ملفات » رؤية المملكة السعودية 2030

صخورها تروي قصتها للعالم... السعودية تخطو نحو الجيوبارك الدولية

في 2024/09/15

كامل جميل - الخليج أونلاين- 

اهتمام السعودية بالحدائق الجيولوجية في السنوات الأخيرة يسهم بفاعلية في إبراز التنوع الجيولوجي للمملكة على المستوى العالمي، الذي يعد جزءاً من رؤية 2030، التي تركز من بين فقراتها على استدامة ثرواتها الطبيعية.

ويؤكد ترشح موقعين سعوديين للانضمام لقائمة الجيوبارك العالمية التابعة لمنطمة اليونسكو، من بين مواقع سعودية عديدة أخرى، أن المملكة تسير بخطوات حثيثة للاستفادة من ثرواتها المختلفة من خلال حمايتها والحفاظ عليها. 

المجلس التنسيقي لبرنامج الحدائق الجيولوجية العالمية التابعة لليونسكو أعلن، في إطار اجتماعه التاسع، الذي عُقد يومي 8 و9 سبتمبر الجاري في فيتنام، ترشح موقعي "شمال الرياض جيوبارك"، و"سلمى جيوبارك"، للانضمام لقائمة الجيوبارك العالمية التابعة للمنطمة، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".

ويعد هذا الترشيح خطوة مهمة نحو الاعتراف الدولي بهذه المواقع التي تحمل أهمية جيولوجية كبيرة، وتقديراً للجهود السعودية في الحفاظ على المواقع الجيولوجية ذات الأهمية العالمية وتطويرها.

وهذا يعزز من مكانة المملكة على الساحة الدولية في مجالات الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة. وستنضم المملكة لأول مرة إلى شبكة الحدائق الجيولوجية العالمية التابعة لليونسكو، وذلك بعد الإعلان النهائي في المؤتمر العام لليونسكو، والمتوقع أن يُعقد اجتماعه في مارس 2025.

ما الحدائق الجيولوجية؟

الحدائق الجيولوجية مناطق طبيعية تحتفظ بتشكيلات جيولوجية فريدة ومتنوعة، تكونت عادةً عبر فترات طويلة جداً من التاريخ الجيولوجي.

تُعرض هذه الحدائق عادةً للزوار لأغراض التعليم والترفيه، وتشمل تكوينات مثل الصخور، والتضاريس المميزة التي تُظهر عمليات جيولوجية مهمة مثل التعرية، والتحولات الصخرية، والبراكينية.

ولمعرفة مزيد عن الاهتمام العالمي بالحدائق الجيولوجية، تشير المعلومات التي توصل إليها "الخليج أونلاين" إلى أن:

منظمة "يونسكو" والاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية أطلقا، في عام 1972، البرنامج الدولي لعلوم الأرض، وفي نوفمبر 2015، أضافا "الحدائق الجيولوجية" إلى اسم البرنامج ليصبح البرنامج الدولي لعلوم الأرض والحدائق الجيولوجية.

تستخدم الحدائق الجيولوجية هذا التراث لتعزيز الوعي بالقضايا الرئيسية التي تواجه المجتمع.

يعمل عديد من الحدائق الجيولوجية على تعزيز الوعي بالمخاطر الجيولوجية.

العديد منها يساعد في إعداد استراتيجيات التخفيف من الكوارث مع المجتمعات المحلية.

تساعد في استخدام الطاقة المتجددة وتوظيف أفضل معايير السياحة الخضراء.

ترويج صناعة السياحة والحفاظ على الطابع الجغرافي للمكان وتعزيزه.

بوجود الحدائق الجيولوجية ضمن مواقع للتراث الجيولوجي، يجري فحصها ودراستها وتحظى بالحماية.

تتولى اليونسكو رعاية الحدائق التي تنظم لقائمتها بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني. 

حدائق السعودية الجيولوجية

إضافة إلى موقعي "شمال الرياض جيوبارك"، و"سلمى جيوبارك"، المرشحين للانضمام لقائمة الجيوبارك العالمية، تضم السعودية مجموعة من الحدائق الجيولوجية المصنفة.

وتشمل هذه الحدائق "الحديقة الجيولوجية في وادي لجب"، و"الحديقة الجيولوجية في جبل كار"، و"الحديقة الجيولوجية في حرة رهط"، و"الحديقة الجيولوجية في حرة خيبر"، و"الحديقة الجيولوجية في الجموم" بالعلا، و"الحديقة الجيولوجية بالقصيم"، و"الحديقة الجيولوجية في الباحة". 

جميع الحدائق الجيولوجية السعودية مشمولة بالمعيار الرئيسي الذي يحدد إمكانية إنشاء متنزه جيولوجي، وهو الأهمية الجيولوجية للموقع، الذي يشمل مجموعة من العوامل التي تثبت قيمة الموقع، وتتضمن:

احتواء الموقع على تكوينات جيولوجية فريدة أو نادرة، مثل الصخور، والحفريات، الفوهات البركانية، أو التضاريس التي تعود إلى حقب جيولوجية سابقة.

يضم عمليات جيولوجية طبيعية مهمة مثل الترسبات، والبراكين، والزلازل، والتعرية، وتشكيلات تعكس مراحل زمنية متعددة.

يتيح إجراء دراسات وبحوث تعزز الفهم العلمي للتاريخ الجيولوجي للأرض.

إمكانية استخدام الموقع لأغراض تعليمية وتوعوية تعد مهمة في نشر المعرفة حول الجيولوجيا بين الزوار.

القدرة على دعم التنمية الاقتصادية المحلية بطريقة مستدامة، مثل تعزيز السياحة البيئية أو الثقافية دون الإضرار بالبيئة.

منافع لصالح السعودية

المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر في السعودية، تقع على عاتقه مسؤولية إنشاء وتأهيل المواقع التي تتمتع بميزات جيولوجية، ويعمل بشكل دؤوب على تأهيل أكبر عدد من هذه المواقع داخل المملكة لتنضم إلى قائمة اليونسكو الخاصة بالحدائق الجيولوجية العالمية.

بحسب ما تذكر صحيفة "الشرق الأوسط"، يذكر المركز أن تسجيل مواقع في السعودية بقائمة المتنزهات أو الحدائق الجيولوجية العالمية ذات التراث الجيولوجي التابع لليونسكو يشكل قيمة مضافة لها فوائد كثيرة تصب في صالح السعودية.

ويلفت المركز إلى أن أهم هذه الفوائد هو الاعتراف العالمي الذي يجلب الاهتمام الدولي بالأهمية الجيولوجية والثقافية لتلك المواقع، وهو ما يزيد من وصولها إلى مختلف الشرائح والسياح حول العالم، خصوصاً المهتمين بالسياحة الجيولوجية.

وأيضاً يعزز النشاطين العلمي والتعليمي؛ حيث تقدم هذه المتنزهات مجتمعاً مثالياً لتعليم الأجيال تاريخ الأرض، بدءاً من الصورة الأصلية، مروراً بالظروف والعوامل الطبيعية التي كونتها على هيئتها اليوم.

وتعمل أيضاً على تحفيز البعثات العلمية من علماء وطلبة على إجراء الدراسات العامة والمختصة في هذه المنطقة وغيرها من المناطق.

وتصل الفوائد إلى الترويج للتراث الثقافي بالمنطقة؛ إذ يتكامل التراثان الجيولوجي والثقافي ليمنحا الزوار والسياح والمهتمين تجارب لا تنسى في ندرتها.

ويلفت إلى أن التراث الثقافي يقدم أداة مهمة للتعرف على كيفية تكيف الإنسان وتطور العادات والتقاليد، التي صاحبت التغيرات في الظروف الطبيعية للمنطقة، وكذلك حماية البيئة والتنمية المستدامة.

ويسهم تسجيل الموقع كذلك في زيادة الوعي بأهمية المنطقة، ويحفز الأجهزة الرقابية والمجتمعات المحلية على صد محاولات العبث الجائر وصون هذه المناطق بصورة فعالة، بحسب المصدر نفسه.