(هدى القَشعمي\ راصد الخليج)
منذُ الإعلان عن فوز قطر باستضافة بطولة كأس العالم 2010، وقطر تتلقّى السّهام من أطراف عدّة عربيّة وغربيّة. تارةً باتّهامها بدفع رَشوة لـ" FIFA" من أجل الفوز باستضافة كأس العالم (2022)، وبعدها اتّهامها بانتهاك حقوق الإنسان بتعاملها مع العاملين في الملاعب والبُنى التّحتية الخاصّة بالحدث الكرَوي العالمي، إلّا أن وصل الأمر باتّهامها بمنع المثليّة الجنسيّة والمشروبات الكحوليّة في مناطق المشجّعين، هذا لوجود قوانين قطريّة تمنعها. فلماذا يُحارب "مونديال العرب"؟ ومن له مصلحة في تفشيله؟
عام 2010 عاش العالم بأجمعه صدمة فوز قطر بملف استضافة كأس العالم 2020، حيث لم يكن من المتوقّع أن تفوز باستضافته دولة عربية هذا أوّلاً، وكذلك دولة صغيرة الحجم كدولة قطر. ومنذ تلك اللّحظة بدأت الحملات ضدّ قطر، الدولة التي رمت خلفها كلّ التّشكيك بقُدرتها على إنجاز هذا الاستحقاق، وكانت تدري بأنّ الكثيرين ينتظرون إخفاقها لخطف الملف منها. لذا كان العمل بكلّ حرفيّة ومهنيّة منذ اليوم الأوّل، وضعت الخُطط التي تَليق بمونديال للعرب. ولم تكترث لكلّ الظّروف التي عاكستها وأبرزها أزمتها مع دول الخليج وما أُطلقت عليه قطر "الحصار الخليجي"، رُغم ذلك لم يتوقّف العمل وأنجزت قطر كلّ ملاعبها في الوقت المحدّد، وكلّ شيء سار كما خطّطت له بنجاح وبإبهار بشهادة جميع من اطّلع على التّحضيرات القطريّة.
ومن هنا، فإنّ خطأ الذي ارتكبته قطر، إطلاق أميرها الشّيخ تميم بن حمد آل ثاني عام 2018 على المونديال 2022 بقطر، اسم "مونديال العرب". وهذا ما لم يتحمّله العقل الغربي، بأن يكون للعرب مونديال يفتخرون به ومحطّ إعجاب العالم أجمع. ومن هنا حارب المونديال العرب أنفسهم بداعي الغيرة وعدم تمنّي النّجاح لقطر بهذا العُرس الكروي الجامع ومنها دول جارة لقطر، ليومنا هذا وهي تسعى لتشويه هذا المونديال. وكذلك الدول الغربية التي لا يُناسبها تغيير نمط التفكير الأجنبي عن العربي، الذين يعتبرونَه بأنّه فاشل ولا يستطيع أن يقدّم نموذجاً مشرقاً.
ومن هنا، مونديال قطر فرصة كبيرة للعرب كونه المونديال الأوّل والوحيد الذي استضافه العرب، بإبراز الوجه العربي المشرق للعالم أجمع بتظاهرة عالمية وفرصة كبيرة لا تتكرّر، ورمي كلّ المُناكفات السياسيّة والحزازيّات المناطقيّة جانباً ودعم هذا المونديال لكي تعلوا صورة العرب عالياً. وكذلك على جيران قطر الخليجيين دعمها ومساعدتها والدّعم يجب أن يكون شعبياً قبل الدّعم الرّسمي، وطبعًا الدّعم ليس على طريقة البحريني أمجد طه الذي ادّعا بأنّ "قطر قامت برشوة منتخب الإكوادور للفوز بالمباراة الافتتاحيّة"، بل على طريقة الآلاف الذين يُساندون قطر ويتمنّون لها النجاح.
وفي الختام، وعلى بعد ساعات من انطلاق العرس الكروي العالمي "مونديال العرب 2022"، تقف قطر ممثّلةً العالم العربي أجمع، فنجاحها هو نجاح للنّموذج العربي، وفشلها لا سمح الله هو فشل لنا كعرب جميعاً. فمونديال العرب في قطر حو الحدّ الفاصل فما قبله لن يكون كما بعدَه، وما سيتحقّق لا يجب على العرب التّفريط به في قادم السّنين. نجاح قطر المتوقّع في المونديال سيكسر هيمنة الدّوَل الغربيّة على استضافة المونديال وسيفتح الباب على مصراعَيه أمام العرب. فمن لم يعجبه مونديال قطر ويرى بأنّه كان أهلاً لتنظيم المونديال فليتقدّم بمشروعه وكلّ العرب معَه. ولكن الآن المُهم هو إنجاح مونديال قطر. آملين النّجاح لقطر وكلّ المنتخبات العربيّة المشاركة، وكلّ إنجاز عربي وأنتم بخير.