ملفات » رؤية المملكة السعودية 2030

إعفاء رئيس هيئة الترفيه السعودية.. بين خطوة للتهدئة والاعتدال

في 2018/06/20

الخليج الجديد-

جدل واسع على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ذلك الذي حظي به الأمر الملكي الصادر مساء الإثنين، بإقالة رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه السعودية «أحمد بن عقيل الخطيب».

وفور صدور القرار دشن ناشطون وسما تحت عنوان «#اعفاء_رييس_هييه_الترفيه»، عبر بعضهم خلاله عن تأييدهم للخطوة واعتبروها رسالة تشير إلى أن الهيئة ستتبع نهجا معتدلا خلال الفترة المقبلة وتبعد عن الإسفاف، فيما رأى آخرون أنها مجرد خطوة للتهدئة وتمويه ليس أكثر، لاسيما بعد موجة الغضب التي تسببت فيها فقرة السيرك التي ظهرت بها روسيات عاريات بالرياض في العيد.

وحمل بعض الناشطين، بشكل غير مباشر، ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» مسؤولية ما وصلت إليه أنشطة الهيئة من برامج هابطة تنافي أخلاق المملكة، وقالوا إن «الخطيب» لم يكن يملك قرار إدخال مثل هذه الأنشطة المثيرة للجدل إلى المملكة، دون الحصول على إذن «بن سلمان».

وكانت أحدث حلقات الأنشطة المثيرة للجدل، عرضا قدمته عارضات روسيات شبه عاريات في سيرك يقدم عروضه في السعودية حاليا، وهو العرض الذي أثار جدلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالمملكة بعد أن انتقد كثير من المدونين السعوديين ملابسهن «الجريئة»، واعتبر الكثيرون أن هذا العرض كان السبب في إقالة «الخطيب».

وعن قرار إقالة «الخطيب»، قال حساب «صوت مقروء»: «نحن نريد أن نرى بلادنا في مصاف الدول المتقدمة في كل شيء، ولكن لانريد الانسلاخ من قيمنا بحجة التطور، والترفيه».

وفي نفس الاتجاه، قال حساب باسم «ياف»: «الترفية من منظور الغرب مدن مائية، مدن ثلجية، ألعاب عملاقة، ألعاب التسلق والطيران، مدن للحيوانات، اكتشاف البحار والغوص بداخلها، اكتشاف الصحراء، سباقات السيارات وغيرها، التراث والآثار، الترفية من منظور الخطيب غناء سيرك سينما فقط».

من جانبه، تساءل «فهد الغفيلي» قائلا: «سؤال: لماذا تم إعفاء رئيس هيئة الترفيه أحمد الخطيب، بسبب مشاهد العُري في السيرك الروسي، ولم يتم إعفاء رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، بسبب مشاهد العُري في المصارعة؟».

ومنتقدة الخطوة، قالت «حنان الربيعي»: «هل الخطيب مثلا دخل السيرك للمملكة بدون علم القيادة والموافقة عليها هل يملك هذي الصلاحيات.. الله يرحم حالكم؟».

أما «رائد البدراني»، قال: «للأسف، أصبح الترفيه غناء ورقص وتعري.. لم تُحترم ثقافة المجتمع وتقاليده.. (اتق الله حيثما كنت) كم نحن بحاجة لمبدعين، يأتوننا بمنتجات جديدة وأفكار إبداعية من غير الوقوع في المحظور.. أثق بالقدرات السعودية التي ستصنع المستحيل».

فيما قال «مبارك السجيري»: «من أقوال خادم الحرمين الشريفين: لا مكان بيننا لمنحل، فهي رسالة اعتدال لا انحلال».

«محمد اليحيا»، من جانبه قال: «قرار موفق وحكيم وتشكر عليه القيادة الحكيمة لكن المهم أن يكون هناك تغيير جذري في نهج هيئة الترفية وتعديل مسارها ليتوافق مع ديننا وأخلاقنا، منذ بدأت هيئة الترفيه عملها وشغلها الشاغل إقامة فعاليات تتعارض مع قيمنا وأخلاقنا متجاهلة رأي الأغلبية».

ومطالبا بإلغاء هيئة الترفيه عامة، قال حساب «رئيس بدون رئاسة»: «اللهم كما أسعدتنا بإعفاء الخطيب أسعدنا بإلغاء هيئة الترفيه كاملة وإرجاع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما كانت سابقا».

وكان رئيس «هيئة الترفيه» المقال «أحمد الخطيب»، واجه الانتقادات التي وجهت للهيئة مؤخرا بسبب أنشطتها المثيرة للجدل مثل عروض الأزياء وأسبوع الموضة والحفلات المختلطة وغيرها بالقول إن المجتمع السعودي يتقبل كل ما تقوم به الهيئة، مشيرا إلى أن المملكة تستهدف الاستفادة من إنفاق السعوديين على الترفيه خارج البلاد والمقدر بـ20 مليار دولار سنويا.

وقال «الخطيب»، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، الأمريكية قبل أسابيع: «في 2017 كان لدينا 2200 فعالية ترفيه حضرها أكثر من 9 ملايين شخص وجلبنا مختلف أنواع العروض، والعام الجاري سيكون هناك عرض لسيرك (دي سو لاي) في الرياض والعديد من العروض الأخرى القادمة».

وأضاف: «مجتمع المملكة منفتح جدا والرياض وجدة والمدن الكبرى ستكون مثل أي مدن عالمية».

وأشار إلى أن «70% من الـ30 مليون سعودي هم تحت سن الـ30 عاما، ويتطلعون لخيارات السعادة والترفيه».

وبشكل عام، يقود ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» ما يسميه «انفتاحا» داخل المجتمع السعودي لـ«التحرر من القيود الدينية والاجتماعية»، بما يتماشى مع النمط الغربي، ويقلل من سطوة رجال الدين داخل المملكة المعروفة بأنها قبلة العالم السني.

وتمثلت أبرز مظاهر هذا الانفتاح، الذي يقابل بمعارضة شديدة من الأوساط المحافظة، في السماح بإقامة الحفلات الغنائية، وقيادة المرأة للسيارة، وافتتاح دور السينما.