ملفات » رؤية المملكة السعودية 2030

عن غضب المغرب: هل ينقض "تركي ال الشيخ" ما يغزله محمد بن سلمان؟!

في 2019/02/11

أحمد شوقي- خاص راصد الخليج-

جدل كبير يدور حول العلاقات السعودية المغربية، وتتناقل وسائل اعلام عديدة الانباء عن انسحاب المغرب من التحالف السعودي الذي يشن الحرب العبثية على اليمن.

كما تتناقل وسائل اعلامية ايضا أنباء عن سحب المغرب لسفيريها بالسعودية والامارات، فيما تحاول جهات مغربية تلطيف الامر بمبررات اخرى لا تعكس نفيا بقدر ما تعكس تهدئة.

الا ان الثابت واليقيني هو وجود توتر مغربي خليجي، تحديدا مع السعودية والامارات.

لن نناقش هنا من المخطئ ومن المصيب، ولن نحاول التكهن بالسبب الرئيسي في الخلاف، والذي تتناول التقارير اسبابا متعددة له، ابرزها كان استفزاز سعودي للمغرب في قضية تشكل حساسية بالغة، وهي قضية الصحراء الغربية، ومشكلة المغرب الممتدة مع جبهة البوليساريو، وذلك عبر تقرير لقناة العربية والمحسوبة قطعا على النظام السعودي.

لن نجازف هنا بالقول ان هذا هو السبب الرئيسي، فالخلافات التي تتخذ شكلا حادا، تكون مبنية على تراكمات، والتراكمات هنا في الفترة الاخيرة تكثفت لتخالف عقودا من الوفاق المغربي السعودي.

ولعل الشاهد هنا الذي نريد تناوله، هو ظاهرة سعودية جديدة، اسمها "تركي ال الشيخ"، والذي تفنن في الفترة الاخيرة وبعد ظهوره على الساحة تزامنا مع ظهور الامير محمد بن سلمان، في استفزاز قطاعات من الشعوب العربية، لدرجة أضرّت بالعلاقات الشعبية وتولدت بسببها مشاحنات ومساجلات بين الشباب العربي على مواقع التواصل، مما اعطاها أبعاداً سياسية، وليس مجرد خصومة  متولدة عن تنافس رياضي.

تتناول التقارير، كيف غضب الشعب المغربي بسبب دعم السعودية للملف الامريكي لاستضافة مونديال 2026، بدلا من دعم الملف المغربي، وغضبت الجماهير من تغريدات لتركي ال الشيخ يدعم بها هذا الملف الامريكي، وتزامن ذلك مع الازمة الخليجية ومقاطعة قطر، واتخاذ المغرب موقفا محايدا، فيما بدت ممارسات السعودية انها عقابية، ولكن التوتر الشعبي كان على خلفية رياضية كروية.

كما نعلم جميعا التوتر الذي خلقه تركي ال الشيخ في مصر بشرائه لناد مصري وخلافاته مع النادي الاهلي صاحب اكبر شعبية وجماهيرية بمصر، واستفزازته لجماهير النادي، مما ادى الى هتافات جماهيرية معادية له، واتخذت ابعادا سياسية، ومشاحنات ايضا على مواقع التواصل بين الشباب العربي.

المفارقة هنا هي ان تضخيم الحالة الكروية واهتمام الانظمة بها بشكل متعمد لخلق ملهاة للشعوب لصرفهم عن القضايا السياسية والوطنية، انقلبت على صانعيها انقلاب السحر على الساحر، لتفسد تحالفات سياسية، بذلت هذه الانظمة جهدا كبيرا لتسويغها وتبريرها للشعوب رغم ان كثيرا منها كان تحالفا ظالما وعدوانيا على اشقاء اخرين.

لا نقلل هنا من اهمية الرياضة وكرة القدم ودورها في اسعاد الشعوب، وايضا اهميتها السياسية، ولكن نناقش هنا تضخيمها للدرجة التي تلهي الشعوب عن قضاياها، والتعصب الناتج عن التضخيم، والذي يؤدي لمشكلات كبرى اجتماعية داخل البلد الواحد، وسياسية بين الدول، وتتعاظم المصيبة حينما تسبب مشكلات بين الاشقاء.

والسؤال هنا، هل تركي ال الشيخ يقوم بهذا الدور المفسد للعلاقات بين الشعوب عمدا، وهل هو موظف لذلك؟ ام يقوم به دون قصد نتيجة لقلة خبرة بالسياسة، ونتيجة لانفلات سعودي في انتقاء الواجهات السعودية في المحافل والمناصب المختلفة، مما يسمح لذوي التصرفات الرعناء والغير مسؤولة بتصدر الصورة السعودية؟

ايا كانت الاسباب الحقيقية للخلاف المغربي السعودي، الا ان خلافا شعبيا بسبب رياضي وبسبب شخصية مثل تركي ال الشيخ، هو كفيل بتضخيم الخلاف، وكفيل بافساد العلاقات، ولا يجب الاستهانة بهكذا ممارسات.

السياسة السعودية والاماراتية بحاجة لمصالحات عاجلة مع الشعوب، وبحاجة لاصلاح فوري لما افسدته نخبها، ولما افسدته سياساتها، وبحاجة لتوبة عما اقترفته ايديهما في اليمن.