متابعات-
تعد القوات المشتركة أحد أهم القطاعات العسكرية للسعودية؛ لما تتمتع به من كفاءة وجهوزية عالية للقتال، وتضم عناصر مدربة على تنفيذ عمليات قتالية خلال الحروب، والتعامل مع التهديدات المختلفة.
وتولي القيادة السعودية القوات المشتركة اهتماماً بالغاً، ويتم دعمها من كافة القطاعات العسكرية للقوات المسلحة في المملكة، عند قيامها بأي مهمة سواء كانت داخلية أو خارجية.
وشُكلت القيادة المشتركة في حرب تحرير الكويت عام 1990، حيث تولت مهام القيادة والتنسيق بين قوات التحالف الدولي الذي شارك في تحرير الكويت، وبعد انتهاء الحرب تحولت لإدارة دائمة في وزارة الدفاع السعودية تُعنى برفع التنسيق في مسرح العمليات وبين قطاعات المؤسسة العسكرية المحلية.
وعند تأسيسها رفعت هيئة الأركان السعودية خطاباً إلى الأمير سلطان بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، يطلب فيه الموافقة على إنشاء قيادة للقوات المشتركة، وتعيين الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبد العزيز، قائداً لها، وهو ما تم حينها.
وبعد تشكيلها تولت الهيئة إدارة كافة الأنشطة التدريبية والعملياتية للقوات المسلحة، إضافة إلى التنسيق والتكامل مع عناصر القوى الوطنية كافة، خاصةً القوات العسكرية والأمنية الأخرى، مع العمل ضمن تحالفات إقليمية ودولية؛ لضمان أمن المملكة.
وتتميز القوة بالنوعية، وجاهزيتها وقدرتها المتكاملة على مواجهة كل أطياف التهديدات، وبعناصر قتالية يتم اختيارهم بعناية، يتمتعون بأعلى قدر من المهنية والاحترافية والجدارة والتدريب والتحفيز اللازم لتنفيذ عمليات نوعية حاسمة، وإدارة القدرات الدفاعية بفاعلية.
وأوكلت إلى القوة مهام عدة بعد تأسيسها، أبرزها القدرة على التنسيق مع "القيادة المركزية الأمريكية"، والتنسيق مع كل من القوات البحرية والقوات الجوية، من أجل استخدامها في مصلحة أعمال قتال المسرح، وإدارة أعمال قتال اتجاهات أخرى، داخل مسرح الحرب، في المملكة، تقتضيها الظروف وطبيعة التهديدات، خاصةً الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي.
وتدرّج عدد من المسؤولين السعوديين في قيادة مهمة القوات المشتركة، كان آخرهم الأمير فهد بن تركي، ولكن تمت إحالته إلى التقاعد، بسبب شبهات فساد مالي في (سبتمبر 2020).
ولعبت القوات المشتركة دوراً مهماً في القتال باليمن، وتنفيذ عمليات قتالية خاطفة، كان أبرزها تدمير زوارق تابعة للحوثيين في مياه البحر الأحمر، ومساندة القوات الحكومية.
قائد جديد
شهدت القوات المشتركة (السبت 15 أكتوبر الجاري)، ترقية الفريق مطلق بن سالم بن مطلق الأزيمع إلى رتبة فريق أول ركن، وقائداً جديداً لها، بناءً على أمر ملكي أصدره العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وبدأ الأزيمع تعليمه العسكري داخل المملكة، وفقاً للسيرة الذاتية التي نشرها موقع وزارة الدفاع السعودية، وتخرج في كلية الملك عبد العزيز الحربية، بدرجة بكالوريوس في العلوم العسكرية تخصص المدرعات.
ثم استكمل تعليمه العسكري بالحصول على ماجستير في العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة داخل المملكة، ثم انتقل إلى مصر ليحصل على درجة زميل كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا.
وشغل الأزيمع عدداً من المناصب في مسيرته العسكرية الميدانية التي بدأها بالعمل ضابطاً في سلاح الدروع، وقائداً لفصيل دروع، ثم قائداً لفصيل مشاة وفصيل تموين وصيانة، قبل أن يعيَّن مساعداً لقائد سرية، فقائد سرية.
وتمت ترقية الأزيمع قائداً لكتيبة دروع، ثم بدأ العمل في الاستخبارات العسكرية، حيث تولى منصب مساعد ركن الاستخبارات في اللواء الرابع بالقوات البرية الملكية السعودية في عملية درع الصحراء لتحرير الكويت، أو ما عُرف بحرب الخليج الثانية، ثم تولى منصب مساعد قائد اللواء، فقائد لواء في تشكيلات الجيش السعودي.
وعُين الأزيمع قائداً للمنطقة الجنوبية، وقد تولى بحسب وكالة الأنباء السعودية، "الإشراف على خطة "درع الجنوب"، كما تولى إدارة العمليات العسكرية في "عاصفة الحزم"، وإعادة الأمل" في إشارة إلى العمليات العسكرية لقوات التحالف بقيادة السعودية في الحرب الدائرة في اليمن.
وتولى القائد الجديد للقوات المشتركة مهام التخطيط والإشراف على التمارين العسكرية فترة توليه القيادة العسكرية للمنطقة الشرقية، وهو ما قاده للعمل مستشاراً عسكرياً في مكتب وزير الدفاع.
وتمت ترقية الأزيمع مطلع عام 2018 إلى رتبة فريق ركن، وعُين في منصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة بالجيش السعودي.