الخليج أونلاين-
عام استثنائي جديد في حياة دول الخليج، شهدت فيه العديد من الصدمات والأخبار المفجعة، بعدما رحل خلاله عدد من المشاهير في مجالات مختلفة، حيث حصد الموت أرواحهم بسبب المرض، وآخرون لتقدمهم في العمر، وغيرهم بسبب حوادث مؤلمة.
كان العام 2021، الذي بدأ في لملمة أوراقه، على موعدٍ مع رحيل كثير من الشخصيات، التي نحاول هنا في "الخليج أونلاين" أن نذكّر بأبرزها، والذين كان لرحيلهم تأثير على الخليجيين، سواء في كل بلدٍ على حدة، أو على مستوى الخليج، وبعضهم تجاوز اسمه إلى الوطن العربي.
في السياسة
البداية مع السياسة ورجالها، ومن عاصروا أحداثاً وتبوؤوا مناصب كبيرة في دولهم، حيث شهد شهر أغسطس الماضي وفاة وزير النفط الكويتي الأسبق عبد المطلب الكاظمي، عن 84 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض.
والكاظمي هو أول وزير للنفط في الكويت (1975-1978)، بعد فصل وزارة النفط عن وزارة المالية، وكان عضو الوفد الكويتي لتأسيس منظمة "أوبك"، كما شهد الوزير الكويتي الراحل واقعة اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز، التي جرت خلال زيارته للسعودية في عام 1975 نفسه.
وكانت السعودية على موعدٍ، في شهر يونيو الماضي، مع توديع أحد أبرز مستشاري الديوان الملكي، الشيخ ناصر بن عبد العزيز الشثري، بعد معاناة طويلة مع المرض.
الشثري عاصر عدداً من ملوك السعودية؛ بدءاً من الملك خالد، إلى الملك فهد، والملك عبد الله، وصولاً إلى الملك سلمان، حتى أطلق عليه لقب "مستشار الملوك".
ولم يكن "مستشار الملوك" الشخصية الوحيدة التي غادرت الحياة بالمملكة، فقد سبقه وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق أحمد زكي يماني، في فبراير الماضي، عن عمر يناهز 90 عاماً، حيث عاصر أحداثاً تاريخية مثيرة.
وكان يماني صاحب أطول مدة في منصب وزير البترول والثروة المعدنية السعودي؛ من عام 1962 واستمر به حتى 1986، حيث شهد إعلان دول الخليج ومنظمة "أوبك" حظر النفط على الولايات المتحدة والبلدان الأخرى التي تؤيد "إسرائيل"، خلال حرب أكتوبر عام 1973، كما هدد بتفجير آبار النفط السعودية في حال إقدام أمريكا على غزو بلاده للسيطرة على آبارها النفطية.
وفي عام 1975، تعرّض الراحل لعملية اختطاف غير مسبوقة، إلى جانب وزراء النفط لدول منظمة "أوبك"؛ عندما نفذت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هجوماً على مقر المنظمة، وكان حاضراً لحظة اغتيال العاهل السعودي الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، عام 1975.
كما غيب الموت، في يوليو الماضي، عبيد بن غثيث العنزي، نائب رئيس الحرس الملكي سابقاً والحارس الشخصي للملك عبد الله بن عبد العزيز، بعد معاناة مع المرض.
أما الإمارات فكانت قد شهدت، في مارس الماضي، رحيل أحد الشخصيات البارزة، وخصوصاً في دبي، وزير المالية ونائب حاكم دبي، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، عن عمر ناهز الـ 76 عاماً.
وعلى مدار نصف قرن، تولى منصب وزير المالية في الإمارات منذ تشكيل أول حكومة بعد إعلان اتحاد دولة الإمارات عام 1971، وشغل العديد من المناصب المهمة في الإمارات ودبي، منها نائب حاكم دبي ورئيس بلدية دبي.
كما غيّب الموت، في يوليو الماضي، المفكر والدبلوماسي العُماني السابق صادق جواد سليمان، بعد مسيرة طويلة، وذلك عن عمر يناهز الـ88 عاماً.
وتولى مناصب مختلفة، حيث عُيّن سكرتيراً أولاً، ثم مستشاراً في سفارة بلاده بواشنطن، فيما انتدب عام 1976 سفيراً إلى إيران وتركيا، وبعد عامين عاد إلى ديوان الوزارة، وأسهم في إعادة تنظيم الشؤون السياسية وتولى رئاستها، فيما عين منتصف عام 1979 سفيراً لدى الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من دول أمريكا اللاتينية، وبقي هناك حتى ربيع عام 1983، حيث أعيد إلى ديوان الوزارة من جديد وكلف برئاسة شؤون المراسم.
وفُجعت الكويت، في أغسطس الماضي، بوفاة الأكاديمي البارز د. شفيق الغبرا، وذلك بعد صراع طويل مع المرض، حيث يعد أحد أساتذة العلوم السياسية في جامعة الكويت، وتقلد كثيراً من المناصب، ولديه عديد من المؤلفات والكتب بمجال العلوم السياسية والبحث العلمي.
وفي الكويت أيضاً، شهد شهر مارس الماضي، وفاة شقيقة أمير البلاد الشيخة نورية الأحمد الجابر الصباح، عن 96 عاماً، فيما تسببت أزمة كورونا في وفاة وكيل وزارة الداخلية المساعد اللواء خالد الديين بعد إصابته بالفيروس في ذات الشهر.
وفي يونيو، قدم قادة الخليج التعازي إلى أمير الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، بوفاة الشيخ منصور الأحمد الجابر المبارك الصباح، أحد أفراد الأسرة الحاكمة.
رجال الاقتصاد
ودع الإماراتيون شخصية اقتصادية تمثلت برجل الأعمال الشهير ماجد الفطيم، مؤسس "مجموعة ماجد الفطيم"، وصاحب أحد أكبر السلاسل التجارية في الشرق الأوسط.
الراحل الذي توفي منتصف ديسمبر، أسس مجموعة ماجد الفطيم عام 1992، وهي اليوم تملك وتدير عدداً من المراكز التجارية والفنادق، كما تمتلك رخصة حصرية لتشغيل متاجر الشركة الفرنسية "كارفور" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا، كما صنف في المرتبة الثالثة ضمن قائمة "الأثرياء العرب لعام 2021"، بثروة قدرت بـ 3.6 مليارات دولار.
وقبله بأيام ودعت الكويت الملياردير الكويتي فوزي الخرافي، رئيس مجموعة "الخرافي" الاستثمارية الشهيرة، حيث يعد أغنى رجل أعمال كويتي بثروة تقدر بـ1.25 مليار دولار، بحسب مجلة "فوربس".
ومنتصف العام وفي مايو تحديداً، توفي رجل الأعمال السعودي عبد الله السبيعي، مؤسس بنك البلاد، أحد أكبر البنوك السعودية، عن عمر يناهز 100 عام، بعد وعكة صحية ألمت به، حيث تعود شهرة السبيعي لقصة نمو ثروته التي بدأت من الصفر، عندما تحول دكان صرافة صغير افتتحه برفقة شقيقه الأكبر محمد في مكة المكرمة إلى بنك "البلاد"، أحد البنوك الكبيرة في المملكة.
مشاهير الفن
كان مشاهير الفن من ممثلين ومخرجين على قطار الرحيل من الحياة في 2021، وتصدرت الكويت قائمة أكثر من فقدت من المشاهير، بوفاة الفنانة الكويتية انتصار الشراح عن 59 عاماً، بعد تدهور حالتها الصحية إثر جراحة أجرتها في المعدة، حيث كانت أحد عمالقة الكوميديا في الكويت، وقدمت العديد من المسرحيات والمسلسلات والبرامج الكوميدية خلال مسيرتها الفنية.
وفي الكويت أيضاً توفي الفنان مشاري البلام في مستشفى جابر بالكويت؛ إثر تدهور حالته الصحية بعد إصابته بفيروس كورونا، في فبراير الماضي، حيث شارك في عدة مسرحيات ومسلسلات، كان آخرها في عام 1998، بمسلسل دارت الأيام، واستطاع أن يحقق نجاحاً به، وتوالت بعدها أدواره وأصبح يأخذ أدواراً كبيرة.
وقبله بشهر في يناير، توفي الفنان الكويتي صادق الدبيس، عن عمر ناهز الـ62 عاماً، بعد صراع مع مرض السرطان، حيث يصل عدد الأعمال التي شارك فيها خلال مسيرته الفنية الطويلة إلى ما يقارب 110 أعمال ما بين درامي وإذاعي ومسرحي.
وغيب الموت، أيضاً في أكتوبر الماضي، اثنين من الشخصيات الثقافية والسينمائية في الكويت، وهما المؤرخ والكاتب والإعلامي الكويتي سيف مرزوق الشملان، والمخرج السينمائي الكويتي خالد الصديق.
وتزامنت وفاة المؤرخ الشملان مع وفاة مواطنه المخرج خالد الصديق، إذ عمل كلاهما في فيلم "بس يا بحر"، الذي رُشح لجائزة الأوسكار عام 1972.
كما توفي، في يناير، الإعلامي الكويتي حسين ملا علي المتروك، عن عمر ناهز 82 عاماً، حيث قدم برامج على إذاعة الكويت، ومن أبرزها: مساء الخير يا كويت، على الخط، جولة في الدولة، معكم في كل مكان، ركن الشرطة، وغيرها.
وليس المشاهير من يظهرون في الشاشات فقط، فمن هم خلف الكواليس كان لهم فضل في إظهار الأعمال الفنية، كالمسلسل السعودي الشهير "طاش ما طاش"، والذي فقد جمهوره مؤخراً المخرج السعودي عبد الخالق الغانم، بعد صراع مع مرض السرطان، في مايو الماضي.
وفي الشهر الذي سبقه في أبريل، توفي الفنان السعودي حسن دردير عن عمر ناهز 84 عاماً؛ بعد صراع مع المرض، حيث اشتهر بأداء شخصية "مشقاص"، وشارك في بطولة عدد من المسلسلات، إضافة إلى أوبريت الجنادرية "فارس التوحيد".
وتوفي الإعلامي السعودي فهد الشايع، أحد أبرز المذيعين في التلفزيون السعودي، في يونيو الماضي بعد معاناة طويلة مع المرض، حيث قدم خلال عمله بالتلفزيون السعودي نشرات الأخبار الرئيسة، إضافة إلى مجموعة من البرامج؛ أهمها: "مجلة التلفزيون"، و"من العالم"، إضافة إلى برامج رياضية.
وقبله في يناير الماضي، توفي المذيع السعودي المخضرم فهد بن ناصر الحمود، إثر أزمة قلبية في منزله، وذلك عن عمر ناهز الـ62 عاماً، بعد مسيرة إعلامية حافلة امتدت لأكثر من 33 عاماً.
كما شهدت عُمان، في أغسطس، وفاة الفنان صالح شويرد، بعد صراع مع المرض، حيث يعد أحد أبرز مؤسسي المسرح العماني، ومن أشهر أعماله "سعيد وسعيدة"، و"جمعة في مهب الريح"، و"صيف حار".
الأدب والشعر
أما شعراء الخليج وأدباؤه فقد كانت فواجع رحيلهم قد بدأت بوفاة الشاعر السعودي الكبير مستور العصيمي، في يناير، عن 92 عاماً، بعد معاناة مع المرض،
وفي ذات الشهر فقدت ساحة الشعر النبطي الخليجية أحد أبرز شعرائها، بوفاة الشاعر عبد الله بن ذيبان الشامسي، أحد مشاهير الشعر النبطي في دولة الإمارات، الذي توفي عن عمر ناهز الـ 76 عاماً.
وفي أكتوبر، توفي الشاعر السعودي عبد الله بن إدريس عن عمر ناهز 92 عاماً، والذي يعد الرئيس السابق لنادي الرياض الأدبي، وسبق أن شغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى لرعاية العلوم والفنون والآداب بالمملكة.
واختتم عام 2021 برحيل الشاعر الكويتي الشهير الشيخ دعيج الخليفة الصباح، منتصف ديسمبر، عن عمر ناهز 50 عاماً، والذي يعد أحد أحفاد أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، وجده الأكبر هو حاكم الكويت الخامس الشيخ عبد الله بن صباح الصباح.
دعاة وشخصيات اجتماعية
وغيب الموت شخصيات حقوقية وأخرى بارزة، إضافة إلى دعاة في دول الخليج، كان في مقدمتهم الناشطة الحقوقية الإماراتية آلاء الصديق، التي توفيت، منتصف العام الجاري، جراء إصابتها في حادث سير في بريطانيا.
وكانت آلاء تشغل حتى لحظة وفاتها منصب المديرة التنفيذية لمؤسسة القسط لحقوق الإنسان في لندن، المعنية بمعتقلي الرأي في الخليج، كما نشطت في الدفاع عن والدها معتقل الرأي في سجون الإمارات، منذ 2012.
وفقدت سلطنة عُمان، في أغسطس الماضي، الداعية الشيخ مبارك بن علي القنوبي بعد صراع طويل مع المرض.
وكان مارس موعداً مع وفاة أقدم مؤذن في السعودية، الشيخ ناصر بن عبد الله الهليل، عن عمر ناهز 118 عاماً، بعد مرض شديد ألمَّ به.
وبعده بشهرين في مايو، توفي الداعية السعودي المعروف الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله العجلان، عن عمر ناهز 85 عاماً، بعد رحلة طويلة مع العلوم الشرعية دراسة وتدريساً في المسجد الحرام.
وفي أغسطس، فقدت الكويت والأسرة التربوية المعلمة لطيفة البراك، التي كانت تعد أول سيدة كويتية تتقلد منصب مديرة مدرسة في البلاد.
رياضيون غادروا الحياة
وعم الحزن في قطر هذا العام، وتحديداً في يونيو الماضي، حينما فجعت بوفاة العدّاء عبد الإله هارون، لاعب المنتخب القطري لألعاب القوى وصاحب برونزية العالم 400 متر، في حاث أليم تعرض له، عن 24 عاماً.
وخطف الموت باكراً أيضاً روح الدراج السعودي رياض الشمري، إثر حادث تعرض له خلال المرحلة الأخيرة من رالي الشرقية تويوتا الدولي، وأصيب خلاله زميله يزيد الراجحي، في مارس الماضي.
يذكر أن الراحل "الشمري" حصل على عدد من الجوائز؛ منها الحلول ثانياً في رالي حائل (2018)، ورالي الشرقية (2019)، ورالي العُلا - نيوم (2019)، ورالي القصيم (2019)، كما حل أولاً في رالي حائل (2020).
كما توفي، في فبراير الماضي، بطل الراليات الكويتي صلاح بن عيدان، بعد صراع استمر شهوراً مع المرض، حيث مثل الكويت في العديد من المحافل الدولية، وحصد الكثير من الألقاب في رياضة الراليات وسباقات السرعة.
واختتم العام بوفاة لاعب نادي مسقط مخلد الرقادي، في 22 ديسمبر 2021، أثناء عملية الإحماء قبيل بدء مباراته أمام نادي السويق ضمن منافسات الدوري المحلي لكرة القدم؛ إثر تعرضه لنوبة قلبية حادة خلال تدريبات الإحماء لفريقه.