يعتبر القرار الملكي السامي بإنشاء هيئة عامة للترفيه أحد أهم القرارات الملكية التي تتماشى مع التطلعات والمنطلقات الجوهرية لرؤية المملكة الطموحة 2030؛ فهو بمثابة المحرك الأساسي لتنمية وتطوير قطاع الترفيه في المملكة دفعاً لعجلة التنمية المستدامة بالمملكة في مجالاتها المختلفة، وصقلاً للمدن السعودية بقدرات تنافسية دولية في هذا القطاع الحيوي.
وإيماناً من القيادات العليا – يحفظها الله - بأهمية ودور الشباب السعودي في تحقيق التطلعات والرؤى الوطنية في سياق اعتبارهم الثروة الحقيقية للوطن من خلال ما يمتلكونه من وعي قوي وثقافة وابداع وقيم متجذرة، رسمت الرؤية الجديدة 2030 التي أطلقها ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – يحفظه الله - الملامح والتوجهات المستقبلية لنوعية حياة الشباب السعودي بخُطى تتناسب مع الواقع الحالي والتحديات المستقبلية والتماشي مع خصوصية المجتمع السعودي. فمحدودية مجالات الترفيه في السياقات الاجتماعية - كما أشارت العديد من الدراسات العالمية في هذا السياق - تمثل أحد المتغيرات المجتمعية الهدامة التي تؤدي إلى العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية والثقافية والصحية؛ فرتابة الحياة والملل والضجر ما هي إلا مخرجات لمحدودية مجالات الترفيه التي بدورها تقف سداً منيعاً أمام الابداع والابتكار والتميز والتفوق المجتمعي الذي يعد ركيزة أساسية نحو التقدم والازدهار وتحقيق تطلعات ومنطلقات الرؤية 2030.
إن الحراك الترفيهي السعودي في الرؤية الجديدة للمملكة بسيناريوهاته الثمانية، يؤكد الرؤى الثاقبة والحكيمة للقيادات العليا - يحفظها الله - في تغطية احتياجات المجتمع بكافة فئاته وأطيافه نحو الترفيه كأحد مجالات التنمية المستدامة، فصناعة الترفيه في إطار سيناريوهات الرؤية 2030، تفتح أفقاً جديدا لتوفير فرص العمل وتعزيز مجالات الاستثمار الداخلي والخارجي في السياحة الوطنية، والاستغلال الأمثل لموارد المملكة في مجال الترفيه والسياحة، فضلاً عن دعم الموهبة الوطنية والتنويع في الأطر والسياقات الثقافية بالتوازي مع بناء مجتمع متوازن وسليم من الناحية الفكرية والنفسية والصحية والأخلاقية مسلحاً بمرتكزات السعادة النفسية وبعيداً عن براثن الأمراض النفسية الهادمة تمهيداً لمساهمته الفاعلة في ترسيخ وتنفيذ الرؤية الوطنية 2030.
وانسجاماً مع الرؤية 2030، فإن اعتبار الترفيه مطلباً حيوياً للمجتمع السعودي وليس عاملاً مكملاً أو إضافياً، سيسهم في تعزيز مجالات السعادة ومستوياتها لجميع قاطني المملكة، ويؤشر بصورة أو بأخرى على مدى نجاح وقوة الدولة وصحة مجتمعها. فالتفاعل والترحيب الشعبي في وسائل التواصل الاجتماعي بقرار إنشاء "هيئة عامة للترفيه" ما هو الإ دليل واضح على تعطش السعوديين إلى جعل الترفيه إرادة سياسية وليس مجرد صناعة متناثرة الأطراف تخضع للمساهمات والاجتهادات الفردية.
أ. د. خالد ناهس الرقاص- الرياض السعودية-