صحيفة “لوموند”-
قالت صحيفة “لوموند” في افتتاحيتها، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لديه طموحات عالية ووسائل كبيرة لتحقيقها، حيث يريد تحويل أكبر ملكية نفطية في الخليج، إلى قوة إقليمية حديثة، من المرجّح أن تجتذب أفضل المواهب الأجنبية لتنويع اقتصادها. ولديه خطة من أجل “رؤية 2030”.
وتقول الصحيفة إن السلاح الأخير لدى بن سلمان هو الكرة المستديرة، إذ يكرس انتقال اللاعب البرازيلي نيمار، نجم باريس سان جيرمان، إلى نادي الهلال السعودي، استراتيجية محمد بن سلمان لجعل الرياضة ذات المستوى العالمي، واحدة الأدوات الرئيسية لـ“القوة الناعمة” السعودية.
بدأت حملة بن سلمان لجذب نجوم كرة القدم العالميين إلى الدوري السعودي، بعد أن ظفر نادي النصر بخدمات النجم كريستيانو رونالدو، المتوج بالكرة الذهبية خمس مرات، مقابل حصول أسطورة كرة القدم البرتغالية على أعلى راتب في تاريخ كرة القدم، وهو 200 مليون يورو في الموسم الواحد.
ثم تبعه الفرنسي كريم بن زيمة، الفائز بالكرة الذهبية عام 2022 قادماً من ريال مدريد، والذي انتقل إلى نادي اتحاد جدة بعقد قيمته 588 مليون يورو. ثم تبعه فرنسي آخر، هو نغولو كانتي، الذي وقّع أيضا لمدة ثلاث سنوات في اتحاد جدة. ولكن وحده ميسي هو الذي قاوم حتى الآن إغراء شيك بقيمة 360 مليون يورو من نادي الهلال الذي فضّل عليه نادي إنتر ميامي.
قد يكون نجوم كرة القدم هؤلاء في الثلاثينات من العمر، لكن ما يزال بإمكانهم جذب الناس والجماهير، وتقديم مظهر دولي للبطولة السعودية. ويثير هذا الهجوم السعودي الذعر في عالم كرة القدم.
لكن محمد بن سلمان يملك أموالا طائلة ولا ينظر إلى النفقات. لقد رأى كيف تمكنت قطر من الحصول على تصنيف عالمي في كرة القدم، ويهدف إلى تنظيم كأس العالم في المملكة العربية السعودية في عام 2034.
استراتيجية بن سلمان لا تقتصر على استقطاب أبطال ونجوم كرة القدم، إذ استثمرت المملكة أيضا، بفضل صندوق الثروة السيادي، في الفورمولا 1 وأنشأت حلبة غولف دولية. كما أنها تهتم بأندية كرة القدم في الخارج، حيث اشترت نادي نيوكاسل يونايتد الإنكليزي.
فالرياضة كمصدر للدخل وكأداة للقوة الناعمة، أضحت جزءا من خطة بن سلمان الشاملة للتنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط. كما أنها وسيلة لجذب الشباب السعودي، في بلد تقل أعمار ثلثي سكانه عن 35 عاما.