متابعات-
حالة من الجدل شهدها موقع "تويتر"، على خلفية تغريدة نشرها الأمير السعودي "عبدالرحمن بن مساعد"، حول الإلحاد والإساءة للذات الإلهية وعلاقتها بحرية الرأي والتعبير، قبل أن يدخل على الخط الناشط اليمني "علي البخيتي"، ويربط الحديث بـ"رؤية المملكة 2030".
البداية كانت مع تغريدة الأمير السعودي، حين كتب: "في الغرب إن شكّكت في المحرقة النازية لليهود أو حتى قلّلت من رقم الضحايا لا يعتبر هذا حرية رأي، وإنما جناية تحاكم عليها وفق القانون".
وأضاف: "لذلك .. أن يجاهر أحد بإلحاده في السعودية ويسيء للذات الإلهية - جل الله وتعالى- فهذا ليس بحرية رأي، وإنما أمر حقير وسافل يستحق العقوبة والمحاسبة".
ليرد عليه "البخيتي" بالقول إن المقارنة "خاطئة"، مضيفا: "قانون إنكار المحرقة الهدف منه مواجهة النازية، وله ظروفه الخاصة، أما الإلحاد واللادينية فحق من حقوق الإنسان الجهر بها، ويتسق مع رؤية السعودية 2030، في تقبل الثقافات والأديان المختلفة".
وتابع: "أقدر فهمك الشخصي لكنه لا يمثل الجهات الرسمية التي ما كانت لتسمح لشخص حقير وسافل ويستحق العقوبة أن يغادر المملكة دون حساب، ولا أتصور أنك تعارض حكومتك في توجهاتها ولا في تقبلها للمختلف ثقافيًا ودينيًا وفقًا لما قاله الأمير محمد بن سلمان ومركز اعتدال ".
وزاد في تغريدة أخرى: "إذا لم نتقبل المختلف من أبناء جلدتنا ومنطقتنا، كيف سنقبل الآخر؟ فأنا لا أتصور أن رؤية السعودية 2030 تنحصر على تقبل المختلف من الديانات والدول الأخرى من ذوي (العيون الزرقاء) لكن اللاديني والملحد العربي (المسلم سابقًا)، حتى لو كان سعوديًا، لا يحق له التعبير عن وجهة نظره وقناعاته".
وختم "البخيتي"، حديثه بالقول: "لا أتوقع أن المملكة التي تستهدف 100 مليون سائح بحلول 2030، وتستهدف جذب كبريات الشركات العالمية ومئات الآلاف من موظفيها، ستلاحق من استمر في التعبير عن آرائه منهم حول القضايا الفكرية ومنها الدينية عند تواجده في السعودية، سواء كان سائحا أو مستثمرا أو زائرا بدعوة حكومية".
ليرد عليه الأمير السعودي، بالقول: "هل سمّيتك؟! قلت إن المجاهرة بالإلحاد والإساءة للذات الإلهية أمر حقير وسافل، وأنت تقول لم تسئ للذات الإلهية فلماذا اعتبرت الأمر يعنيك؟!".
وأضاف: "نتقبل الآخر المختلف ثقافة ودينًا.. ولا نتقبل رأي حقير سافل يجاهر بسب الله ويسخر وينتقص منه، ويؤذي من آمن به، فلا تلصق هذا برؤية السعودية بهتانًا".
وخلال السنوات الأخيرة، انكسر جدار الصمت في السعودية، وبدأت أصوات الذين يعتبرون أنفسهم من فئة الملحدين تعلو وتجذب أنظار العالم.
ولا أحد يستطيع التحدث بأرقام محددة عن أعداد الملحدين، لكنها أصبحت في النهاية أحد الشواغل التي اتجهت إليها أدوات الباحثين؛ في محاولة لفهمها وتحليل تجلياتها على مستويات عديدة، والأسباب التي أسهمت في انتشارها.
معهد "جالوب" الدولي، الذي يتخذ من زيورخ مقراً له، ذكر في دراسة له أعدّها عام 2014، أن نسبة الإلحاد بلغت بين 5 و9% من مجموع عدد السكان في السعودية، وتُعدّ هذه النسبة الكبرى مقارنة بالدول العربية مجتمعةً.
وقد أنشأ مجموعة من الناشطين السعوديين حساباً على "فيسبوك" تحت اسم "جمعية الملحدين السعوديين"، بموازاة ظهور حسابات على "تويتر" تتبنّى علناً الظاهرة في السعودية.
ويتخفى أغلب أصحاب الحسابات الموجودين في السعودية وراء أسماء وهمية خشية الملاحقة القانونية، بعدما أصدرت الرياض قوانين تضع "الدعوة إلى الفكر الإلحادي"، والتشكيك في "ثوابت الدين الإسلامي"، ضمن الأنشطة الإرهابية التي تستوجب العقوبة والردع.