الغارديان- ترجمة منال حميد -
قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن قرار السعودية بالسماح بافتتاح دور سينما بعد 35 عاماً من الحظر وإن قوبل بارتياح لدى أوساط الشباب، إلا أنه أيضاً قوبل بخشية من السماح بالاختلاط داخل دور السينما.
وكانت السعودية قد أعلنت الاثنين أنها ستسمح بافتتاح دور للسينما اعتباراً من شهر مارس المقبل، في خطوة جديدة في طريق الإصلاحات التي بدأها ولي العهد محمد بن سلمان، الذي قال إنه سيسعى من أجل إعادة السعودية إلى الإسلام المعتدل.
ومن المتوقع أن يكون هناك 2000 دار سينما في غضون 12 عاماً. وقال وزير الثقافة السعودي، عواد العواد، إن هذه الخطوة تعتبر لحظة فاصلة في تنمية الاقتصاد الثقافي في المملكة، حيث إن "افتتاح دور السينما سيسهم في تحفيز الاقتصاد، وأيضاً يسهم في التنويع وتطوير القطاع الثقافي فهو سيوفر فرص عمل جديدة، ناهيك عن إسهامه في إثراء خيارات الترفيه في السعودية".
ورغم الترحيب بالقرار فإن هناك قطاعاً واسعاً في المجتمع السعودي بات يخشى من سرعة التغييرات الفائقة التي تطرأ على المجتمع. ويقول هشام وجيه، ممثل ومنتج سعودي، إنه يشعر بالقلق إزاء الرقابة، "فأي مشهد حميمي ولقطة رومانسية يمكن أن تعتبر من المحرمات وانتهاكاً أخلاقياً".
ولم يوضح بيان وزارة الثقافة السعودية بالسماح بافتتاح دور السينما إن كانت تلك الدور ستكون منفصلة الجنسين أم مختلطة.
تقول الطالبة سلمى آل سعود (24 عاماً)، إنها تعتقد أن من الضروري أن يكون هناك جدار في البداية، وأن تكون دور السينما منفصلة بين الجنسين، "إنه تحول ثقافي كبير، كثيرون سيرون فيه مفسدة للقيم التي قام عليها المجتمع، نحن في مجتمع ما زال يرى أن الاختلاط من المحرمات".
وتتابع سلمى: "يجب أن يتم ذلك تدريجياً، إنه عصر جديد للسعودية وخطوة جديدة بالنسبة لنا، إنه أمر جيد أن يعرف العالم أن لدينا جانباً فنياً متقدماً".
وكان بن سلمان قد أطلق حزمة من القرارات في إطار رؤيته "الإصلاحية" للمجتمع، منها السماح للمرأة بقيادة السيارة اعتباراً من يونيو المقبل، كما أنه سمح بتخفيف القوانين التي تفرض على المرأة بشأن أخذ موافقة ولي الأمر في العديد من شؤونها، وأيضاً السماح للمرأة بدخول الملاعب الرياضية، وتبع ذلك حملة اعتقالات كبيرة لمن وصفتهم السلطات بالفاسدين، من وزراء ومسؤولين وأمراء.
رجال دين سعوديون حذروا في يناير الماضي من مغبة السماح بدور السينما في السعودية، معتبرين أنها ستكون مفسدة للأخلاق، إلا أن السلطات لا يبدو أنها مبالية لهم.
ورغم الحظر الذي كان مفروضاً على دور السينما فإن هناك أفلاماً سعودية كانت تفلت من الرقابة وبثت على الإنترنت وحققت مشاهدات كبيرة، كما أن بعض صناع الأفلام تلقوا خلال السنوات الماضية دعماً حكومياً.
ورغم الترحيب بمثل هذه القرارات والإصلاحات الداخلية فإن العديد من المراقبين يعتقدون أن بن سلمان أفرط في سياسته الخارجية، ابتداء بحرب اليمن ومن ثم حصار قطر، وأخيراً التدخل بالشأن اللبناني عبر إجبار رئيس وزرائه، سعد الحريري، على إعلان الاستقالة، وأيضاً تسخين الساحة ضد إيران.
وتثير العديد من الدول العربية تساؤلات إن كانت السعودية قد أدت دوراً في المداولات التي سبقت اعتراف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل.