لم ولن تهدأ ردود فعل المجمتع على تصريحات المسؤولين الذين ظهروا في برنامج الثامنة مع داود حتى يتم تفنيد تلك المعلومات وتأكيد صحتها من عدمها، وفي حالة وجود مشكلة تقترب مما ذكره المسؤولون فإن الأمر لا يجب أن يمر بصمت، ولا بد من مساءلة ومحاسبة، وكشف كل الأوراق السابقة، وإخراج كل الأسرار التي يحتفظ بها أي مسؤول سابق أو لاحق تتعلق بالأداء الذي أدى إلى النتائج التي صدمنا بها وزيرا المالية والخدمة المدنية ونائب وزير التخطيط.
القضية الآن، أي بعد حديث الوزراء، أكبر وأخطر من إلغاء وتخفيض وتعديل بعض البدلات أو المساس بدخول الموظفين، وأهم من كون الموظف السعودي لا يعمل أكثر من ساعة. القضية الآن مستقبل وطن بأكمله صوره أولئك المسؤولون أنه كان في مهب الريح لو لم يتم اتخاذ القرارات الأخيرة. مصطلح «الإفلاس» مرعب لمواطن كان كل المسؤولين يتغنون بأنه يعيش في وطن يملك أقوى اقتصاد وأكبر احتياطي وأضخم ثروة بترولية في العالم، ويستحيل أن يصدق المواطن أن يتحول وطنه بين ليلة وضحاها من حالة الغنى إلى وضع يقترب من الإفلاس.
إذا كانت المعلومات المذكورة خاطئة فيجب محاسبة هؤلاء المسؤولين عليها لأنها ألحقت ضررا نفسيا بالغا بالمواطن وسمعة الوطن في الخارج، فأي استثمار ننتظره وأي ثقة باقتصادنا وبيئة عملنا إذا كنا أوشكنا على الإفلاس وكان الموظف السعودي أكسل خلق الله قاطبة. وأما إذا كان هناك شيء من الحقيقة فيما ذكر فالموضوع أخطر ويتطلب محاسبة أشد لكل المسؤولين الذين أوصلونا إليه، لأنهم كانوا يديرون وزارات ومؤسسات حكومية تخص الوطن وليس مؤسساتهم الشخصية التي لن يتأثر غيرهم بتعثرها أو إفلاسها.
الذين أرادوا أن يكحلوها فعموها لا يجب تركهم ينامون ملء جفونهم والمواطن يتقلب على جمر القلق خوفا من الواقع الذي صدموه به.
حمود أبو طالب- عكاظ السعودية-