أسوشيتد برس - ترجمة الخليج الجديد-
تحتدم المنافسة بين السعودية وإيطاليا وكوريا الجنوبية لاستضافة معرض إكسبو العالمي 2030، وهو حدث ضخم يمكن أن يدر عائدات وفرص عمل واهتمامًا عالميًا.
وقدمت الرياض وروما، ومدينة بوسان ثاني أكبر مدينة في كوريا الجنوبية، عروضها خلال اجتماع مهم، الثلاثاء، إلى المكتب الدولي للمعارض ومقره باريس.
ومن المتوقع التصويت بين المتنافسين في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وفقا لما نقلته وكالة "أسوشيتد برس"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد".
حملات الحشد
ويقول التقرير إنه وسط انتقادات في الغرب لسجلها في مجال حقوق الإنسان، يبدو أن المملكة العربية السعودية تقوم بأكبر دفعة تسويقية لاستضافة الحدث، حيث مولت معرضا بعنوان "الرياض 2030" أقيم في محيط برج إيفل بباريس، وكذلك نشرت إعلانات على سيارات الأجرة في العاصمة الفرنسية.
علاوة على ذلك، يجرى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، رحلة تستغرق أسبوعًا إلى فرنسا، حيث يلتقي بكبار المسؤولين.
في غضون ذلك، جاءت رئيسة الوزراء الإيطالية، ورئيس كوريا الجنوبية إلى باريس شخصيًا لإعطاء دفعة لملفات بلديهما في المنافسة.
كما قدمت مدينة أوديسا الأوكرانية، المطلة على البحر الأسود، عرضًا لاستضافة إكسبو 2030، قبل أن تغزو روسيا أوكرانيا العام الماضي.
ومع استمرار القتال في أوكرانيا، لم يكن عرض أوديسا جزءًا من العطاءات الرسمية يوم الثلاثاء.
بدورها، أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، عند وصولها إلى الحدث، الثلاثاء، عن ثقتها بالفوز، وقالت: "أعتقد أن يد روما هي الرابحة.. نحن قادرون على التوفيق بين التقاليد والابتكار".
وقالت إن روما تتعهد باحترام البيئة و"فكرة التعاون مع الدول الأخرى التي نحاول تمثيلها، وكذلك مع سياستنا الخارجية التي لا تمثل سياسة (الضرب والهرب)"، على حد قولها.
دوافع التنافس
وتمثل السياحة 13% من الناتج المحلي الإجمالي لإيطاليا، لذا فهي محرك كبير للاقتصاد الوطني.
واستضافت البلاد معرض إكسبو 2015 في ميلانو وتستعد لاستضافة يوبيل الفاتيكان القادم في عام 2025.
وقد أعادت السلطات رصف الطرق وإنشاء طرق أخرى لتسهيل التنقل في العاصمة الإيطالية التي تعاني من انسداد حركة المرور، كما يقول التقرير.
وبالنسبة للسعودية، ستعزز استضافة المعرض مسعى ولي العهد لتنويع اقتصاد المملكة الذي يهيمن عليه النفط، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
ويقول فهد الرشيد، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض، إن خطة معرض المملكة تتضمن شبكة نقل عام ضخمة، وحديقة رئيسية، وخطة لتحويل الرياض إلى "معرض فني مفتوح بلا جدران".
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات، مثل احتمال أن تظل أسعار النفط الخام منخفضة، وكذلك، لا يزال الأمير محمد سيئ السمعة في الخارج بسبب حادثة الاغتيال البشع للكاتب الصحفي في "واشنطن بوست" جمال خاشقجي عام 2018، وهو الحادث الذي قالت وكالات المخابرات الأمريكية إن ولي العهد أمر بتنفيذه.
أما كوريا الجنوبية، فتعدت بإقامة معرض عالي التقنية، بما في ذلك استخدام المطارات والموانئ "الذكية" والذكاء الاصطناعي.
ويقول المسؤولون إن الحدث سيجذب ما يصل إلى 50 مليون زائر، وسيخلق 500 ألف فرصة عمل في بوسان، وهي مدينة ساحلية على الساحل الجنوبي الشرقي لكوريا الجنوبية تشتهر بمينائها الضخم وشواطئها المزدحمة والجبال الخلابة والمعابد البوذية.
وقال الرئيس يون سوك يول إن عرض بوسان لا يتعلق فقط بالمزايا الاقتصادية.
وأضاف، خلال اجتماع مع الكوريين المقيمين في فرنسا يوم الثلاثاء: "إذا استضفنا المعرض، فسيفتح ذلك صفحة جديدة في دبلوماسيتنا العالمية".
ومن فرقة "BTS" للبوب ومسلسل "نتفلكس" الشهير عالميا "لعبة الحبار" (Squid Game)، إلى هواتف "سامسونج" الذكية وسيارات "هيونداي"، أصبحت كوريا الجنوبية الآن قوة ثقافية واقتصادية.
لكن الدولة الآسيوية لا تزال تهتم بالاعتراف الدولي بأن الأحداث الكبرى يمكن أن تجلبها إلى عاشر أكبر اقتصاد في العالم.
أما أوكرانيا، فلا تزال تأمل في محاولة أوديسا، والتي من شأنها تعزيز الاقتصاد الذي مزقته الحرب وإرسال رسالة واضحة إلى موسكو لمزيد من العزلة الدولية.
وتعد المدينة الساحلية بوابة رئيسية للتجارة الأوكرانية، وسيسمح المعرض لأوكرانيا بإظهار قدرتها على تنظيم أحداث دولية كبيرة بينما تستمر في الدفاع عن قضيتها لعضوية الاتحاد الأوروبي.
ويقول التقرير إنه بينما قدمت معارض العالم السابقة عجائب مثل المصباح الكهربائي والأشعة السينية وعجلة "فيريس"، فإنها تتطلب أيضًا استثمارات كبيرة، ويمكن أن تكون مقامرة كبيرة للمدن المضيفة إذا لم تجلب أكبر عدد ممكن من الزوار كما هو متوقع للجغرافيا السياسية أو أسباب أخرى.
ومن المعروف أن مدينة أوساكا اليابانية ستستضيف النسخة المقبلة من المعرض في عام 2025.