سلمى حداد - الخليج أونلاين-
تسارعت الأحداث والتطورات السياسية والاقتصادية في المملكة العربية السعودية خلال العام 2023، بالتزامن مع حراك عالمي غير عادي شهده هذا العام، الأمر الذي أسهم في إظهار وتعزيز دور المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وكانت خطوة استعادة المملكة علاقاتها مع إيران في مارس الماضي، بوساطة صينية، وقيادة الرياض للفريق العربي الإسلامي الضاغط من أجل وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، من أبرز التطورات على الصعيد السياسي في 2023.
في حين كان موقف الرياض المرتبطُ بخفض إنتاج النفط ضمن مجموعة "أوبك+"، علاوة على الخفض الطوعي الذي تبنته، إضافة إلى عودة أعداد الحجاج إلى ما قبل جائحة كورونا، من أهم الأحداث الاقتصادية منذ بداية هذا العام.
"الخليج أونلاين" يستعرض فيما يلي، أبرز التطورات السياسية والاقتصادية في المملكة خلال عام 2023:
السياسة وأبرز الأحداث
في 15 مارس، اتفقت السعودية وإيران على استئناف علاقتهما السياسية بعد انقطاع لسنوات طويلة منذ عام 2016، وتم لاحقاً فتح السفارات واستئناف عمل البعثات الدبلوماسية بين البلدين، علاوة على استئناف النشاط الرياضي المشترك.
وقبل ذلك في الأول من فبراير، أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم فوز السعودية رسمياً باستضافة وتنظيم بطولة كأس آسيا 2027.
وفي 6 فبراير، انطلقت النسخة الثانية من فعاليات مؤتمر "ليب"، وهو الأضخم تقنياً على مستوى العالم، بمشاركة عديد من الشركات المحلية والعالمية بمجال التقنية.
وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ، في الأول من مارس، أمراً ملكياً يقضي بأن يكون يوم الحادي عشر من شهر مارس من كل عام، يوماً خاصاً بالعَلَم الوطني، باسم "يوم العلم".
وفي أول زيارة للسعودية منذ 11 عاماً، وصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى مدينة جدة في زيارة رسمية، أجرى خلالها محادثات مع نظيره السعودي حول الأوضاع بالمنطقة والأزمة السورية بشكل خاص.
وبعيداً عن السياسة، فقد أُدرجت في 20 أغسطس الماضي، محمية "عروق بني معارض" كأول موقع طبيعي ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي في السعودية.
كما صدر أمر سامٍ في 8 سبتمبر الماضي، بإنشاء محمية "الإمام فيصل بن تركي الملكية" ضمن حدود ثلاث مناطق إدارية؛ منطقة عسير ومنطقة جازان ومنطقة مكة المكرمة، إضافة إلى المياه الإقليمية التابعة في البحر الأحمر.
وفي 20 أكتوبر، أقيم بالرياض لأول مرة، أسبوع الأزياء الأول بالمملكة واستمر حتى الـ23 من الشهر نفسه.
وبالعودة للسياسة، فقد عُقدت في 11 نوفمبر الماضي، قمة عربية إسلامية استثنائية في الرياض بخصوص الحرب على غزة، وأعلن خلالها عن تشكيل لجنة عربية إسلامية نظمت جولة دولية، أجرت خلالها مباحثات مع دول كبرى، من أجل وقف الحرب على القطاع.
التطورات الاقتصادية
في نوفمبر الماضي، اتفق أعضاء مجموعة "أوبك+" على مستهدف جديد لخفض الإنتاج عند 40.5 مليون برميل يومياً خلال 2024.
وهذا يعني خفض مستوى الإنتاج المستهدف بواقع 1.4 مليون برميل يومياً عن مستهدفات الإنتاج الحالية.
كما أعلنت المملكة تمديد خفضها الطوعي البالغ 500 ألف برميل يومياً، إضافة إلى قرارها تنفيذ تخفيض طوعي إضافي، مقداره مليون برميل يومياً حتى نهاية شهر ديسمبر 2024.
وعلى صعيد آخر، تم الإعلان في 28 نوفمبر الماضي، عن فوز مدينة الرياض بتنظيم معرض إكسبو 2030.
وفي 24 أغسطس الماضي، أعلنت مجموعة دول بريكس دعوة 6 دول، بينها السعودية، للحصول على عضويتها.
وضمن محاولات المملكة لتنويع اقتصادها وتعزيز حركة السياحة، أعلنت في 12 مارس عن تأسيس شركة لناقل جوي وطني جديد تحت اسم "طيران الرياض" من قبل صندوق الاستثمارات العامة.
وفي إطار أبرز التطورات الاقتصادية والسياحية، جاء إعلان وزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة، في مارس الماضي، عودة أعداد الحجاج إلى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا، مع عدم وجود أي قيود على العمرة للحجاج.
وفي سياق منفصل، دخل في 19 يناير الماضي، نظام الشركات الجديد ولوائحه التنفيذية في السعودية، حيز التنفيذ وتضمن السماح بتجزئة القيمة الاسمية للأسهم.
كما شهدت المملكة تطوراً اقتصادياً مهماً في فبراير الماضي، عندما أعلن البنك المركزي السعودي الترخيص لأول فرع لشركة تأمين أجنبية في المملكة، وهي شركة "سيجنا وورلد وايد إنشورنس" الأمريكية، التي تختص بممارسة نشاط التأمين الصحي.
وفي فبراير كذلك، أعلنت هيئة السوق المالية صدور أمر ملكي بإعادة تشكيل مجلس الهيئة، وذلك استناداً إلى ما نص عليه نظام السوق المالية في المادة السابعة منه، وهو أن مجلس الهيئة يُعيَّن بأمر ملكي.
وضمن خطط تعزيز السياحة، أعلن وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، في مارس الماضي، إلغاء المملكة اشتراط مهن محددة لمنح فيزا السياحة لمقيمي دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي محاولة لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية، أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في أبريل الماضي، إطلاق 4 مناطق اقتصادية خاصة في المملكة لجميع رجال الأعمال بالعالم.
كما أعلن الأمير بن سلمان، في أبريل، إتمام نقل 4% من إجمالي أسهم شركة أرامكو، من ملكية الدولة إلى ملكية شركة سنابل للاستثمار، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة.
وفي يوم 5 يونيو، أطلق الأمير محمد بن سلمان، مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، بعد اكتمال الإجراءات التنفيذية للمرحلة الأولى، تحقيقاً لمستهدفات رؤية السعودية 2030 في القطاع الرياضي، الهادفة إلى بناء قطاع رياضي فعال.
ويشمل المشروع في المرحلة الحالية، مسارين رئيسين كالموافقة على استثمار شركات كبرى وجهات تطوير تنموية في أندية رياضية، مقابل نقل ملكية الأندية إليها، والثاني طرح عدد من الأندية الرياضية للتخصيص بدءاً من الربع الأخير من عام 2023.
كما أطلق ولي العهد السعودي، في أغسطس، المخطط العام للمراكز اللوجستية الذي يهدف إلى تطوير البنية التحتية للقطاع اللوجستي في المملكة وتنويع الاقتصاد المحلي، وتعزيز مكانتها كوجهة استثمارية ومركزٍ لوجستيٍّ عالميٍّ.
ويأتي إطلاق المخطط العام للمراكز اللوجستية امتداداً لحزمة من المبادرات المستمرة، وفق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية بهدف تطوير القطاع اللوجستي لدعم النمو الاقتصادي وتطوير الربط المحلي والإقليمي والدولي لشبكات التجارة الدولية وسلاسل الإمداد العالمية.
وفي 25 سبتمبر، أطلق الأمير بن سلمان، المخطط العام لمشروع تطوير السودة، ضمن خطط تعزيز السياحة.
ويهدف المشروع إلى تطوير وجهة جبلية سياحية فاخرة فوق أعلى قمة بالسعودية على ارتفاع يصل إلى 3015 متراً عن سطح البحر، في بيئة طبيعية وثقافية فريدة من نوعها بمنطقة عسير جنوب غربي المملكة.
وأطلق الأمير محمد بن سلمان، منتصف شهر نوفمبر 2023، شركة "اردارا" بهدف تطوير مشروع "وادي أبها" بمنطقة عسير باكورة مشاريع الشركة.
وأوضح ولي العهد أن مشروع "الوادي"، الذي يمتد على مساحة تبلغ 2.5 مليون متر مربع، سيعتمد الطابع الهندسي والعمراني المستوحى من تراث منطقة عسير، وسيراعي المشروع معايير الاستدامة، ورفع مستوى جودة الحياة.