التوترات التي تشهدها البحرين، والتدخلات الإيرانية في شأنها الداخلي، والتلويح بين فينة وأخرى بثورة داخلية على نظام الحكم، كان دافعاً قوياً للمنامة للاهتمام بالتأهيل العسكري والتدريب المتواصل لـ"قوة دفاع البحرين".
تمرين القيادات الذي أطلق عليه اسم "القبضات الفولاذية" اختتم فعالياته، الثلاثاء 21 يونيو/حزيران، بمشاركة عدد من وحدات دفاع البحرين بالتدريب على الأسلحة المختلفة؛ بهدف الوصول إلى مستويات عالية من الكفاءة القيادية ذات القدرات القتالية العالية.
ويبلغ عدد جنود "قوة دفاع البحرين" نحو 13 ألفاً، يتألفون من القوة الجوية الملكية البحرينية، والجيش الملكي البحريني، والبحرية الملكية البحرينية، والخدمات الطبية الملكية.
- دعم خليجي
في عام 1982 منح مجلس التعاون الخليجي البحرين 1.7 مليار دولار؛ لمساعدتها في تحسين قدراتها الدفاعية، حيث أشارت مصادر إلى أن البحرين أنفقت على قدراتها العسكرية والتدريبات نحو 320 مليار دولار منذ عام 1999.
الدعم الخليجي للبحرين عسكرياً اتجه نحو تعزيز قدرات "قوة دفاع البحرين"؛ بهدف الدفاع عن حدود البلاد، والمحافظة على أمنها واستقلالها ضد أي تهديد خارجي، بالإضافة لمساندة الأجهزة الأمنية الأخرى في المحافظة على النظام وسيادة القانون، والمساعدة في حالات الكوارث والأزمات، والعمل على تطوير البناء الحضاري للبلاد، فضلاً عن المساهمة مع القوات المسلحة لدول مجلس التعاون الخليجي في الدفاع عن دول المجلس في إطار اتفاقية الدفاع المشترك لدول التعاون الخليجي.
وعملت "قوة دفاع البحرين" على التعاون مع الدول الصديقة في إطار اتفاقيات التعاون الثنائية والدولية لحماية الحدود الإقليمية، والأمن الدولي، والعمليات الإنسانية ومكافحة الإرهاب.
- تدخّل إيراني مرفوض
قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، كان قد هدّد حكومة البحرين بصراع مسلح بعدما جرّدت البحرين رجل الدين الشيعي، عيسى قاسم، من جنسيته، قائلاً، في بيان نشرته وكالة فارس للأنباء: "لا شك أنهم يعرفون جيداً أن التعرض لحرمة آية الله الشيخ عيسى قاسم هو خط أحمر لدى الشعب، يشعل تجاوزه النار في البحرين والمنطقة بأسرها".
المنظمات العربية والإسلامية أبدت رفضها واستنكارها للتدخلات الإيرانية في الشأن البحريني، خاصةً ما أكده الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، من أن التحقيقات والقرارات التي تمارسها البحرين تستند إلى القوانين والأنظمة المطبقة على جميع المواطنين دون استثناء.
وكان وزير الداخلية البحريني، الفريق الركن راشد بن عبد الله آل خليفة، قال إن إيران حاولت منذ عام 2011 "أن تستغل أي وجود يتبع لها في مملكة البحرين سياسياً، أو اقتصادياً، أو اجتماعياً؛ من أجل تنفيذ أغراضها التوسعية، والتي استهدفت أمن الوطن واستقراره، باستخدام الأسلحة والمتفجرات، والعمل على زعزعة النظام"، مشيراً إلى أنه "تم تقديم الدعم المالي والإسناد بالأسلحة والمتفجرات من خلال عمليات التهريب، وهذا يشمل التدريب على التصنيع، وتخزين المتفجرات"، حسبما ذكرت وكالة أنباء البحرين.
- المشاركة بـ "رعد الشمال"
"قوات دفاع البحرين" كان لها دور في المشاركة بتدريبات "رعد الشمال"، التي كانت أكبر المناورات العسكرية في تاريخ المنطقة العربية والخليجية، وقد جاءت بمشاركة 20 دولة عربية في حفر الباطن بالسعودية.
وتعمل البحرين على توسيع تدريباتها العسكرية باستمرار مع دول الجوار، وتحظى مصر بتدريبات عسكرية مشتركة مع البحرين، أهمها التدريب "حمد 1"، الذي يشتمل على العديد من الأنشطة والفعاليات لتوحيد المفاهيم القتالية، ونقل وتبادل الخبرات التدريبية بين القوات المشاركة لكلا البلدين، والتدريب على إدارة أعمال القتال الجوي والبحري؛ باستخدام أحدث التكتيكات الجوية، وأساليب القتال الحديثة.
- شراكة استراتيجية مع واشنطن
وتتمتع العلاقات البحرينية الأمريكية بشراكة ثمينة أكدها سفير واشنطن بالبحرين، وليام روباك، مشدداً على أن بلاده تحرص على توفير كل احتياجات البحرين من المعدات والتدريبات العسكرية لحفظ أمنها.
وتتواصل واشنطن مع البحرين في تدريبات عسكرية متواصلة، فضلاً عن وجودها بقاعدة الجفير، حيث تدير مجموعة من العمليات العسكرية لمكافحة عمليات القرصنة، تمتد من المحيط الهندي إلى شمال مياه الخليج؛ لتقديم الدعم العسكري للقوات الأمريكية الموجودة في الأراضي العراقية.
- المياه الإقليمية
وزير الداخلية البحريني، الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، قال، في أغسطس/آب الماضي، إن الأمن العام لبلاده تطلب "العديد من الإجراءات والتنظيمات التي نعمل على إقرارها، وكذلك المشاريع المكملة للمنظومة الأمنية، مثل مشروع السياج الأمني الذي تم التوقيع عليه أخيراً، وهو ما يعطينا مراقبة دقيقة للإبحار في مياهنا الإقليمية، إضافة إلى وضع ضوابط عامة تنظم السفر إلى المناطق الخطرة والتي تشهد نزاعات مسلحة".
تأتي تصريحات وزير الداخلية البحريني خلال لقائه مع نخبة ممثلة للجهات الرسمية في المجتمع البحريني، مؤكداً أن تدخلات إيران في بلاده هدفها زعزعة الاستقرار، بعد تدريب أشخاص طائفيين على الأعمال الإرهابية.
ويأتي الحديث عن السياج الأمني البحريني إثر تعاون وتنسيق مع دول الجوار لتنظيم حركة المراكب في رحلاتها الدولية والإقليمية؛ للكشف عن أهداف أخرى غير رحلات الصيد والسفر ومتابعتها، تفادياً لارتكاب الجرائم والمخالفات.
محمد عبّود - الخليج أونلاين-