ستٌّ وثمانون يوماً ويزيد ودروسُ الثّورةِ تُتلى في ميادينِ البحرين وفي قلعتِها الصّامدةِ في الدّراز.
رغماً عن تخاذل المنهزمين والفارّين من ساحةِ الفداء.. ورغم الصّمت الذي يخيّمُ فوق رؤوسِ المنصاتِ والسياسيين.. إلا أنّ المرابطين لم يتراجعوا خطوةً واحدة إلى الوراء.
في الدّرازِ نخبةُ هذه الأرضِ.. وعصارةُ الشّعبِ الذي لا ينهزم.. لا ينتظرُون البياناتِ ولا مواقفَ اللّحظات الأخيرة. يعرفُون الوجهةَ قبل أن ينطقَ بها هواةُ الكلامِ والتنظيرات.. الذين لم يُحرّكَوا ذراعاً أو لساناً لإيقافِ الجريمةِ الكبرى التي تنهالُ على رموزِ الشّعبِ وقادته وعلى وجود الشعب وهويته.
كان النّاسُ ينتظرون حَراكاً يهزّ الأرضَ تحت أقدامِ الخليفيين ومنذ أن حاكوا المؤامرةَ ضدّ الشيخ علي سلمان وبقية الرّموز.. كانوا ينتظرون أفعالاً تُترجِم الأقوالَ إلى حضورٍ لا يتوقف وغضبٍ لا يهدأ حينما طالَ الإجرامُ رمزَ الشّعبِ الأكبر في الدّراز.. إلا أنّ الخيبةَ لم تُعجِز أهلَ الوفاء.. فكانوا في المقدَّمة الأولى.. وها هي القوى الثّوريةُ تُعلن عن برامج الغضبِ لشيخ الصّمود.. لم تلجأ إلى محاكم العصابة.. ولم تستجدِ الاستئناف والدّفاع في قاعاتِ الظلم.. بل أخذت الدّرسَ الأول من جامع الإمام الصادق.. ، فكانت النبراسَ السّاطع على عقيدة “ستعجزون ولن نعجز”.. ولتُثبت أنّها الأصدقُ في إتّباعِ هُدى الشيخ الجليلِ ونهجه .. ولتؤكدَ من جديدٍ بأنّها نبضُ هذا الشّعبِ.. وأنها ضميرُه الحيّ وقلبُه العامرُ بالتضحية والفداء.
البحرين اليوم-