(أحمد شوقي \ راصد الخليج)
في يونيو/ حزيران الماضي، قالت قناة "سي أن أن" في تقرير لها، إن الكتب المدرسية في المملكة العربية السعودية قد تغيّرت، فقد لاحظ الباحثون اعتدالًا تدريجيًا في موضوعات تتراوح تبدأ بموضوع أدوار الجنسين(الذكر والأنثى) إلى تعزيز السلام والتسامح.
، أشادت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية بعمل وليّ العهد محمد بن سلمان وكبار مساعديه على تغيير الكتب المدرسية السعودية بصورة إيجابية نحو "إسرائيل" والشذوذ الجنسي (المثلية) والملابس المكشوفة.
لكن اللافت هو أن بعض التقارير لمواقع أبحاث عالمية قالت إنّ عمليات تغيير المناهج في السعودية كانت بأوامر مباشرة من المؤسسات الأمريكية والإسرائيلية، والتي رافقتها عمليات رصد وتقويم مستمرين.
من أبرز المنظّمات التي ترصد هذه العملية، والتي أبرزتها الصحيفة الإسرائيلية، منظمة IMPACT-se اليهودية وهي ترصد وتراقب المناهج الدراسية السعودية، منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، والتي أثارت اتهامات ضد السعودية بأنّها مسؤولة عن التطرّف. وقالت المنظّمة إن المناهج المدرسية في السعودية أظهرت "تحسينات إيجابية" في التسامح والشمولية والاعتدال الكبير، في المواد المعادية لـــــ"إسرائيل".
بالطبع؛ هذه الإيجابيات من وجهة نظر الإسرائيليين تمثلت في الآتي:
1- كشفت الدراسة أنه أزيلت جميع الأمثلة التي حُدّدت سابقًا لكره اليهود والمسيحيين. بالإضافة إلى ذلك، خُفّض مستوى تصوير الكفار والمشركين بسلبية.
2- تقول الدراسة إن الكتب المدرسية تشير إلى شرقي القدس على أنّها محتلة وعاصمة لفلسطين. هذا يختلف عن المناهج الدراسية للبلدان العربية أو الإسلامية الأخرى، والتي تشير إلى القدس كلها عاصمةً لفلسطين.
3- في ما يتعلق بإشاراتها إلى الصهيونية و"إسرائيل"، لم تعد الكتب المدرسية السعودية تصف الصهيونية "حركة أوروبية عنصرية"، ولم تعد تلوم الصهاينة على إحراق المسجد الأقصى في العام 1969.
4- مع أنّه لا يزال غير معترف بـــ" دولة إسرائيل" على الخرائط. مع ذلك، في بعض الحالات، لا تظهر فلسطين أيضًا. بشكل عام، أزيلت 21 وضعًا يؤجج المشاعر المعادية لــــ"إسرائيل"، في الكتب المدرسية القديمة في السعودية.
5- كان هناك، أيضًا، انخفاض في المحتوى الذي يروّج للجهاد والشهادة. فأزيلت جميع الأمثلة "الإشكاليّة" أو تغييرها، بما في ذلك إزالة تفسير الجهاد بأنّه "عمل عنيف"، مع تأكيد التفسيرات غير العنيفة للجهاد، مثل "جهاد الذات" بدلاً من ذلك.
6- تكشف الدراسة أنه في الكتب المدرسية الجديدة، تُنتقد الأيديولوجيات الدينية الراديكالية، بما في ذلك المنظمات المتطرفة مثل الإخوان المسلمين وحزب الله وداعش والقاعدة والحوثيين. وتُدرّس قوانين مكافحة الإرهاب في كتاب مدرسي جديد لتطبيقات القانون؛ وفقًا للدراسة.
7- هناك تحسّن في ما يتعلق بقضايا النوع الاجتماعي؛ فقد أزيلت البيانات القائلة بأنّ النساء يجب أن يطيعن أزواجهن.
8- أزيلت الإشارة إلى أنّ "المثلية الجنسية" عمل محظور، ومع أنه ما يزال ارتداء الملابس المفتوحة محظورًا، إلا أن أحد الكتب المدرسية غيّر محتواه، حيث لم يعد ارتداء الملابس المفتوحة "خطيئة كبيرة".
بالطبع نحن لسنا مع التطرف والكراهية وتكفير الديانات الأخرى، ولكن لسنا مع الصهيونية والتفريط في الثوابت ولا في قيم الدين وأسسه وحلاله وحرامه..
فهل تنشأ الأجيال الجديدة التي تدرّس هذه المناهج على دين جديد، وتشبّ على التفريط والخيانة لقضايا الأمّة على أساس أنّ التعليم في الصغر كالنقش على الحجر؟!