أحمد شوقي- خاص راصد الخليج-
تفيد التقارير الواردة من سوريا بأن هناك تغيرا في التكتيكات الخليجية خاصة السعودية، وفيما يبدو ثبات لاستراتيجية تقسيم سوريا والخلل بوحدتها، وأن الورقة الجديدة التي تستخدمها السعودية هي ورقة كردية هذه المرة بعد ورقة التكفيريين.
وقد نقلت التقارير عن زعماء القبائل في دير الزور معارضتهم الشديدة للمخططات السعودية لدعم الإجراءات الانفصالية للقوات الديمقراطية السورية والجارية على قدم وساق في الأجزاء الشرقية من المحافظة.
وقد أصدرت قبيلة الجمل في دير الزور الشرقي بيانًا أكدت فيه على معارضتها لتعيين أحمد الخليل المنتسب لقوات سوريا الديمقراطية كشيخ لقبائل البكر في دير الزور الشرقية وأشارت قبيلة الجمل في البيان إلى الأعمال الإرهابية التي قامت بها قوات سوريا الديمقراطية في منطقة الفرات الشرقية، موضحة أنها لا تعترف بالخليل الذي تم تعيينه بدعم من وزير شؤون الخليج العربي ثامر السبهان والميليشيات الإرهابية كأمير شيوخ البكر، كما أكدت القبائل السورية الأخرى معارضتها لتعيين الخليل.
كما نقل عن موقع "البلدي" الإخباري التابع للمسلحين، أن عبيد خلف الحصن، وهو أحد زعماء القبائل العربية السورية، قد اغتيل في بلدة العلي باجليا في منطقة تل الأبيض في شمال الرقة بعد توقفه عن التعاون مع القوات الكردية في الفرات الشرقية، وبعد فشل قادة قوات الدفاع الذاتى إعادته لهذا التعاون.
وتناولت التقارير ذات الصلة أن القبائل السورية في محافظة دير الزور قد وقفت ضد مؤامرة سعودية أمريكية لدعم الأكراد لفصل الفرات الشرقية عن سوريا.
ومما رصدته التقارير، فإن هناك ابعاد اكبر للقضية، حيث تتخطى كونها محاولة إلى كونها مؤامرة دولية وللسعودية ضلع رئيسي بها، فقد كشفت التقارير ما يلي:
1/ نقل عن زعيم المشهد في منطقة الجزيرة بشرق الفرات، الشيخ حيدر الحمادي، قوله إن معظم القبائل السورية عارضت الاجتماع الأخير للسبهان في المناطق التي يحتلها الأكراد لدراسة المؤامرات لفصل سوريا الشرقية عن أراضي البلاد مشددا على محاولات السبهان لإقناع القبائل في شرق سوريا بتنفيذ مخططات انفصالية، وقال إن معظمهم يريدون أن تستعيد دمشق السيطرة على المنطقة.
2/ ذكرت صحيفة الوطن أن وفدا سويديا ، بما في ذلك ممثل الدولة لشؤون سوريا، ومسؤول وزارة الخارجية السويدية لشؤون سوريا والمسؤول عن وكالة المساعدات الدولية، دخلوا المناطق التي يحتلها الأكراد في شرق سوريا وعقدوا لقاءات مع عدد من القادة تمشيا مع المحاولات المتسارعة للدول الغربية للتدخل في الشؤون الداخلية السورية ومساعدة القوات الديمقراطية السورية (SDF) في أحلامهم الانفصالية.
3/ قال محمد الأكام، كبير المشرعين السوريين، إنه تم تشكيل تحالف ثلاثي بين المملكة العربية السعودية والقوات الكردية و(إسرائيل) تحت إشراف الولايات المتحدة لمواصلة الضغوط على دمشق بعد انتصاراتها على الجماعات الإرهابية، وذلك عن طريق فصل الأجزاء الشمالية الشرقية من بلد.
أما بخصوص التغير التكتيكي، قال مصور سجاري رئيس المكتب السياسي للإرهابيين في الجيش السوري الموحد المدعوم من تركيا على صفحته على تويتر أن الرياض أوقفت الدعم المالي للجماعات الإرهابية في شمال سوريا بما يتماشى مع خطة جديدة لمساعدة الأكراد، وأن الخطة تهدف لفصل شرق سوريا، وأضاف أن المملكة العربية السعودية قررت قطع الدعم المالي للمناطق التي تحتلها الجماعات الإرهابية في شمال سوريا وهذا الإجراء اتخذ بعد أن بدأت الرياض دعمها للجماعات الكردية الانفصالية في شمال شرق سوريا بعد زيارة السبهان للمناطق التي يحتلها الأكراد،
وأكد سجاري أن المملكة العربية السعودية تريد الضغط على تركيا، محذرًا من أن "جميعنا سيتضرر من هذا الإجراء".
وهذه التقارير تفيد كما سبق بأننا أمام ذات المحاولة لتقسيم سوريا، وأن الحديث العربي والذي تتبناه السعودية في المؤتمرات بالرغبة في التوصل لحل يحفظ وحدة سوريا، ما هو الا حديث استهلاكي، وان المحاولات السعودية للاطاحة بالنظام السوري مستمرة، تارة عبر التكفيريين، وتارة عبر الاكراد.
ولو أن الأمر في نطاق خصومة سياسية بين نظامين أو توجهين، فإنه يمكن تفهم الخصومة واحتمالية ورودها، والدعوة لحوار ونقاش بين الأشقاء، أما وأن تصل الخصومة لمحاولات اسقاط دولة كخطوة لاسقاط نظامها، فهي جريمة كبرى، ولا سيما وأن هذه الدولة بأهمية سوريا وميزانها الاستراتيجي، ناهيك أن الأمر ليس مجرد استبدال نظام بنظام، وانما استبدال نظام بنظام آخر عميل وتابع لمصالح أمريكية وصهيونية، وهو ما يفسر التنسيق مع الغرب والصهاينة.
ان ما يحدث يتخطى نطاق الخطأ السياسي ألى نطاق جريمة تاريخية مكتملة الأركان ينبغي وقفها خليجيا بشكل فوري وحاسم، والا سيطال التورط الجميع وستكون التداعيات كارثية على الجميع.
ولا يبرئ الخليج أن القيادة لهذه المؤامرات سعودية، طالما هناك ارتضاء خليجي بهذه القيادة وانصياع لها!