مها الشهري- عكاظ السعودية-
في لقائنا بسمو الأمير محمد بن سلمان بالمؤتمر الصحفي يوم الاثنين، أجاب على الكثير من الأسئلة وكشف الستار عن بعض الرؤى التي تعنى بمستقبل المملكة ومواطنيها، وقد تناولت الرؤية عدة محاور هامة على صعيد الارتقاء بالوضع الاجتماعي والتنموي والاقتصادي.
تحدث الأمير عن تنمية التعليم والبيئة الثقافية تطلعا لصناعة الفرق الذي يطمح إليه المجتمع، كأهم عوامل التغيير التي تعنى بالحد من التطرف على أهم الجوانب، كذلك تحدث عن نمو مؤسسات المجتمع المدني ووعد بالعمل على هذا الملف الهام.
ربط ولي العهد نجاح الرؤية على عامل مهم وأساسي وهي شريحة الشباب، باعتبار تنمية الطاقات الشبابية وإشغالها ببناء المجتمع وخدمته هي الوسيلة التي تمكن من تقويته كمجتمع مدني حديث، وذلك سيساهم في محاربة كل فكرة تروج للفوضى والعشوائية وتنمي الإجرام، ولكن من أجل الاستفادة الممكنة من طاقات الشباب فلا بد من إنشاء منظمات لخدمتهم تعنى بتوفير البرامج والأنشطة، ولا بد لها من أن تزيد اهتمامها برعاية المراهقين، كطريقة لمعالجة المشكلات التي من أهمها وأخطرها تنامي ظاهرة العنف، كذلك فإن تعدد أنماط المؤسسات التي تستهدف إعداد الشباب للمستقبل ومراقبتها وتطويرها بكل الإمكانات، يتوجب تضافر الجهود الحكومية والأهلية لتدعيم قدرات المجتمع وشبابه.
المرأة مكون أساسي في المجتمع ولها دور هام في تحقيق هذه الرؤية، وقد نجحت المرأة السعودية في شتى المجالات التي حصلت على الفرصة فيها، ولا شك أن كل رجل واع وشريف كمحمد بن سلمان يعترف بدور المرأة وأهمية تمكينها لخدمة مجتمعها، ولكن لا بد من دعمها وحمايتها بالأنظمة، فحالة المرأة خاضعة لقانون اجتماعي تقليدي يقيدها ولا يمنحها كافة حقوقها حتى تلك التي من أبسطها الحصول على الفرصة، تبعا لتعسف ذهنية مزاجية غير منظمة قد تعطي المرأة وقد تسلب منها كيفما تريد، وتجاوز حالة التشكي يتطلب تقويم هذه الذهنية، هذا يعني أن دعم حالة المرأة وحمايتها يستجدي القوانين التي تخلق بيئة منظمة منسجمة ذات فاعلية، وهذا ما نتطلع إليه، ويجب أن لا نقبل أن يظل المجتمع عائقا أمام تحقيق الرؤية، حيث إنه من السهل توجيهه أو تعديل اتجاهاته من أجل تطبيعه للأفضل.
ستنجح المملكة في تحقيق رؤيتها بهذه الفترة المرحلية الهامة حتى عام 2030 إذا ما عملت على وضع الأهداف المتكاملة واللازمة التي من شأنها المساهمة في تحقيق هذه الرؤية، إضافة إلى تقويم كل هدف بالمبادرات والعناصر الداعمة للوصول إلى نجاح كل هدف من الأهداف المطلوبة، شرط أن تحافظ على تكاملها بالطريقة التي لا تسمح بالتناقض أو الاختلال، الأمر الذي يعيق تحقيق الرؤية لا سمح الله.