤخذوا بالشائعات وبالحرب النفسية التي تشن عليهم من قبل الإعلام اليمني، فعدم تكذيب الأخبار بالوقائع الملموسة أي الصور أو الفيديو، هو بمثابة إثبات الوقائع التي يعلن عنها الإعلام المعادي واعتراف منا بصحة ما يبثونه من أخبار، ويبقى الوضع كورقة رابحة بيدهم، فنحن بأمس الحاجة اليوم إلى الإعلام الذي يبين الأمور على حقيقتها، فدون ذلك سيبقى المواطن تائهًا بين التصديق والتكذيب وبين الوهم والحقيقة وبين الخوف والطمأنينة.