قال لـ"الاقتصادية" محللون اقتصاديون، إن تحريك الاقتصاد عن طريق جذب الاستثمارات الخارجية المباشر مهم في تعزيز النمو، ويشكل نقلة نوعية كبری للسعودية لجعلها في مصاف الدول اقتصادياً، مبينين أن الاستثمار في السياحة والترفيه فرصة جيدة للنمو، وفي حال نجحت في السعودية سيكون لها دور كبير في التنمية وتوفير الفرص، معتبرين زيارة ولي ولي العهد لأمريكا خطوة لقدوم شركات من الخارج ودخول استثمارات كبيرة للمملكة.
وذكروا أن تعاون المملكة مع أمريكا منذ سنوات في المجال التجاري والعلمي، يعد بلورة وتأكيدا على عمق العلاقات، وأن القطاعات الرقمية والخدمات الذكية توفر فرص عمل أكثر من غيرها، موضحين أن الاستثمار في الصناعات التحويلية، أنجح المجالات، خاصة أن لدى السعودية قدرة كبيرة في الصناعات الأساسية، التي تعد رافدا لأنواع الصناعات التحويلية، فضلا عن رفع ميزان التنافسية.
وأكد لـ"الاقتصادية" مازن التويجري رئيس الأبحاث والاستثمار في "كابيتل"، أن زيارة ولي ولي العهد لأمريكا خطوة مهمة وبداية لقدوم شركات من الخارج ودخول استثمارات كبيرة للمملكة وتوفير فرص عمل.
وأضاف: "إننا لا نعول على شركة معينة، حيث إن فرص النجاح متفاوتة فربما ينجح بعضها مقابل شركات أو استثمارات أخرى تفشل، وفي كلتا الحالتين إنها بداية جديدة ونقطة تحول ستنعكس على الأنظمة والقوانين وهو ما نأمله".
وأشار إلى أن القطاعات الرقمية والخدمات الذكية، توفر فرص عمل أكثر من غيرها، وهذا ما يحتاج إليه الوطن للقضاء على البطالة، مبينا أن السعودية تبحث عن صناعات قادرة على إنتاجها، وتستطيع من خلالها جذب المستهلكين، حتى تصبح صناعة يتم تصديرها للخارج أو تكون متوافرة للاستهلاك المحلي.
الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته مقر «فيسبوك» وبحث آفاق التعاون مع رئيس الشركة. تصوير:بندر الجلعود - "الاقتصادية"
وبين أن كوريا الجنوبية جذبت في بدايات نهضتها استثمارات كبيرة، وأهمها تطوير البحث الرقمي، وهذا ما تفتقده المملكة، مفيدا بأن كوريا الأن أصبحت أكثر بلاد العالم من حيث الإنفاق على الناتج المحلي والتعليم.
وأشار إلى أن الاهتمام بالتعليم من الأركان الأساسية في التطوير، موضحا أن عرض "مايكروسوفت" بالشراكة في تطوير التعليم، يعد أمرا جيدا يسهم في التنمية المستدامة. وقال إنه لن يتم تطوير الجامعات بدون خصخصتها، وإن كان بشكل جزئي، خاصة في أقسام الأبحاث، مطالبا بتغيير الثقافة في الجامعة.
من جهته، أكد لـ"الاقتصادية" محمد العمرو الخبير بالشؤون الاقتصادية، أن تعاون المملكة مع أمريكا منذ سنوات في المجالين التجاري والعلمي، تأكيد على قوة العلاقة بين البلدين، متمنيا أن تجذب زيارة ولي ولي العهد الكثير من العقود والشراكات.
وأفاد بأن حجم السوق ووجود فرص العمل، يعدان المحدد الأساسي للمجالات التي يمكن استقطابها، مشددا على ضرورة إزالة المعوقات أمام المستثمر الأجنبي ومنها الحصول على الفيزا بسهولة من خلال تيسير إجراء الأعمال في المملكة.
وبين أن الجدوى الاقتصادية، هي المحرك الأساسي لرؤوس الأموال وحركة الشركات، مؤكدا أن القطاع الاستهلاكي والترفيهي كبير جدا ولكنه غير مفعل في السوق المحلية، ولذلك فإن التعاون مع أكبر الشركات الترفيهية، يعد نقطة في الاتجاه السليم، ومن الضروري أن يتبعه تغيرات في الأنشطة والمهرجانات والفعاليات.
وأشار إلى أن الاستثمار في الصناعات التحويلية، أنجح المجالات الاقتصادية، ولدى السعودية قدرة كبيرة فيها، مبينا أن أسعار الطاقة تجعل التكلفة منخفضة، ما يزيد من رفع ميزان التنافسية في المملكة.
بدوره، أوضح لـ"الاقتصادية" البروفيسور فاروق الخطيب أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز، أن استقطاب الاستثمارات ترفع من فرص النجاح في رفع الاقتصاد، حيث إنها تعد نقلة نوعية كبری لعديد من الدول التي جعلتها في مصاف الدول اقتصادياً، لافتا إلى أن انتهاز الفرص الاستثمارية على سائر الاقتصاديات العالمية يحقق أرباحا ضخمة، ويرفع قدرة الاقتصاد الوطني.
وذكر أن الاستثمار في السياحة والترفيه فرصة جيدة للتنمية المستدامة، وفي حال نجحت في السعودية فسيكون لها دور كبير في التنمية وتوفير فرص العمل والقضاء على البطالة، كما أنه من الممكن أن يلعب جذب الشركات دورا كبيرا في تحريك الاقتصاد عن طريق الاستثمار محليا ودوليا وتخفيف القيود.
وأكد أن تلك المشاريع التي تم الاتفاق عليها خلال زيارة ولي ولي العهد لأمريكا، ستلعب دورا كبيرا في تنشيط الموارد، موضحا أن التوسع في استقطاب الشركات العالمية، فرصة جيدة لرفع الاقتصاد السعودي، خاصة أن أغلب الاقتصاد الأمريكي ضخم وعوائده مرتفعة. وقال إن دخول استثمارات جديدة إلی السوق السعودية سينعكس إيجابيا علی فرص العمل الوظيفية وسيقفز بالمنافسة.
من جانبه، أشار لـ"الاقتصادية" الدكتور أحمد العلي محلل اقتصادي، إلى أن الاستثمار الخارجي له دور مهم في تعزيز النمو، في ظل تنافس الدول على استقطاب الشركات، مفيدا بأنه من المهم تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر واستقطابه في مختلف المجالات لجذب رؤوس الأموال.
وذكر أن استقطاب الشركات في كل المجالات أصبح ضروريا لما له من دور كبير في توفير فرص عمل جديدة، وذلك تماشيا مع "رؤية المملكة 2030".
الاقتصادية السعودية-