كامل جميل - الخليج أونلاين
خطوة مهمة خطتها المدينة الإعلامية في قطر بتوقيعها عقداً جديداً متعدد السنوات مع مجموعة "بلومبيرغ" الإعلامية، تضمن من خلاله التعاون بتنظيم "منتدى قطر الاقتصادي" حتى عام 2027، والمساهمة في تعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي للأعمال والحوار والاستثمار.
جاء ذلك على هامش "منتدى قطر الاقتصادي" الذي عقد في 23 مايو 2023، بالتعاون مع "بلومبيرغ"، واستمر ثلاثة أيام.
في الأيام الثلاثة حقق المنتدى أصداء عالمية واسعة أكدها احتلاله العناوين الرئيسية لعديد من وسائل الإعلام العالمية.
وكشف المنتدى بذلك عن تحول قطر إلى منصة عالمية لصناعة الأخبار الحصرية الكبرى، أفرزته الحوارات التي شارك بها كبار القيادات الاقتصادية وخبراء المال والأعمال في العالم.
توسيع العلاقات
العقد وقعه الشيخ علي بن عبد الله بن خليفة آل ثاني، الرئيس التنفيذي للمدينة الإعلامية قطر، وسكوت هايفنز، الرئيس التنفيذي لمجموعة بلومبيرغ الإعلامية.
ووفق وكالة الأنباء القطرية (قنا)، أشاد الشيخ علي بتوقيع العقد، مؤكداً: "نحن في غاية الحماس لتوسيع علاقتنا مع مجموعة بلومبيرغ الإعلامية والارتقاء بالمنصة التي بنيناها معاً، ويجسّدها منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ".
وأضاف: "يُساهم التزامنا بالحوار العالمي في تحقيق التطلعات الاقتصادية والاجتماعية التي حددت المسار الإيجابي لدولة قطر على مرّ السنين".
وتابع: "سيُسهم هذا العقد التعاوني الجديد في تعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي للأعمال والحوار والاستثمار".
من جانبه قال هايفنز: "نتطلع قُدماً إلى مواصلة عملنا مع المدينة الإعلامية قطر، وتقديم منتدى قطر الاقتصادي لقادة الأعمال الإقليميين والعالميين حتى عام 2027".
هايفنز أكد أن المنتدى منذ انطلاقته عام 2021 "أثبت أهميته في توسيع نطاق حوار الأعمال العالمي، لذلك فإننا نرحب بفرصة تمديد هذا الحدث المهم في الدوحة وتوسيع نطاقه".
أهمية بلومبيرغ
توفر مجموعة بلومبيرغ الرائدة في مجال معلومات وأخبار الأعمال والمال العالمية، ميزات خاصة لصانعي القرارات المؤثرة من خلال ربطهم بشبكة حيوية من المعلومات والأشخاص والأفكار.
وتكمن قوة الشركة في توفير البيانات والأخبار والتحليلات من خلال تقنيات مبتكرة بسرعة وبدقة، وتعد في صميم خدمة "بلومبيرغ بروفيشنال"، التي توفر المعلومات المالية في الزمن الفعلي حول العالم.
وتعتمد حلول "بلومبيرغ" للشركات على القوة الأساسية للشركة من خلال تسخير التقنية لتمكين العملاء من الوصول ودمج وتوزيع وإدارة البيانات والمعلومات في مختلف المؤسسات على نحو أكثر كفاءة وأكثر فعالية.
يقع مقر بلومبيرغ في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي مملوكة للقطاع الخاص، أسسها مايكل بلومبيرغ في عام 1981.
توفر بلومبيرغ أدوات البرامج المالية وتطبيقات المؤسسات؛ مثل التحليلات ومنصة تداول الأسهم وخدمات البيانات، والأخبار للشركات والمؤسسات المالية من خلال "Terminal Bloomberg" عبر خدمة "Bloomberg" الاحترافية.
وتتضمن بلومبيرغ خدمة سلكية "بلومبيرغ نيوز"، وشبكة تلفزيونية عالمية "تلفزيون بلومبيرغ"، ومواقع ويب، ومحطات إذاعية "راديو بلومبيرغ"، ونشرات إخبارية للاشتراك فقط، ومجلتين هما "بلومبيرغ بيزنس ويك" و"مجلة بلومبيرغ".
وتمتلك الشركة 167 موقعاً يعمل بها ما يقرب من 20 ألف موظف.
مدينة الإعلام
كان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أقر، في 31 مايو 2019، قانون إنشاء "المدينة الإعلامية" بهدف إدارة وتطوير النشاط الإعلامي في البلاد، وتعزيز مكانتها لاستقطاب الإعلام العالمي والشركات التكنولوجية والمؤسسات البحثية والتدريبية في المجال الإعلامي والإعلام الرقمي.
وتهدف أيضاً إلى دعم وتشجيع مشاريع الإعلام الرقمي والتكنولوجي، وتحقيق التكامل الاقتصادي والمهني مع مشاريع الدولة المختلفة، إضافة إلى توفير بيئة تفاعلية جاذبة من خلال الشركات المرخص لها بالعمل في المدينة الإعلامية.
وتعمل المدينة الإعلامية التي خُطط لها لتكون منطقة حرة مكملة للإعلام المحلي، على تعزيز التكامل الاقتصادي والمهني مع مشاريع الدولة المختلفة، وتوفير بيئة تفاعلية جاذبة من خلال الشركات التي تحصل على الترخيص للعمل في المدينة الإعلامية.
ويتضمن قانون المدينة الإعلامية تسهيلات كبيرة، حيث تمنح الشركات المرخص لها حرية تعيين العاملين لديها وتنظيم وضعهم، واستيراد المستلزمات دون الحاجة لقيدها في سجل، مع إعفاءات ضريبية لمدة 20 عاماً.
كل ذلك يأتي في إطار رؤية قطر الوطنية 2030 والاستراتيجية الوطنية، وتطوير العلاقة ما بين الإعلام المحلي والإقليمي والدولي، بحسب وكالة "قنا".
تكامل إعلامي اقتصادي
يعتقد المحلل السياسي مفيد مصطفى، الذي تحدث لـ"الخليج أونلاين"، أن توقيع المدينة الإعلامية القطرية عقداً مع "بلومبيرغ" الإعلامية لتنظيم منتدى قطر الاقتصادي يحمل فائدة كبيرة لكلا الطرفين.
ويشير مصطفى إلى أن وكالة "بلومبيرغ" تعتبر "المنفذ الإعلامي الاقتصادي الأول، وهي الأكثر ثقة وانتشاراً ومهنية على مستوى العالم"، وعليه يرى وجودها في قطر "يعتبر استكمالاً للإمبراطورية الإعلامية القطرية التي تعتبر الأقوى عربياً، والتي تتربع على عرشها شبكة الجزيرة الإخبارية والبي إن سبورت".
من جانب آخر "تعدّ قطر أكبر مصدر للغاز المسال في العالم، ومعروف مدى أهمية هذه المادة استراتيجياً، وخاصة في وقت الأزمات مثل الحرب الأوكرانية"، وفق مصطفى.
يتطرق مصطفى أيضاً إلى أن الخطوط الجوية القطرية واحدة من أكبر وأقوى أساطيل الطيران المدني بالعالم، ويشير أيضاً إلى إمكانيات قطر الاقتصادية باعتبارها من أغنى دولة بالعالم، وفيها أكبر نصيب على مستوى الفرد.
يضاف إلى ذلك الصندوق السيادي القطري، ويعدّ من الأغنى عالمياً، ولديه استثمارات بكبرى المؤسسات والشركات العالمية.
كل ذلك -والحديث لمفيد مصطفى- يجعل وجود "بلومبيرغ" في قطر "فرصة للاستثمار بالإعلام الاقتصادي لكلا الطرفين".
ما يصب في صالح بلومبيرغ أيضاً أن قطر دائماً ما تستضيف مؤتمرات بصفتها وسيطاً لحل الأزمات العربية والعالمية؛ وهذا يشكل فرصة إعلامية، بحسب مصطفى، الذي يقول: إن "قطر تؤدي دوراً حيوياً ومحورياً في عدة قضايا عالمية، من خلال تبني عديد من المبادرات الاقتصادية والإنسانية، واستضافة وتنظيم أحداث عالمية، تبحث في إيجاد حلول للتحديات المحيطة بالمنطقة والعالم؛ الأمر الذي يجعل منها منصة جاذبة لصناع القرار ووسائل الإعلام".