خالد السليمان- عكاظ السعودية-
تميز حديث سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع الزميل تركي الدخيل أمس بالنقد الذاتي ولم تنقصه الصراحة والشفافية!
نجح الأمير الشاب في تقديم نفسه للشعب السعودي كمسؤول يملك رؤية للتغيير الذي يحتاجه الحاضر لبلوغ المستقبل، ومدرك للعناصر والمقومات التي يتطلبها تحقيق هذا التغيير، فالتغيير لا تصنعه الأحلام أو الأقوال وإنما الأفعال والأعمال، ويصنعه الإنسان عندما يؤمن بأن الحاضر جني الماضي وغرس المستقبل!
الرؤية المستقبلية للمملكة تملك فرصة للنجاح لأن ما عبر عنه الأمير من نقد ذاتي يعني إدراك المعوقات والأسباب التي حالت في الماضي دون تجاوز العثرات، فالإصلاحات الإدارية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، وتغيير نمط الإدارة الحكومية ومعايير اختيار المسؤولين، مع خلق أدوات الرقابة المستقلة، وتفعيل دور المؤسسات التشريعية والرقابية من الأدوات الضرورية لتحقيق النجاح، كذلك إعادة صياغة القطاع الخاص ليكون قطاعا مؤسسيا منتجا فاعلا يسهم في التنمية وخلق فرص العمل لا قطاعا ريعيا يتنفس بالإنفاق الحكومي!
وأعجبني الشق الثقافي والترفيهي في حديث الأمير، فقد حان الوقت لنولي الثقافة والتراث والفنون اهتماما يليق بالإرث الإنساني الحضاري والتاريخي الذي تملكه الجزيرة العربية، كما أن الانتفاح على الترفيه المشروع بات ضروريا للحد من الهجرة السياحية!
أما الإنسان فهو قلب الرؤية وركيزة التحول، وتأهيله علميا ومعرفيا وثقافيا وحضاريا وسلوكيا ليكون أداة الإصلاح، ووسيلة التغيير هو ضمانة النجاح الحقيقية، فالتغيير يبدأ من الإنسان نفسه ليصنع هو التغيير في بيئته، ولنتذكر قوله تعالى: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»!.