الخليج أونلاين-
دون إعلان رسمي، توفي الأمير طلال بن عبد العزيز (88 عاماً)، الذي عُرف بإضرابه عن الطعام قبل أشهر، احتجاجاً على اعتقال نجله الوليد بن طلال، وأشقائه، ضمن حملة الاعتقالات التي شنها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بعد فترة قصيرة من توليه منصبه في يوليو 2017.
إعلان وفاة الأمير طلال جاء في تغريدات نشرها أفراد من العائلة الحاكمة (السبت 22 ديسمبر)، على صفحاتهم الموثقة بموقع "تويتر"، في حين تأخر الديوان الملكي بالإعلان، وهو الأمر غير المعهود في مراسم الأسرة الملكية بالسعودية.
وبعدها بساعات، أعلنت السعودية بشكل رسمي، وفاة الأمير طلال بحسب بيان للديوان الملكي، نقلته وكالة الأنباء الرسمية "واس"، وسيصلى عليه في أحد مساجد العاصمة الرياض.
والأمير طلال، الذي تُوفي بعد وعكة صحية، هو الابن الثامن عشر للملك عبد العزيز، وقد دخل الحياة السياسية وزيراً للمواصلات عام 1952، وشغل منصب وزير المالية، وعُيّن سفيراً لبلاده لدى فرنسا.
الأمير المضرب عن الطعام
ويعد الأمير طلال حالة استثنائية في الأسرة الحاكمة السعودية؛ نظراً إلى مواقفه التي ميَّزته عن إخوته من أبناء الملك عبد العزيز آل سعود، حيث عُرف بدعوته إلى قيام ملكية دستورية وتأسيسه حركة "الأمراء الأحرار".
وسبق أن كشف موقع "ميدل إيست آي" أن الأمير طلال بن عبد العزيز دخل في إضراب عن الطعام منذ 10 نوفمبر 2017، اعتراضاً على حملة اعتقالات الرابع من نوفمبر 2017، التي شملت 3 من أبنائه، بينهم رجل الأعمال المعروف الأمير الوليد بن طلال.
وقالت المصادر حينها، إن الأمير طلال فقد عشرة كيلوغرامات من وزنه خلال شهر واحد، وإن الأطباء في مستشفى الملك فيصل بالرياض عمدوا إلى إطعامه بأنبوب تغذية.
وكان العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، قد زار الأمير طلال بعد حملة الاعتقالات، للتعزية في وفاة أخته الأميرة مضاوي، حيث التُقطت صورة للملك وهو يقبّل يد أخيه الأكبر، الذي كان يجلس على كرسي متحرك.
مؤسس "الأمراء الأحرار"
وفي عام 1958، أسس الأمير طلال و4 من إخوته حركة "الأمراء الأحرار"؛ بسبب التوترات التي كانت بين الملك سعود والأمير فيصل، ونادى حينها بإنشاء حكم دستوري نيابي، وإبعاد الأسرة الحاكمة عن شؤون الحكم.
وبعد تأسيس الحركة، صودرت أموال الأمير طلال، وغادر السعودية إلى مصر، واستضافه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فسحب الملك سعود منه جوازه الدبلوماسي.
وفي أثناء إقامته بمصر، عارض الأمير السعودي سياسة المملكة، خاصة تدخُّلها في اليمن، وطالب بالمزيد من الإصلاحات السياسية في المملكة.
وقد سُمِح له بالعودة في عهد الملك فيصل شرط عدم تدخُّله في شؤون الدولة والحكم، وبقي منذ ذلك الحين يعمل بالشؤون التنموية والتعليمية.
وفي عام 2011، أعلن الأمير طلال استقالته من "هيئة البيعة"، وذلك بعد أسابيع من تعيين أخيه غير الشقيق الأمير نايف بمنصب ولي العهد.
وبعد وفاة الأمير نايف وقيام الملك عبد الله بن عبد العزيز بتعيين الأمير سلمان (الملك الحالي) ولياً للعهد، قال إن هيئة البيعة لم تُدعُ للاجتماع للتشاور حول هذا التعيين، قائلاً إن الملكيات العربية يجب أن تتغير إلى ملكيات دستورية، لأن الممالك لم تعد تواكب هذا العصر.
وحذر الأمير طلال، آنذاك، من "أخطار تحدق بالمملكة" ما لم يتخذ العاهل السعودي (الملك عبد الله) خطوات جادة نحو الإصلاح.