(أحمد شوقي \ راصد الخليج)
عشيّة القمّة العربيّة التي تعقدها السّعودية، جرى الإعلان عن احتضان الرياض لقمة أخرى هي سعوديّة- إفريقيّة، تؤسّس لتعاون استراتيجي بين الجانبين، في مختلف المجالات، ما يعزّز المصالح المشتركة ويحقق التنمية والاستقرار.
الملفت أنّ السّعوديّة كانت قد أعلنت عبر وزارة خارجيتها، يوم الثلاثاء الماضي، عن تأجيل موعد انعقاد القمة العربية- الإفريقية الخامسة إلى وقت يحدّد لاحقا. وعلّل البيان أنّ الهدف من التأجيل هو انعقاد قمّة عربيّة غير عاديّة وقمّة إسلاميّة تختصان ببحث الأزمة الحاليّة، وما تشهده من تداعيات إنسانيّة خطيرة.
لكن، ويشكل بدا مفاجئًا، أُعلن عن القمّة، يوم الجمعة، قبل القمة العربيّة.. !
موضع الشّاهد هنا، هو أنّه من المفترض أن يكون للقمة العربيّة قرارات وتوجّهات وموقف دولي يُبنى على موقف الدول الأخرى من القضية ومن العدوان المجرم على غزة. وهنا؛ كان من الواجب، حتى شكليًا، الانتظار لقمّة العرب وخروج بيانها، ثم متابعة العلاقات الدوليّة، وخاصة جوانبها الاقتصاديّة بناء على الموقف الدولي من البيان.
الأدهى والأمرّ من ذلك؛ هو أنّ الدول الأفريقيّة التي جعمت "إاسرائيل" هي دول حاضرة في القمة السّعوديّة، اليوم، وكأنّ شيئًا لم يكن، وكأنّ السّعوديّة غير معنيّة بالقضية الفلسطينيّة أو داعميها من عدمه!
عقب اندلاع الحرب في غزة، والجرائم المتصاعدة التى ترتكبها "إسرائيل"، نشرت المجلة الفرنسيّة "جون أفريك" مقالًا حول المواقف الأفريقيّة حيال التطورات بين "إسرائيل" وغزة، حيث قسّمتها إلى ثلاثة "مواقف" رسميّة. إذ تدين دول أفريقيّة حركة "حماس" بشدّة وتقدّم الدّعم غير المشروط تقريبًا لـــ"إسرائيل"؛ ودول أخرى تدعو إلى وقف التصعيد وتندّد بالعنف المرتكب ضد المدنيين، بغض النظر عن مرتكبيه؛ وأخيرًا، دول ترفض إدانة هجوم حماس رسميًا.
انقسمت، تاليًا، الدول الأفريقية حول الأحداث في غزة، دول داعمة للعدوان ودول متعاطفة مع فلسطين. ومن أبرز ردود الفعل الأفريقيّة الرسميّة الداعمة للفلسطينيين فى غزة، جاء موقف جنوب أفريقيا وموريتنايا والسنغال وتنزانيا فى حين لم تبدِ إثيوبيا، الدولة صاحبة الارتباط الأقوى والتاريخي مع "إسرائيل"، أي موقف صريح من الحرب في غزة. وعلى الجانب الآخر، عبّرت عدد من الدول الأفريقية عن دعمها المطلق لــــ"إسرائيل" وفي مقدّمة هذه الدول كينيا ورواندا والكاميرون والكونغو الديمقراطية.
بلحاظ الدول التي أُعلن عن وصولها بالفعل إلى الرياض للمشاركة في القمّة، نجد أنّ الواصلين إلى العاصمة السّعودية هم: رئيس كينيا، رئيس راوندا، رئيس الحكومة المغربية، رئيس غينيا، رئيس جمهورية القمر المتحدة، رئيس سيراليون، رئيس بنين، الرئيس الانتقالي لبوركينا، ممثل رئيس أنغولا، رئيس ساوتومي وبرنسيب الديمقراطية، رئيس بوروندي، ممثل رئيس الكونغو الديموقراطية، رئيس إفريقيا الوسطى، رئيس موزمبيق، رئيس سيشل، رئيس تشاد، رئيس كوت ديفورا والرئيس الإثيوبي.
وتاليًا؛ فإنّ الدول الداعمة لجرائم "إسرائيل" وصلت إلى الرياض لتعميق التعاون، وذلك عشيّة القمة العربيّة، فأي شئ ننتظرها من هذه القمّة العربيّة؟!!!