يخطئ من يعتقد أن النقد لمجرد النقد حالة مقبولة لدى عامة الناس فيتكئ على معرفة مغلوطة دون مراعاة للحالة العامة ودون التفات للظروف المحيطة في ما يمكن تسميته دون مواربة خدمات مجانية لأعداء الوطن، ذلك أن الأفكار التواقة لمستقبل يواكب العصر ويحقق التطلعات تواجه حملات إعلامية مضادة متوقعة وليست صادمة تقودها أقلام صدئة وأفواه مكتنزة حقدا وغلا وحسدا محمولة على أجنحة فضاءات الإعلام الجديد بمعرفات مجهولة وأسماء نكرة يتلقفها البعض مكررا نشرها بدوافع لا تخرج عن التوصيف أعلاه في محاولة يائسة للتشكيك بقدرات المخلصين المتفانين لإحداث نقلة نوعية تليق بوطن يتطلع لمزاحمة الأمم المتقدمة وقد فعل ولا يزال يفعل بجرعات متباينة عبر خطط منهجية تقود لنجاح مسيرة حضارية جنبته ولا تزال كوارث عديدة في منطقة ملتهبة تشهد أحداثا ساخنة وتموج بكافة أشكال المتناقضات.
النوايا والعزائم الصادقة كسبت الرهان على مر العصور والأزمان بعد أن أسقطت من حساباتها أكاذيب معلومة لمرجفين ندرك سلفا مقاصدهم، فالقافلة تسير وستظل تسير والمجتمعات كل المجتمعات لا تخلو من حضور المحبطين المشككين المدعين إلا أن حجم هؤلاء ضئيل في مجتمعنا بحمد الله مقابل المتفائلين من الواثقين والداعمين لكافة نواحي الإبداع لتصل سفينة 2030 إلى شواطئ الرفاهية الحقيقية لشعب يستحق حياة بدت تتضح ملامحها شيئا فشيئا لتصفع أعداء الوطن ممن فقدوا صوابهم بعد أن مستهم الضراء نظير فشل ذريع لمجمل محاولاتهم المسيئة للإنسانية بل وتحد من مخاطر جمة جلها محصور في الجانب الاقتصادي والاجتماعي مع احترام وتبجيل الآراء ذات الطابع النقدي غير الناسفة لحقوق المجتمع بضمان مستقبل مشرق في سياق تبادل الرؤى والخبرات.
ليس عيبا أن تعيد الحسابات وترتب الأولويات وتنظر إلى ما هو أبعد من رؤوس أصابع قدميك لتستشرق مستقبل الأجيال وتضمن أمنهم وراحتهم بمنهجية وثابة ذات بعد عصري يحقق الاستقرار، ويجب أن تتحمل عبء تلك الرغبة فلا شيء يتحقق بعيدا عن تضحية مقبولة غير مقاسة بحجم ما تنتظر من مخرجات تؤدي في الغالب لضمان استمرارية مكتسب الأمن والأمان، فدراسات الجدوى في القطاع الخاص على سبيل المثال تحتل صدارة المهمات، ذلك أن المنتظر يفتح آفاقا واسعة لحياة كريمة مستقرة.
المملكة العربية السعودية بحجمها القاري شهدت وتشهد جهدا جبارا لنهضة حضارية في زمن قصير فتحققت تلك النهضة على هيئة قفزات متتالية وسنصل لسنام تلك النهضة مطلع 2030 بحول الله وقوته، ولن تعاق مسيرتها بدسائس وأكاذيب ومحاولات يائسة معروفة الأهداف للقاصي والداني، فالحكم على الأفعال لا يسبق ظهور ملامح تلك الأفعال، خصوصا أننا أمام مشروع وجودي يجنبنا مخاطر الوقوع في شرك الناقمين من الناعقين ليل نهار بحكم الأحقاد والثارات ولا شيء غير هذا.
بقي أن أشير إلى الحاجة الملحة لتفويت الفرص على المتربصين أعداء المنهج الإسلامي الوسطي الحق، وتحقيق تلك الحاجة مرهون بعشق الوطن والتفاني من أجل المستقبل الزاهر لأبناء الوطن، فالجمود الذي أرقنا فشكوناه لن تتبدد أخطاره إلا إذا كنا صفا واحدا ونحن كذلك.
محمد الجهني- عكاظ السعودية-