أحمد شوقي- خاص راصد الخليج-
هل من المناسب واللائق ان نطرح سؤال الهوية الخليجية؟ وهل يليق ان يكون الانتماء الخليجي محل مناقشة؟
الهوية والانتماء تحدد الانحياز وتفرض مفردات الأمن القومي، وما نعرفه بالضرورة ان دول الخليج دول عربية تنتمي الى امة عربية واسلامية، وان امن الخليج هو جزء من امن قومي عربي، فما الذي تغير اذن ليحدث التناقض الراهن؟
هذا التناقض الحالي والمستجد يقول ان هناك تحالفات مع دول كبرى على حساب مصالح دول عربية شقيقة، بل وهناك تدشين لعلاقات وثيقة كسابقة تطبيعية معلنة مع العدو الاسرائيلي على حساب القضية المركزية، وهو ما لا يتعارض فقط مع القيم العربية وروابط الاخوة العربية والاسلامية، وانما يتناقض بالتأكيد مع الامن القومي العربي ككل!
هذه المستجدات تجعل من السؤال ضرورة ملحة، ما هي بالفعل الهوية والانتماء المستجدين؟
المتابع لتقارير العدو الاسرائيلي الداخلية والمتابع لتوازنات الاقليم والعالم الجديدة، يعلم جيدا ان العدو الاسرائيلي في حالة ضعف واجنحته التي كان يرفرف بها باتت مكسورة، واظافره الطويلة تم تقليمها بفعل توازنات جديدة للردع في محيطه الحيوي، فهل وصلت هذه المعلومات والتقديرات للخليج؟ ام وصله عكسها؟، وهل قوة "اسرائيل" او ضعفها هو العامل المحدد لسياسة العرب تجاهها، ام المحدد هو الحق العربي والفلسطيني؟!
نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن مصادر أمريكية، أن رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، يعتزم زيارة دول خليجية أخرى، استكمالا لزيارته لسلطنة عمان في الأسبوع الماضي.
ومع أن الصحيفة لم تكشف أسماء الدول الخليجية التي يعتزم نتنياهو زيارتها في المستقبل القريب، إلا أن مصادر أمريكية صرحت للصحيفة، أن الإمارات العربية والبحرين ودولا خليجية أخرى، بالإضافة لسلطنة عمان، تريد السلام مع "إسرائيل"!
هل يعلم الخليج وشعوبه خطورة هذه الخطوات، والتي تقول التقارير المعتبرة عن زيارة نتنياهو لسلطنة عمان، الأسبوع الماضي، ولقائه بالسلطان قابوس بن سعيد، انها كانت في إطار المحاولة لتحضير الأجواء لاستقبال واستكمال ما يسمى بـ"صفقة القرن" التي تعمل الإدارة الأمريكية على إنجازها بعيدا عن عواصم القرار الفاعلة في العالم، ولا سيما الدول الأوروبية وروسيا والصين؟
هل يعلم الخليج مدى تأثير هذه الخطوة على علاقاته بالشعب الفلسطيني، والذي بدأ بحرق صور ولي العهد السعودي، ولا شك وانه سيقوم تباعا بحرق صور الزعماء السائرين على هذا الدرب؟
هل يعلم الخليج تأثير هذه الخطوات على علاقاته بروسيا والصين وبقية دول العالم التي تتناقض مصالحها مع تنامي نفوذ "اسرائيل" وهي الذراع الاكبر لامريكا والتي تشكل خصمهم الجيواستراتيجي؟
هل يعلم الخليج في اي زاوية استراتيجية ضيقة يحشر نفسه، وهل تعلم شعوبه في اي ركن تاريخي مهين سيحشرون لو تم تمرير هذه الصفقات؟
ان لم تكن هذه لحظة استفاقة فمتى تكون اذن؟
اين الخليج من شقيقه اليمني والذي باتت مطالبات وقف العدوان عليه تأتي من الخارج وبصيغة أمر محدد المهلة وهو مهين، فلماذا لا توجد مبادرات خليجية هي الأولى بذلك وهي الأكرم لوقف هذه الحرب التي تشكل عارا في التاريخ العربي والاسلامي؟
ان الخليج يراد له ان يحكم من خارج الاقليم عبر توازن تركي اسرائيلي، وهناك شواهد تقول بتحضير ذلك، وقد لجأت بالفعل دول الخليج للاحتماء بكلا الطرفين مناصفة، فهل يقبل الخليج ان يدار من الخارج عبر تسويات اقليمية ويفقد استقلاليته تماما؟
اسئلة يجب ان يجيب عنها الشعب الخليجي سريعا قبل ان يداهمه الوقت؟