بعد مرور عام على إصدار تقريرها عن اقتصاد المملكة والذي تناقلته وسائل الإعلام المختلفة، أعلنت شركة ماكينزي الاستشارية العالمية أن لا علاقة لها برؤية المملكة 2030، وأنها لم تقم بصياغتها، وأن التقرير الذي نشرته في أواخر عام 2015م هو تقرير مستقل تم إعداده من قبل المركز، ولم تطلبه الحكومة السعودية، وهو واحد من 14 تقريرًا نشرها المركز في 2015م.
منذ حوالى عام وكل مَن يتابع أخبار الرؤية والتقارير الصادرة بشأنها كان يجد في مضامين تلك الأخبار والتقارير وجود مستشارين تابعين لعدد من المكاتب الاستشارية المختلفة وفي مقدمتها ماكينزي، بل إن بعض الاجتماعات الرسمية التي كانت تُعقد بين عدد من الوزارات كان يُعلَن في بعض الأخبار التي تقوم بتغطيتها أن ماكينزي كانت حاضرة وممثلة في تلك الاجتماعات والتي كانت تناقش رؤية 2030 أو برنامج التحول 2020، غير أن البيان الأخير لماكينزي يشير إلى نفي علاقتها بالرؤية أو أنها قامت بصياغتها، في حين استغرق صدور هذا البيان قرابة عام كامل بعد صدور تقريرها عن المملكة.
رؤية المملكة 2030 ليست رؤية مصنوعة من مكاتب استشارية أو دور للدراسات أو الأبحاث، بل هي رؤية شاملة تقوم عليها حكومة متكاملة لديها العديد من الأهداف والطموحات والتطلعات والتحديات، ودور مثل هذه الجهات الاستشارية هو دور مساعد يساهم في التحسين والمراجعة وتقديم الملاحظات وعرض تجارب مشابهة للاستفادة منها، أما التنفيذ والتطبيق فنادرًا ما تتدخَّل الجهات الاستشارية في هذا المجال، وسواء ادّعت تلك الجهات علاقتها بتلك الرؤية أو نفتها؛ فهي في نهاية المطاف مكاتب تطرح آراء ولا تُلزم الآخرين بها.
دور الاستشاريين في بعض المجالات مهم، ولكن الأهم هو العمل المشترك فيما بينهم وبين الخبراء من أبناء الوطن الذين هُم أكثر دراية وخبرة وإلمام بمجتمعهم وأكثر إخلاصًا وولاءً له، فهم أدرى بما يمكن أن ينفع من حلولٍ قد تكون شبيهة في أماكن أخرى، فما نجح في الخارج قد لا ينجح في الداخل، ومعظم الدول التي حققت نقلات حضارية مميزة طوّرت أنظمتها بنفسها، وتمكَّنت من التغلب على القصور الموجود فيها من خلال حلول نابعة من ثقافتها وقيمها وتجاربها العملية، وهو ما تسعى حكومتنا للقيام به من خلال رؤية 2030م.
إبراهيم محمد باداود- المدينة السعودية-