أحمد شوقي- راصد الخليج-
حطت مساء الثلاثاء 19 مايو 2020 ولأول مرة، طائرة تابعة لشركة "الاتحاد للطيران" الإماراتية في تل أبيب، وذلك في أول رحلة معروفة لشركة طيران إماراتية مملوكة للدولة إلى (إسرائيل).
وكانت شركة "الاتحاد للطيران" قد قالت إنها نقلت شحنة إمدادات طبية للفلسطينيين من الإمارات إلى (إسرائيل)، وأضافت أنه لم يكن على متن الطائرة ركاب.
منذ شهور، أفاد الإعلام الصهيوني ان نية النظام الصهيوني هي تحقيق "الحلم الإسرائيلي" بفتحه المجال أمام الإسرائيليين للدخول إلى الإمارات العربية المتحدة بجوازات سفرهم الإسرائيلية ودون معيقات.
وذلك تزامناً مع الاعداد لمعرض "إكسبو 2020" التكنولوجي المزمع عقده في تشرين الأول/أكتوبر القادم والمقرر ان يستمرّ لمدة ستة شهورٍ، ولا ندري هل سيقام بسبب تفشي وباء كورونا ام سيتم تأجيله.
ووفقاً لتصريحات أحد المسؤولين الإماراتيين لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الصهيونية، وقتها، فقد قال ان الست شهور ستمثّل فترةً تجريبيةً للتسهيلات المنوي تقديمها لحملة الجنسية الإسرائيلية، على أن تستمرّ بعد انعقاد المعرض.
في 2017 نشرت صحيفة "ميدل إيست مونيتور" تقريرا حمل عنوان "إسرائيل والإمارات يطبعون العلاقات" استندت فيه إلى وثائق من موقع ويكليكس تظهر فيها أن "تنسيقا اقتصاديا ودبلوماسيا وأمنيا وعسكريا يجري بشكل متسارع بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل".
كما افاد تقرير بي دي اس "حركة مقاطعة (اسرائيل)" بتاريخ نوفمبر 2019، بأن الامارات استقبلت شخصيات رسميّة عدّة تمثّل دولة الاحتلال بشكلٍ علني، ورافقها اجتماعاتٌ سريّة لبحث سبل تعزيز التعاون الإماراتيّ-الإسرائيليّ في المجالين الاقتصاديّ والثقافيّ.
ورصد التقرير مشاركة وزير الخارجيّة الإسرائيلي "يسرائيل كاتس"، المعروف بعنصريته الفجة ضد العرب، في مؤتمر الأمم المتحدة المناخي الذي عقد في الإمارات في حزيران/يونيو الماضي، فضلاً عن مرافقة وزيرة الثقافة الإسرائيلية اليمينية المتطرّفة "ميري ريجيف" للفريق الإسرائيليّ خلال دوري الجودو الدوليّ في تشرين الأول العام الماضي (والذي عُقد مجدّداً هذا العام بمشاركة خمسة لاعبين إسرائيليين بين 24-26 تشرين الأول/أكتوبر).
بالإضافةً إلى ما تداولته وسائل الإعلام بشأن زيارةٍ سريّة لرئيس أركان جيش الاحتلال السابق "غادي آزينكوت" في تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي.
وقد طالت العلاقات الإماراتيّة-الإسرائيلية التطبيعيّة المجال الجويّ، بعدما هبطت إحدى طائرات شركة "موانئ دبيّ العالميّة" الحكومية (DP World)، والتي تعدّ واحدة من أكبر خمس شركاتٍ عالميّة لإدارة الموانئ، في مطار اللد "بن غوريون" الإسرائيلي عدّة مراتٍ.
وتربط الشركة المذكورة علاقاتٌ تجاريّةٌ مع (إسرائيل)، أبرزها الاستثمارات المشتركة التي تجمعها بشركة الملاحة الإسرائيلية "زيم" (Zim)، والمتورّطة بشكلٍ مباشرٍ في الجرائم الإسرائيلية بحقّ الشعب الفلسطيني منذ النكبة إلى اليوم.
وتعمل شركة "موانئ دبي العالمية" بشكلٍ جديٍّ على تعزيز العلاقات التجاريّة مع العدو الاسرائيلي، وهو ما دفع برئيسها التنفيذيّ، السلطان أحمد بن سليّم، لزيارة "تل أبيب" في آب/أغسطس الماضي لبحث سبل تعزيز هذا التعاون.
واضاف التقرير ان العلاقات التطبيعية الإماراتيّة- الإسرائيليّة لم تقف على التطبيع التجاري، برعاية حكومية، بل تعدتها إلى المستوى الأمني، كما كشف تحقيق لـ "بلومبيرج" عن مشروع بنية تحتية أمنية وضعته شركة إسرائيلية بمهندسين إسرائيليين في الإمارات بقيمة 6 مليارات دولارٍ.
وفي ظل التعتيم على الصفقات العسكريّة/الأمنية المبرمة بين دولة الاحتلال وبعض الأنظمة الخليجيّة، كشف تقريرٌ جديد لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مؤخّراً عن صفقة أُبرمت بين إسرائيل والإمارات لشراء الأخيرة طائرة مراقبة إسرائيلية متطورة قُدرت بنحو 846 مليون دولارٍ.
احتفى االصهاينة وبعض الاماراتيين بهبوط طائرة الاتحاد في تل ابيب.
وعلل اماراتيون الخطوة بمساعدة الشعب الفلسطيني!
وهي حجة متهافتة في ظل وجود معابر عربية لفلسطين المحتلة اقربها معبر رفح!
هل اصبحت الامارات هي القائد لقطار التطبيع الخليجي المخزي؟