خاص راصد الخليج / الرياض
كشفت مصادر استخباراتية سعودية أن المملكة وعلى أرفع مستوياتها مستاءة من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، نظراً لحجم الضغط الذي بات يشكله على المملكة، من خلال استعجاله غير المنطقي للوصول الى رئاسة الجمهورية اللبنانية.
وقالت المصادر الخاصة براصد الخليج إن جعجع طلب وعداً سعودياً رسمياً من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأنه سيضمن له الوصول الى القصر الرئاسي في بيروت، مهما كان ثمن ذلك، معتبراً أنه بوصوله الى الرئاسة ستكون نهاية اسطورة حزب الله في لبنان وبالتالي انتهاء كل تأثيراته الإقليمية التي تهدد المملكة والأمن الخليجي.
وفي التفاصيل التي كشفها لنا المصدر الخاص، أن "أحد كبار رجال الاستخبارات التقى جعجع قبل فترة قصيرة في بيته شمال بيروت، وكانت جلسة مسائية جميلة، حضرت خلالها زوجته وبعض الوجوه النسائية المقربة منها، وكان خلالها جعجع بشوشاً وودوداً ولطيفاً مع الحاضرين على غير عادته في مثل هذه اللقاءات. وهو أسرّ في أذن ضيفه قائلاً: "الجنس اللطيف لا يقاوم يا صديقي". وانتهى الأمر بضحكات متبادلة قبل أن تتحول الجلسة الى لقاء خاص بعدما طلب جعجع انسحاب كل الحاضرين على قلّة عددهم ما عدا حرمه.
يقول المصدر إن جعجع بادر فوراً بالقول لضيفه: ماذا سنفعل بعد سعد (رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري)، ففتح ضيفه يديه معبّراً عن عدم وجود خطة لذلك، فبادر جعجع للقول فوراً: "سننهي حزب الله"، وطرح جعجع لتحقيق ذلك خطة من أربعة بنود:
1-حصولنا على الأكثرية النيابية نضمنها بعد تصويت الطائفة السنية لمرشحين أقوم حالياً بانتقائهم بدقة.
2- تجري الانتخابات الرئاسية وأكون أنا المرشح الأوحد وعلق حرفياً "لا باسيل ولا فرنجية ولا ضراب الدف".
3- عندما أصل الى كرسي الرئاسة ستكون أُمرة الجيش في عهدتي فأنا سأكون رئيس المجلس الأعلى للدفاع وفق الدستور اللبناني وهذا سيمنحني صلاحيات واسعة.
4- تغيير كل قادة الأجهزة الأمنية وتوحيدها تحت قيادة واحدة "هي أنا" سيضمن لنا تطويق حزب الله وقيام جيش من أكثر من مئة ألف عنصر لن يستطيع حزب الله الصمود في مواجهته عسكرياً.
يقول المصدر إن "الضيف السعودي الأمني لم يعلق على خارطة جعجع، بغير كلمتين: أحتاج الى مراجعة أصحاب السمو بشأن ذلك.. لكنه بدا متفاجئاً من الثقة الزائدة عند جعجع".
لكن جعجع أكمل بالقول: "نحتاج الى تمويل كبير للوصول الى هذه النتيجة العظيمة، الأموال التي كانت تصرفها السعودية على الفرقاء في لبنان لو تعطى لنا سنحقق ما عجزوا عنه جميعاً وبمدة قصيرة.. قصيرة جداً".
يضيف: "أنا متأكد أن صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان سيكون قريباً ملكاً للسعودية، أنا قمت بجهد للوصول الى ضمانات أوروبية وأميركية لوصوله الى العرش، وأريد منه أن يأتي لي بضمانات أميركية لوصولي للرئاسة، يكفيني لأكون مطمئناً أن أحصل على وعد من الأمير محمد بحصولي على الدعم الأميركي".
وهنا صدم الضيف حين سمع أن جعجع هو من سعى لوصول سيده الى عرش المملكة، لكن جعجع حين لاحظ أن الضيف لم يبد أي اعجاب بما قدمه، ذهب الى تقديم المزيد، فقال: "نحن كنا على الدوام الى جانب المملكة، لم نكن كما غيرنا، نحن في الضراء معها قبل السراء، نحاول أن نعمل هنا ما يُفيدها أكثر من حلفائها، وقفنا دائماً بوجه حزب الله، وقفنا دائما وبكل الطرق في وجه من يحاول المسّ بمصالح المملكة، أنا لا أقبل أن يقال إنني وشيت بسعد الحريري، حين قدم استقالته من الرياض، لكن الحقيقة أنا من دفعته للذهاب اليكم وقتها، ولو لم يذهب، كنت سأقبض عليه (على طريقتي) وأسلمه للسعودية لأن ذلك كان في مصلحة السعودية ولبنان معاً.. الآن انتهى سعد، لا داعي للعودة الى ذكراه".
يضيف: "رجالي في السعودية لا يوفرون جهداً في خدمة المملكة وهم مدرّبون للقيام بمهام أمنية "تَجسسية" ضمن الجالية اللبنانية وغيرها".
وكشف جعجع للضيف أنه أوصل أكثر من عرض للمملكة بتقديم خدمات استشارية على مستوى المواجهة مع الحوثيين في جنوب المملكة وداخل اليمن.
وعندما واجهه الضيف، بأنه لا يعلم بهذه الأخيرة، قال جعجع بصوت مرتفع وبتكرار: "اسأل السبهان. أسأل السبهان (الوزير السعودي ثامر السبهان)، ألم أقل له يا ستريدا ذلك، قلت له نحن لدينا خبرة بحرب العصابات ونستطيع أن نقدم خدمات كبيرة للمملكة على أكثر من مستوى، ويمكننا أن نوصلها الى النصر".
أضاف جعجع: "أنا أقول لك مجدداً لدينا أكثر من 15000 عنصر جاهزون للقتال، نستطيع أن نستغني حالياً عن 5000 عنصر ليكونوا معكم في المعركة، بينهم خبراء خدموا في الحرب اللبنانية وبينهم شبان دربناهم خلال السنوات الأخيرة، استعجلوا الأمر قبل أن يهاجر هؤلاء الشباب الى كندا وأميركا".
وختم جعجع بالقول: "ألا يستحق من يقدم كل هذه الخدمات للمملكة أن يصل الى الرئاسة؟ لا يحتاج الأمر من الملك أكثر من كلمتين للرئيس بايدن، نحن نريد سمير جعجع رئيساً وسيكون الأمر منتهياً، وأنا أؤمن أنني اذا أخذت وعدا من الأمير محمد فسيتحقق". وهنا ابتسمت السيدة ستريدا في وجه الضيف معبرّة عن تأييدها لما يقوله زوجها.
لم يقل الضيف السعودي في مِعراب الكثير من الكلام على مسمع جعجع، لكنه فهم أن طموح جعجع للرئاسة سيجعله خلال الفترة المقبلة شرساً، ولا مانع لديه أن يحطم كل ما يقف في طريقه وأن يضحي بكل مقاتليه، فقط لأجل الوصول الى القصر الرئاسي الذي كان حلمه منذ ثمانينيات القرن الماضي حين قال للأمير بندر "أنا أو لا أحد".
يقول المصدر الاستخباراتي السعودي: "إن القيادي الرفيع في الاستخبارات السعودية كان مرتاحاً لاندفاعة جعجع التي قد تخدم المملكة في ارباك أعدائها في لبنان والمنطقة، لكنه كان مستاءً من الطريقة التي ربط فيها جعجع بين وصوله للرئاسة ووصول الأمير محمد الى العرش، لفارق كبير أن الأمير محمد شاب يحمل خطة 20/30 لبناء وطنه وتطويره مواكبة للعصر أما جعجع فان خطته هي لتدمير بلده وانهائه.. فحاشا لأميرنا أن يكون لديه خطة تدميرية مثل جعجع".
يضيف المصدر لراصد الخليج: "خذها مني، في كلام جعجع ما يناقش في دوائر القرار العليا، عما قريب ستسمعون عن فتح السعودية أبوابها للعمال اللبنانيين، ولن تنتظر بعدها كثيراً حتى تضجّ وسائل الاعلام التي لا نسيطر عليها بالأخبار عن مقاتلين لبنانيين وتحديداً من الشبان المسيحيين الذين يقاتلون ويستشهدون الى جانب الجيش السعودي في الحدّ الجنوبي والى جانب القوات الشرعية اليمنية على أبواب مأرب وشبوة وغيرها".
الاستياء السعودي لن يبلغ حدّه الأقصى، فجعجع سيبقى خلال هذه الفترة حصان السعودية الوحيد في لبنان، يقول المصدر، ثم يضيف: "وان لم يكن جعجع بحسب سجله حصاناً رابحاً، فان الاستغناء عنه أو اهماله سيؤدي الى انتقاله الى مالك آخر، وعين الجارة الشقيقة الامارات مفتوحة بكل الاتجاهات لشراء كل البضائع الجديدة أو المستعملة".