كانت الناس تنتظر خروج الوزراء إلى الملأ كي يفهموا ما الذي حدث؟.. ولكن ليتهم ما خرجوا لأنهم أرادوا التظاهر بالشفافية فـ«جابوا العيد»!.. حيث كانوا يتحدثون عن المواطنين وكأنهم عفش زائد أرهق الميزانيات وأثقل كاهل المؤشرات، ومع تقديري لأصحاب المعالي الثلاثة إلا أنهم قد يكونون أفضل خبراء اقتصاديين وأهم محاسبين في العالم وأذكى محللين ماليين على سطح الأرض ولكنهم ليسوا سياسيين على الإطلاق.. فهؤلاء هم نفسهم بشحمهم ولحمهم وغترهم وعقلهم من يديرون مؤسساتنا المالية الاقتصادية والمالية دون أي تدخل من المواطنين (وهنا مربط الفرس الحزينة) يأتون اليوم ليقنعونا بأن السبب في هذه الحالة المالية الخانقة ليس وجودهم على رأس هذه المؤسسات بل وجودنا نحن في هذه الحياة!.. كان بإمكانهم التعاون مع جحافل المستشارين في مكاتبهم كي يصنعوا مائة ألف عذر وعذر ومليون مبرر غير تلك العجائب التي جاؤوا بها في ذلك اللقاء، ولكنهم قدروا أن المسألة لا تستحق كل هذا العناء!.. فقط يصدمون الناس بالحقائق المرعبة فـ(يقضب كل واحد من المشاهدين أرضه) ويحمدون الله الرازق الوهاب على ما تبقى من رواتبهم.
أستحلفكم بالواحد القهار.. حين يزعم وزير الخدمة المدنية أن إنتاجية الموظف ساعة فقط فمن هو المسؤول عن هذه الفوضى الوظيفية.. خالتي أم معالي وزير الخدمة المدنية؟ !، وحين يقول نائب وزير التخطيط إن البلد كان على وشك الإفلاس المفاجئ فمن هو المسؤول عن وصولنا إلى هذه الحافة الكارثية.. معالي نائب وزير الاقتصاد والتخطيط ومعالي (وزيره الغائب) أم مدرب نادي الفيصلي؟!.. وحين يقول وزير المالية إن الاحتياطات المالية والصناديق السيادية التي توفرت لها فرص تاريخية هائلة أيام الوفرة والفوائض غير قادرة على سد العجز والحفاظ على التوازن في أزمنة الشح، فمن هو المسؤول هنا معالي الوزير الذي أدار الخزانة العظيمة كل هذه السنوات أم الفنان عباس إبراهيم الذي أعاد إلى الأذهان أغنية شعبية من كلمات الأمير الراحل عبدالله الفيصل: (خيرك لغيري والشقا والعنا لي.. والمشكل اني عارف كل الأحوال)؟!.
خلف الحربي- عكاظ السعودية-