الخليج أونلاين-

خمسة أعوام مرت على إعلان السعودية "رؤية 2030" التي كشف عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في 24 أبريل 2016، تفخر المملكة اليوم بتحقيق "إنجازات" عديدة على طريق هذا المشروع الذي خطط له ليكون عموداً فقرياً لبناء مستقبل واعد بالبلاد.

تتضمن رؤية 2030 نقاطاً رئيسية؛ أبرزها الاهتمام بالصناعات الجديدة، وخصخصة الشركات الكبرى، لا سيما التي تختص فى مجال النفط، بجانب توفير فرص عمل، وإلقاء الضوء على السياحة الدينية، بالإضافة إلى إنشاء أضخم صندوق استثمارات في العالم.

وتُصرح الحكومة السعودية أنه بحلول 2030 سيكون قد وصل حجم صندوق الاستثمارات إلى ضعف نسبة صندوق الثروة السيادية فى النرويج، المعروف بأنه الأضخم على مستوى العالم.

أهداف رؤية 2030

تتمحور أهداف رؤية 2030 حول إقصاد مُزهر وغدٍ أفضل عن طريق زيادة نسبة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي، وتقليل نسبة البطالة، وزيادة الصادرات غير النفطية، ورفع نسبة الإنتاج المحلي، وزيادة قيمة الأصول العامة لصندوق الاستثمارات. 

وتشمل أهداف الرؤية أيضاً مراجعة الأنظمة وإدارة المشروعات، واستخدام الثروات والإمدادات فى تحسين وتطوير المجتمع الحيوي بتطبيق البرامج التي تسهم في تحقيق الرؤية، وإعادة هيكلة الحكومة، والقيام بالدراسات والمقارنات للأعمال التطويرية. 

كما تهدف إلى العمل على برامج التوازن المالي وإدارة المشروعات، والأمور التي تتعلق بإعادة هيكلة صندوق الاستثمارات وبرنامج رأس المال البشري؛ لتحسين أداء القوى العاملة وضمان مستحقاتهم، فضلاً عن برنامج التوسع في التخصيص ومشاركة الشركات العالمية للوصول إلى رؤية 2030 السعودية.

تحقيق إنجازات 

وفق متابعات "الخليج أونلاين" تعلن المملكة أنها حققت "قفزات" في مختلف المجالات ضمن مبادرات وبرامج رؤية 2030.

من أبرز الإنجازات التي أعلنتها المملكة في إطار الرؤية تحقيق زيادة قدرها 500 مليار ريال (133 مليار دولار) في أصول صندوق الاستثمارات العامة.

ومن بين أبرز الإنجازات أيضاً تطوير القطاع المالي، وارتفاع الصادرات غير النفطية بنسبة 22%، وانضمام سوق الأسهم السعودي إلى 3 مؤشرات؛ هي "مورجان ستانلي"، و"فوتسي راسل"، و"إس آند بي داو جونز"، مما أدى إلى زيادة التدفقات المالية بالسوق بلغت أكثر من 40 مليار ريال (10.6 مليارات دولار).

وسجلت المملكة ارتفاع نمو التجارة الإلكترونية بنسبة 32%، وتحسن سرعة الإنترنت 4 أضعاف ما كان عليه قبل إعلان الرؤية، كما أعلن توزيع 200 ألف منتج سكني وتمويلي.

وتوسعت وزارة العمل في تعميق جهود التوظيف بإقامة شراكات مع مختلف القطاعات لتوظيف أكثر من 250 ألف سعودي، وجرى على نطاق واسع العمل على تمكين المرأة ورفع مساهمتها في سوق العمل إلى 30% بدلاً من 22%.

وبحسب التقارير الحكومية المتخصصة فإن الإنجازات المتحققة في إطار الرؤية شملت أيضاً ارتفاع رخص الاستثمار الأجنبي، وتعزيز كفاءة المنشآت الصغيرة، وإطلاق شبكـة الحاضنـات والمسرعات ومساحات العمل لتكون مظلة لحاضنات الأعمال في المملكة، ورفع الكفاءة التشغيلية.

وفي مجال مياه الشرب تحققت كفاءة عالية في إنتاج المياه المحلاة التي تعد الأعلى عالمياً لتصل إلى 5 ملايين م3.

وفي مجال السياحة جرى إدراج واحة الأحساء ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وإطلاق مبادرات لتشجيع الاستثمار السياحي.

وجرت زيادة إنتاج الاستزراع السمكي برفع الإنتاج إلى 85 ألف طن لكل سنة، وتصدير أول شحناتها من الروبيان إلى الصين.

وشهدت المملكة إطلاق برنامج لتعزيز نمو الشركات الواعدة، وافتتاح مطار الملك عبد العزيز الجديد في جدة، وإنشاء 100 شركة محلية تعمل في قطاع الطاقة المتجددة، وإطلاق برنامج خفض الديون، وتأسيس مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك)، وزيادة رأس مال صندوق التنمية الصناعية السعودي، وتأسيس وتشغيل قطاع الثورة الصناعية الرابعة.

كما شهدت المملكة انضمام البورصة السعودية إلى مؤشر MSCI للأسواق الناشئة، وإنشاء أول مشروع للطاقة الشمسية، وتطوير مدينة لصناعة السيارات.

وحددت هيئة المسح الجيولوجي السعودية 5300 موقع غني بالمعادن، ومن المتوقع أن يوفر الاستخدام الكامل لهذه المواقع 90 ألف وظيفة سنوياً، وأن يحقق عائداً بواقع 67 مليار دولار سنوياً.

وجرى ربط 18 جهة حكومية وقطاع خاص بمراكز الخدمة الشاملة (مِراس) لتقديم خدماتها إلكترونياً، كما شهدت السعودية إطلاق مبادرة فينتك لتطوير المملكة كمركز للتكنولوجيا المالية والمساهمة في دعم الشمول المالي وزيادة وتيرة المعاملات الرقمية.

الحلم والواقع

يعتقد السعوديون أن رؤية 2030 التي مضى من عمرها خمسة أعوام تحولت إلى واقع من خلال الأرقام والمشاريع التي تعلنها المملكة منذ بداية انطلاق الرؤية.

وفي مقال له بصحيفة "مكة" المحلية حمل عنوان "كانت بالأمس رؤية واليوم غدت حقيقة"، يرى الكاتب السعودي عبد الله محمد الشهراني أن الأرقام تشير إلى إنجازات تحققت على طريق هذا المشروع.

وقال الشهراني: "من 5.7 ملايين معتمر وصلنا إلى 7.5 مليون معتمر، ومن 84 مليون مسافر استخدموا مطارات المملكة في 2016 إلى 103 ملايين مسافر، ومن زيادة سنوية في الناتج المحلي مقدارها 31% إلى زيادة وصلت إلى 33%، ومن إيرادات غير نفطية تقدر بـ100 مليار ريال إلى إيرادات بـ360 مليار ريال. ومن صندوق كان يقدر بـ 560 مليار ريال إلى صندوق بلغ 31 تريليون ريال، بينما نما إنتاج الذهب بنسبة 143%".

وتابع: "ما سبق كان أرقاماً لا يلمسها الإنسان العادي (..) أمور كثيرة تغيرت خلال هذه السنوات الخمس كيف كنا ننقل ملكية السيارة، كيف كنا نستخرج جواز السفر، أو كيف كنا نستأذن من أعمالنا من أجل مباشرة وكالة بسيطة، من كان يتصور تلك السرعة في تمكين المرأة؟".

وختم الشهري مقاله قائلاً: "عزيزي القارئ، عد بخيالك فقط 5 سنوات إلى الوراء وقارن، لتعلم أن ما حدث كان نتيجة جهد جبار وإرادة عظيمة".

#رؤية_السعودية_2030

المواطنون السعوديون أدلوا بدلوهم بمرور خمسة أعوام على إطلاق رؤية 2030، وذلك من خلال التعبير عن آرائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان وسم حمل عنوان "#رؤية_السعودية_2030" على منصة "تويتر" الأكثر نشاطاً بين منصات التواصل الاجتماعي في المملكة، لقي تفاعلاً كبيراً من قبل السعوديين بهذه المناسبة.

وأكد مواطنون أن الرؤية ضمان لمستقبل السعودية وأجيالها، عادين ما تحقق خلال السنوات الخمس الماضية دليلاً على أن بلدهم يسير على طريق يؤدي إلى تنمية واعدة.

وعلى الرغم من أن ظروفاً صعبة مرت بها المملكة خلال السنوات الخمس الماضية من عمر رؤية 2030، لكن الرؤية أظهرت مرونة كبيرة وحققت نتائج جعلت الأوضاع أفضل في البلاد، بحسب ما يقول الخبير الاقتصادي أحمد الخطيب.