ما هي الأسباب التي دعت ماكينزي في بيانها الرسمي الأخير، بأن تعلن ألاّ علاقة لها برؤية المملكة 2030، مع أن كل الدلائل والمؤشرات السابقة تشير إلى ارتباطٍ واضح ومعلن ومتزامن بين صدور تقرير ماكينزي الشهير عام 2015، حول اقتصاد المملكة فيما بعد النفط، وبين طرح رؤية 2030 التي تنادي بنفس المبدأ، وهو التحوُّل الوطني من الاقتصاد النفطي إلى اقتصاد السوق.
الإعلان جاء بعد جدل أثير مؤخراً حول جدوى بعض المشروعات التي أشرفت عليها ماكينزي في المنطقة، وفق تقارير رسمية تحدَّثت عن فشل مشروعات تنموية في البحرين، وأبوظبي، وليبيا، واليمن، وأن الرؤية 2030 نفسها بضاعة أممية نادت بها الأمم والمتحدة، والبنك الدولي، منذ عام 2000 وكانت الذراع المنفذة في الدول النامية، هي ماكينزي.
السؤال الأول لو نجحت 2030 السعودية نجاحا غير اعتيادي، وحققت كل أهدافها، أو معظمها، وشعر الناس بأنها كانت بوابة السلامة لمستقبل آمن، هل ستعود ماكينزي وتدّعي أنها كانت السبب الرئيس المخفي وراء 2030 السعودية.
السؤال الثاني، من هو المخاطب في بيان الشركة الاستشارية العالمية ماكينزي؟ هل البيان موجَّه للشعب السعودي، وليس وزارة الاقتصاد والتخطيط، فلو كان الأول، فالشركة ليست مخوَّلة بالحديث مع المواطن السعودي، لأنها غير سعودية، ولا يعني السعودي أنها من يقف وراء 2030 أم لا، لأن الرؤية تبنَّاها مجلس الوزراء السعودي الذي يقود بلادنا.
السؤال الثالث، هل الشركة بهذا النفي، تتخلَّى عن العقود المبرمة معها، حيث إن هناك مَن يُؤكِّد بوجود عقود موثقة لمشروعات تنموية عديدة، بصرف النظر عن ارتباطها بالرؤية من عدمه؟.. إلا أنه في حالة التخلي من قِبلها عن تلك العقود، فمن حقّنا أن نلجأ إلى جهاتٍ قضائية وتحكيمية للبت فيها.
#القيادة_نتائج_لا_تصريحات
يقول الكاتب الأمريكي إدوين فريدمان: وظيفة القيادي بالمنظمة هو سلاسة العمل، بحضور شخصيته القوية، المؤثرة.
مازن عبد الرزاق بليلة- المدينة السعودية-