الخليج أونلاين-
في أحد المستشفيات الأمريكية فقدت البحرين واحداً من أقدم قادتها السياسيين، رئيس حكومتها الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، والذي أمضى في منصبه مدة 50 عاماً، كأكثر رئيس وزراء استمراراً بمنصبه بالعالم.
ولم يكن الراحل على توافق تام مع ابن أخيه الملك البحريني حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، في الكثير من القضايا الداخلية والخارجية، ما يجعل رحيله بداية لإعادة ترتيب البيت الداخلي لحكم العاهل البحريني ودائرته المقربة.
وبعد إعلان نبأ وفاة رئيس الوزراء البحريني سارع الملك لتعيين نجله وولي عهده الأمير سلمان بن حمد آل خليفة في منصب رئاسة الحكومة، لينهي فصول توزع السلطة خارج بيته الصغير.
من هو رئيس الوزراء الجديد؟
وفي ظل حداد البحرين الرسمي على فقيدها أصدر عاهلها مرسوماً يكلف فيه نجله الأمير سلمان برئاسة مجلس الوزراء، حيث يُعمل بهذا الأمر من تاريخ صدوره وينشر في الجريدة الرسمية للبلاد، وفق وكالة أنباء البحرين "بنا".
ويشغل الأمير سلمان إضافة إلى ولاية العهد منصب نائب الملك، ونائب القائد الأعلى ورئيس مجلس التنمية الاقتصادية، بالإضافة إلى القائد العام لقوة دفاع البحرين.
ولد النجل الأكبر لملك البحرين في 21 أكتوبر عام 1969 في البحرين، وأمه سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، تلقى تعليمه في مدارس البحرين، وفي عام 1992 حصل على شهادة البكالريوس في العلوم السياسية من الجامعة الأمريكية في واشنطن "دي سي"، ثم حصل على شهادة الماجستير في فلسفة التاريخ من جامعة كامبريدج البريطانية عام 1994.
عُين في عام 1992 نائباً لرئيس مجلس أمناء "مركز البحرين للدراسات والبحوث"، وفي عام 1995 عين رئيساً لمجلس الأمناء، واستمر في رئاسته حتى عام 1999.
وتدرج في المناصب العليا للدولة بدءاً من وكيل وزارة الدفاع عام 1995 بأمر من جده الراحل أمير البحرين الشيخ عيسى بن سلمان، تبعه قرار تعيينه في رئاسة المجلس الأعلى للشباب والرياضة مستمراً به حتى عام 2010.
وبعد إجراء البحرينيين لاستفتاء شعبي على ميثاق العمل الوطني، والذي حظي بقبول 98.4% من الأصوات، عين سلمان رئيساً للجنة تنفيذ الميثاق، وقدمت اللجنة برنامجاً شاملاً للتنمية المستقبلية تقوم على الشفافية والتعاون والمشاركة الشعبية، كما اقترحت اللجنة عدداً من القوانين لتنفيذ الميثاق الوطني؛ بما في ذلك القوانين المتعلقة بالمشتريات الحكومية وحرية الصحافة.
وفي إطار تدرجه بالمناصب عُين رئيساً لمجلس التنمية الاقتصادية في البلاد، وهو المجلس المسؤول عن صياغة ومراقبة استراتيجية التنمية الاقتصادية في البحرين، ويهدف إلى استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إليها.
في 6 يناير 2008، أصدر حمد بن عيسى آل خليفة أمراً ملكياً بتعيينه نائباً للقائد الأعلى، وأسند له الإشراف على تنفيذ السياسة العامة والخطط العسكرية والإدارية والاقتصادية والمالية لقوة دفاع البحرين والحرس الوطني.
في يوم عيد مولده الأربعين، الموافق 21 أكتوبر 2009، أصدر الملك حمد بن عيسى أمراً ملكياً بمنح الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى لقب "صاحب السمو الملكي الأمير سلمان".
ثم أصدر العاهل أمرين ملكيين عام 2011 تضمنا ترقية الفريق أول الأمير سلمان بن حمد، والفريق أول الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، القائد العام لقوة دفاع البحرين، إلى رتبة مشير.
ثم ترقى في منصبه الحكومي عام 2013، ليصبح نائباً أولاً لرئيس مجلس الوزراء لتطوير أداء أجهزة السلطة التنفيذية، ليختتم ذلك بجمع مناصبه مع رئاسة الوزراء بعد وفاة عم والده خليفة بن سلمان.
وولي العهد متزوج من الشيخة هالة بنت دعيج آل خليفة، وله من الأبناء "عيسى وحمد ومحمد وفاطمة الدانة وجود".
في حين أن أشقاءه هم عبد الله وخليفة وناصر وخالد وفيصل وسلطان ونجلاء وحفصة ونورة ومنيرة وريما.