(أحمد شوقي \ راصد اللخليج)
وسط احتدام المعركة في غزة ونذر توسّعها مع التهديدات الإسرائيلية باقتحام رفح وتداعيات ذلك الخطيرة على الأمن القومي العربي وعلى القضية الفلسطينية؛ تتجه الأنظار للشعوب والأنظمة العربية لاتخاذ موقف رادع مع أمريكا والكيان الإسرائيلي بعد المواقف المتخاذلة التي أوصلت الأمور لهذا القدر من الخطورة والحرج. إذ قد تتوسّع مخاطرها لتشمل الإقليم بكامله، حيث لن تصمت حركات المقاومة ولا دول محور المقاومة بتصفية القضية.
لكن اللافت حقا، أكثر من هذا التخاذل، هو استمرار مسار التطبيع والتعاون مع "إسرائيل" بمعزل عن جرائم الإبادة والمسار التصفوي للقضية، وكأنّ القضية لم تعد جزءًا من الثوابت، وكأنّ فلسطين لم تعد قضية مركزية، بل ولم تعد حتى دولة عربية! .. ولعل تصريحات السعودية الأخيرة، والتي تفتح الباب للتطبيع من حيث المبدأ شريطة وعود ولو مؤجلة بدولة فلسطينية، شاهدة على هذا الموقف الخليجي والعربي بشكل عام.
لكن الأخطر من ذلك هو ما تفعله الإمارات، والتي أفادت التقارير المتواترة بأنها، تعد اليوم واحدة من أكثر الأماكن أمانًا في العالم للإسرائيليين في خضم الحرب الدموية التي تشنها "إسرائيل" على الفلسطينيين، وهو ما خلصت إليه صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية. إذ قالت إنه في الأيام التي تلت عملية "طوفان الأقصى"، غادر رجل الأعمال الإسرائيلي "رون دانيال" دبي، والتي اتخذها مقرًا له منذ العام 2021، لخوفه من الجلوس على بركان هناك، ولكنه عاد بعد شهر لاعتقاده أن مظاهر القلق "في خياله فقط".
"رون دانيال" هو مدير شركة إدارة أرصدة وتكنولوجيا مالية اسمها "ليكويتدتي غروب"، ويعدّ واحدًا من مجموعة رجال أعمال يعيشون ويعملون في الإمارات منذ تطبيع العلاقات قبل أربعة أعوام. كما كُشف عن قائمة شركات تعمل تحت مظلة مجلس الأعمال الإماراتي - الإسرائيلي وتسهم في تمويل "إسرائيل"
في إطار التطبيع والتحالف العلني بين الإمارات والكيان الإسرائيلي. إذ منذ تأسيس هذا المجلس؛ بلغ عدد الشركات الإسرائيلية التي تتاجر مع دولة الإمارات أكثر من 500 شركة.
كما نُشرت قائمة الشركات، وهي قائمة تفيد بأن هناك تعاونًا ضخمًا يساند الاقتصاد الصهيوني؛ ويسهم في تحمّل تبعات الحرب، بل وتشارك أيضًا في الحرب النفسية والإعلامية، وهو ما يعني أنه شراكة في العدوان على فلسطين.
من أبرز هذه الشركات التي تعمل تحت مظلة المجلس يمكن ذكر ما يلي:
- شركة اتصالات شتاينرايش: شركة للذباب الإلكتروني (اللّجان الإلكترونية) ورئيسها هو ستان شتاينرايش، ممول يهودي صهيوني ومدير اتصالات لشركة "رويال داتش شل" للنفط وبعض الشركات الكبرى المتعددة الجنسيات الأخرى. وهي شركة نشطة في مجال عمليات التأثير الإعلامي ووضع استراتيجية الاتصال مع الجمهور العربي بهدف جذبه للتطبيع.
- شركة العال للشحن: هي شركة تابعة لشركة EL AL Israel، وهي الشركة التي قامت بنقل 1088 يهوديًا إثيوبيًا إلى "إسرائيل"، خلال عملية سليمان في العام 1991.
- مجموعة فريدمان الاستراتيجية: ويرأس الشركة آشر فريدمان؛ وهو يهودي متـطــرف وعضو مؤسس في مجلس الأعمال الإماراتي- الإسرائيلي، ويشغل أيضًا منصب "مدير قسم إسرائيل" في "معهد اتفاق إبراهام للسلام"، وهي شركة استشارية دولية تركز على الاستراتيجية وتطوير الأعمال والاتصالات، ومن بين عملائها رؤساء الدول وكبار الشخصيات الصهيونية الحكومية والشركات الناشئة والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية.
- شركة Weis Words العالمية: وهي مؤسسة دولية في مجال خدمات الترجمة، وتقدم هذه الخدمات في مختلف المجالات العلمية والتقنية، وتمتلك الشركة مكاتب في الولايات المتحدة و"إسرائيل" والمملكة المتحدة. ورئيس هذه المنظمة الإسرائيلية- الأمريكية هو إيمانويل فايسغراس، يهودي صهيوني ومقيم في "إسرائيل".
- دانا ليفي للمجوهرات: تملك الشركة سيدة أعمال من أصل يهودي ولدت في القدس المحتلة. بعد تخرّجها بشهادة في الفنون الجميلة، من جامعة سانت مارتينيز في لندن، أنشأت ورشة عمل للمجوهرات تقوم شركة دانا ليفي بتصميم وتصنيع المجوهرات وإكسسوارات الملابس الفاخرة منذ أكثر من 18 عامًا. بالإضافة إلى تصدير منتجاتها إلى الإمارات العربية المتحدة، استضافت دانا ليفي أيضًا معارض فنية للثقافة الإسرائيلية المعاصرة في دبي ومدن أخرى في الإمارات.
- مجموعة أميرة للاستشارات المالية: هي مجموعة استشارات مالية عالمية مؤثرة وتتمثل في ثلاث مدن: لندن ودبي وتل أبيب، تُنفذ الاستشارات والخدمات لهذه الشركة في مجالات الطاقة والأسواق المالية والتكنولوجيا والاتصالات والإعلام ومجموعة MEA التجارية البيع بالتجزئة والاستشارات العقارية.
- شركة أهافا كوزماتيكس لمستحضرات التجميل: تعمل شركة AHAVA Cosmetics في تحويل المكونات البحرية إلى مواد صحية لإنتاج مستحضرات التجميل.
- شركة فلوينس لمياه الشرب والصرف الصحي: هي شركة متخصصة في الخدمات الفنية والهندسية للمياه والصرف الصحي ودراسة الموارد المائية، يقع مقرها الرئيسي في نيويورك، ولها مكاتب في جميع القارات. كما يوجد مكاتب للشركة في الشرق الأوسط في "إسرائيل" ودبي، ورئيس الشركة ريتشارد ايرفينغ هو يهودي صهيوني من أمريكا.
- شركة تومكار: هي شركة أمريكية- إسرائيلية تنتج مركبات الدفع الرباعي للاستخدام العسكري والترفيهي. أسست في العام 1980 لأغراض عسكرية وأمنية، ويقع مقرها الرئيسي في "إسرائيل"، وأنشأت مصانع تجميع في أريزونا ودبي.
- شركة إنديجو العالمية: يقع مقرها الرئيسي في تل أبيب، ويرأسها دوريان باراك، وهو مسؤول تنفيذي إسرائيلي مشبوه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بــــ"إيريك برينس" المجـرم (قائد الفرقة القتالية الجوية والبرية السابق في البحرية الأمريكية نيفي سيلز، والشهير بتأسيسه أكبر مؤسسة عسكرية خاصة في العالم العام 1997 والمسماة بلاك ووتر).
هذه فقط نماذج من قائمة الشركات الإسرائيلية؛ وهو ما يعني بالفعل أن الأمر ليس مجرد شراكة؛ بل هو تحالف، ويمكن القول إنه وسط هذا العدوان الصهيوني هي شراكة في العدوان حتمًا..