كامل جميل - الخليج أونلاين-
لا يمكن النظر إلى ما حققته الرياضة السعودية في المحافل المحلية والإقليمية والعالمية دون الإشادة بذلك، فهي إنجازات كبيرة في فترة قصيرة، كما أنه لا يمكن الإشادة بما تحقق دون الإشارة إلى ولي العهد محمد بن سلمان؛ الداعم الحقيقي لما تحققه الرياضة السعودية.
وإن الإنجازات التي حققتها فرق سعودية، وأخرى حققها رياضيون بألعاب فردية، فضلاً عن بطولات ومسابقات ومباريات عالمية استضافتها المملكة، وتغلب الأخضر السعودي على ميسي ورفاقه في ملحمة كروية بمونديال قطر ما زال الإعلام العالمي يتحدث عنها؛ ليؤكد أن المملكة تعيش نهضة رياضية لافتة.
رؤية 2030
يتحدث المسؤولون والإعلاميون السعوديون عن رؤية 2030 التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان في 2016، والتي تتبنى خططاً واعدة للنهوض بالمملكة في جميع مفاصل الحياة، ومن بينها الرياضة، مؤكدين أنها وراء النهضة الرياضية التي تعيشها المملكة.
عقب إعلان الرؤية توالت التغييرات التي خطط لها أن تصب في تحقيق الإنجازات الرياضية، كان من أبرزها إنشاء وزارة مستقلة تُعنى بالرياضة، بعد أن كانت "هيئة عامة للرياضة"، والعمل على توسيع قاعدة الممارسين للرياضة.
وجاء إطلاق استراتيجية دعم الأندية في 2019 لتساهم بتحقيق كثير من المنجزات، يأتي أهمها ارتفاع متوسط درجة الحوكمة في الأندية، وكذلك زيادة الألعاب المختلفة بنسبة كبيرة في الأندية، كما أسهمت الاستراتيجية في توفير آلاف الوظائف، كما جرت زيادة عدد الاتحادات الرياضية بشكل مضاعف.
الاستثمار في الرياضة
خطوة مهمة كانت سبباً مباشراً في النهوض بالواقع الرياضي تمثلت في الاستثمار بالرياضة لتتحول الرياضة إلى قطاع اقتصادي هام جداً، حيث أطلقت خدمة استخراج تراخيص جديدة لزيادة الفرص الاستثمارية مع القطاع الخاص.
الاقتصاد الرياضي كان محركاً فعلاً في دفع مسيرة الألعاب الرياضية السعودية؛ حيث تم العمل على إنشاء شركات خاصة للاستثمار الرياضي في الأندية بهدف ضمان الاستدامة المالية للأندية.
ووقعت شركة "روشن" المطور العقاري الوطني ورابطة الدوري السعودي للمحترفين عقداً، مطلع الموسم الحالي، لمدة خمس سنوات، بقيمة بلغت 478 مليون ريال سعودي ليصبح المسمى الجديد "دوري روشن السعودي".
ودخلت شركات مثل القدية ووسط جدة لرعاية كبار الأندية في السعودية بعقود مليونية بصورة سنوية، إذ وقعت القدية مع ناديي الهلال والنصر، في حين وقعت شركة وسط جدة للتطوير مع ناديي الاتحاد والأهلي.
وأخذت المملكة تستضيف رياضات عالمية شهيرة وبطولات كبرى؛ مثل: "فورمولا 1" و"رالي داكار" و"الفورمولا إي"، وسباق السيارات الكهربائية "إكستريم إي"، وكأس العالم للراليات الصحراوية "الكروس كانتري"، علاوة على الراليات المحلية التي تُقام بصورة مختلفة بين مُدن السعودية ومناطقها الكبيرة.
كما استضافت السعودية العديد من الأحداث الخاصة ببطولات كرة القدم، وهي كأس السوبر الإيطالي والإسباني، وكأس مارادونا وكأس السوبر كلاسيكو، بالإضافة لعملها الجاد على استضافة كُبرى الأحداث على صعيد كرة القدم؛ مثل ترشحها لاستضافة كاس آسيا 2027، وكأس آسيا للسيدات 2026.
وتتأهب السعودية لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية 2034، وتعمل جاهدة للفوز باستضافة كأس آسيا 2027.
وبدأت فعلياً العمل على تجهيز وإعداد المنشآت الرياضية، يأتي أبرزها حالياً إنشاء ملعب شمال العاصمة الرياضة، ويتسع الملعب لـ40 ألف متفرج.
كما تقدمت السعودية بطلب استضافة دورة الألعاب الشتوية في نيوم 2029، وهي الخطوة الأولى والنوعية على صعيد المنطقة.
ثقافة الرياضة
الرياضة تحولت إلى ثقافة جماعية في المملكة، فقد نجح الترويج للرياضة في رفع نسبة ممارستها.
وعلى صعيد اللاعبين يوجد أكثر من 90 ألف لاعب هاوٍ ومحترف مسجل في اللجنة الأولمبية، ووفق بيانات رسمية فإن المملكة تسعى لأن يصل العدد إلى مليون ونصف مليون رياضي.
وتركز السعودية في قطاع الرياضة على استراتيجية من 7 ركائز رئيسة؛ تتمثل في مسار تطوير المواهب، والمسابقات، والتكنولوجيا، والقوى العاملة، والحوكمة، والتأثير العالمي، وكرة القدم النسائية.
كما تهدف الاستراتيجية إلى صناعة منتخب وطني لكرة القدم يكون ضمن أفضل 20 منتخباً بحلول عام 2034، وإلى تنظيم أكثر من 50 مسابقة لمختلف الفئات العمرية بحلول عام 2025، ورفع مراكز التدريب الإقليمية إلى أكثر من 25 مركزاً، بهدف الإسهام في تطوير أكثر من 4000 لاعب.
المرأة الرياضية
حققت الرياضة النسائية في المملكة قفزات تاريخية في الأعوام الأخيرة، إذ ازدادت مشاركة المرأة في الأنشطة الرياضية بفضل الدعم الذي تحقق للمرأة من قيادة المملكة في كافة المجالات، ومن بينها المجال الرياضي.
وفي مقال بصحيفة "اليوم" المحلية، بعنوان "تطور الرياضة النسائية بالمملكة" يشير الكاتب محمد حمد الصويغ إلى فضل الدعم المقدم من القيادة السعودية للمرأة.
وأكد الصويغ أن الدعم المقدم من قبل القيادة السعودية شمل "سائر مجالات وميادين النهضة المشهودة بالمملكة".
ولفت إلى أن هذا الدعم "أدى بطريقة مباشرة وتلقائية إلى تطوير تلك المسارات وتفوق المرأة فيها، بما فيها المسار الرياضي الذي شهد وما زال يشهد تطوراً متنامياً أثبتت المرأة فيه جدارة مشاركتها في جميع الأنشطة الرياضية".
الحديث عن المستقبل الغني بالإنجازات الرياضية في السعودية يكشف عنه وزير الرياضة السعودي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، حيث قال خلال تصريحات لشبكة "CNN"، الأربعاء 23 نوفمبر 2022: "ما نركز عليه الآن هو تقديم عرض لاستضافة كأس آسيا للسيدات 2026، وكأس آسيا 2027 للرجال".
وتابع: "فزنا أيضاً بعرض استضافة الألعاب الآسيوية عام 2030، لذلك ينصب تركيزنا حالياً على كيفية تجهيز الملاعب وكيفية تجهيز البنية التحتية لاستضافة هذين الحدثين".