كان توماس جفرسون (١٧٤٣ ـ ١٨٢٦م) من الرؤساء المؤسِّسين للولايات المتحدة الأمريكيَّة، وكاتب إعلان استقلالها، وصائغ دستورها، والحريص على جعلها.. جمهوريَّة العدل!.
كان مبدأه: "لِنَقِفَ بجانب العدل كالجبل بمواجهة السيل"، وبِحقٍّ أصبحت أمريكا بفضله.. جمهوريَّة العدل!.
لكن أمريكا اليوم لم تعد جمهوريَّة العدل، بل الظلم، والدليل الواضح على ذلك وضوح شمس النهار، هو تشريع الكونغرس لما يُسمَّى "قانون العدل ضدَّ رُعاة الإرهابِ"، الذي يُجيز مقاضاة دول خارجيَّة يتَّهمها بالكذب بأنَّها راعية للإرهاب!.
والمملكة المُستهدفة من القانون ليست راعية للإرهاب، بل مُحارِبةً له، والمُسمَّى الذي يستحقُّه القانون هو "قانون الظلم ضدَّ مُحاربي الإرهاب"، وهو مخالف للقانون الدولي الذي يتعامل مع قرارات الحكومات لا البرلمانات، وليس الكونغرس بأحرص من الحكومة الأمريكيَّة على مصالح الأمريكيين، وليس بأعلم منها بحقيقة براءة المملكة من رعاية الإرهاب، وإلاَّ لسعت بنفسها للقانون ولم تُهدِّد باستخدام الفيتو لنقضه، لكنَّه الكونغرس، وما أدراكم ما الكونغرس؟ إنَّه الخادم الأزلي لإسرائيل، والسَّاعي الجديد لهيمنة إيران على منطقتنا، وهو يُخطِّط الآن ضدَّ المملكة لابتزازها وإنهاكها بتعويضات ماليَّة ضخمة لإفشال رؤيتها التقدُّمية الشاملة ٢٠٣٠، والعجيب أنَّه في نفس وقت تخطيطه ضدَّ المملكة لم ينبس ببنت شفة إيجابيَّة حول إرهاب إيران في المنطقة، ومذابحها ضد المسلمين السُّنَّة في العراق وسوريا، وزعزعتها لأمن واستقرار دول الجوار المسالمة، وهو الإرهاب الحقيقي!.
ويبقى، علينا أن نواجهَ المُخطَّط بالحزم، والاستقواء الذاتي، والعمل مع الدول الشقيقة، ومحكمة العدل الدوليَّة، والدول الكُبرى "المُنصِفة" لإفشال تخطيط شيوخ الكونغرس، الذين بدت البغضاء من أفواههم، وما تُخفي صدورهم أكبر، مع إعادة هيكلة قائمة الأصدقاء، وتحويل بعضهم لقائمة الأعداء الخاسرين لثقتنا، وصدق الحكيم الذي قال: ما ندمْتُ علَى شيءٍ مثل ندمِي علَى ثقتِي بأناسٍ لا يستحقُّونَهَا!.
طلال القشقري- المدينة السعودية-