التلغراف- ترجمة منال حميد - الخليج أونلاين-
قالت صحيفة التلغراف البريطانية في مقال تحليلي للكاتب إمبروي ايفانس، إن ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عازم على "تحطيم الوضع الراهن" من خلال ما أطلقت عليه "إعصار" من التغييرات في مجال الاقتصاد.
ووصف الكاتب الأمير محمد بن سلمان، البالغ من العمر 31 عاماً، بأنه "يملك قوة هائلة في الاقتصاد والدفاع، بما يجعله مؤهلاً لنيل منصب أعلى من ولي ولي العهد، إضافة إلى كونه سيعزز مجلس الوزراء مع تشكيلة حديثة من التكنوقراط، ينتظرهم برنامج من العمل الشاق لم يكن مألوفاً من قبل على نطاق العمل الإصلاحي في المملكة".
وأشار الكاتب إلى أن "الخطة المعروفة باسم رؤية 2030، التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان تهدف إلى خفض ما مقداره 80 مليار دولار من الهدر في الإنفاق كل عام، وفرض قدر من النظام على الفوضى المالية في المملكة مع ضريبة جديدة للاستهلاك والرسوم".
ولفت الكاتب إلى أن "خطة الإصلاح هذه مستوحاة من دراسة ماكينزي التي تحمل عنوان "ما وراء النفط"، التي بينت كيف يمكن لبلد أن يضاعف الناتج المحلي الإجمالي خلال خمس عشرة سنة قادمة، وإعادة تكوين نفسه مع الاستثمار في مجال الصناعات، من التصنيع الكهربائي إلى السيارات والرعاية الصحية، والمعادن والصلب وصهر الألمنيوم، والطاقة الشمسية والسياحة، كما بينت الدراسة أن الإصلاح من شأنه أن يقلل من مخاطر الكوارث والإفلاس".
ويرى الكاتب أن "هناك بعض المنطق في خطة 2030 بالنظر إلى ما تملكه المملكة العربية السعودية من الطاقة الرخيصة، إذ تتميز السعودية بأنها من الدول ذات الكلفة الرخيصة في إنتاج كثير من الصناعات؛ ممّا يعزز من الجهود الرامية إلى تقليل الاعتماد الكلي على النفط كمصدر رئيس للدخل على مستوى الدولة".
ورغم أن قرار كسر الاعتماد على النفط جاء متأخراً، بحسب الكاتب، "إلا أنه قرار في الاتجاه الصحيح؛ إذ وجدت الدراسة التي أجراها صندوق النقد الدولي أنه من الصعب جداً لمنتجي السلع الأساسية الهروب من لعنة الموارد والتنويع، لكن هناك تجارب ناجحة ومنها التجربة الماليزية، رغم أن النتائج جاءت بعد فترة طويلة وجهد كبير".