يمكن وصف حالنا في مواجهتنا آثار هجمات الـ11 من سبتمبر/أيلول وما أنتجته من تحولات خطرة تمس بلادنا والإسلام والمسلمين، وأيضا العرب من غير المسلمين، يمكن وصفها بحال من الانكفاء الدفاعي، مع ترقب تذوي شعلته بمرور الوقت!
صحيح أن السعودية استطاعت امتصاص الغضبة الأمريكية في لحظتها «البوشية»، وكان هذا نجاحا كبيرا، لكنها لم تتمكن من تطوير هذا الامتصاص إلى فعل مؤسسي استراتيجي مستدام التأثير، كان من الممكن ذلك، لكن الانكفاء الذي تغلب وتسيد المشهد وقف عائقا أمام إمكان تحققه.
حدث خطر بهذا الحجم غير مجرى العالم ومهد لإبراز الإسلام والمسلمين بمثابة عدو للعالم الغربي، لنا علاقة به، أيا كان نوعها، شئنا أم أبينا. ألم يستلزم إنشاء جهة مختصة به تستوعبه لتضع خططا مستقبلية، وتعمل الفكر لكل الاحتمالات، تقلل الخسائر وتستعد للقادم؟!
هذا لم يحدث، وطوال هذه السنوات تتم تغذية هاجس الخوف وشهوة الانتقام عند كل ذكرى سنوية للهجمات، مع وضع السعودية والإسلام والمسلمين تحت الأضواء الكاشفة؛ من تحليلات... إلى تقارير... إلى برامج وثائقية!
وما زلنا نعمل بردة الفعل، وحين بدأ الحديث عن قانون جاستا تحمسنا ولم يتوقع البعض إقراره، لكنه أقر، ثم ما لبثنا أن تكيفنا مع هذا الواقع الجديد.
ما يجب عدم نسيانه أو التغاضي عنه أن هجمات الـ11 من سبتمبر/أيلول تمثل ذخيرة غنية «تاريخية» لكل من يريد استهداف السعودية والعرب والإسلام والمسلمين، وطوال تلك السنوات طرحت - محليا - رؤى وأفكار وتصورات تحاول استنهاض الهمم لوضع خطط لا تترك مجالا للصدف والتغييرات السياسية والاستراتيجية المحتملة، لكنها تاهت في الدهاليز!
ويمكن القول إن بعضا منها اصطدم بجدار افتراضي أو حوائط نيرانية غير مرئية، فلم تتمكن من الوصول لتتخلق من الفكرة فعلا على أرض الواقع، بدليل أننا - على رغم طول المدة والاستهداف - لم نر فعلا مؤسسيا رسميا يتماشى مع حجم خطر مستمر.
ولا يعلم الكثير عن الواقع الرسمي واستعداده لمختلف الاحتمالات، لكن ما يستشف رصدا أن الحال على ما هي عليه، ولو كنا مستعدين لاستفدنا من الزخم الشعبي، الذي يحدث في الولايات المتحدة حاليا والرافض وضع المسلمين الأمريكيين واللاجئين موضع الشبهة الإرهابية، فقط لكونهم مسلمين!
ولو كنا مستعدين لأثرنا في توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة، لتعريف الإرهاب وسبل مواجهته، السبل التي لا تزيد في سعاره أو استغلاله من أنظمة إرهابية.
نقف كما المتفرجون في قضية نحن معنيون بها شئنا أم أبينا، والابتزاز حاضر يطل برأسه!
عبدالعزيز السويد- الحياة السعودية-