على الرغم من الحلقة ( الترقيعية ) التي حاول فيها داوود الشريان استدراك بعض الآثار السلبية المحلية والعالمية للتصريحات الصادمة و(غير الموفقة) عن الكسل السعودي والإفلاس، إلا أنني لازلت على يقين تام أن معظم مسؤولينا ( هداهم الله ووقاهم شر تصريحاتهم ) بحاجة ماسة لدورات مكثفة في فنون التعامل الإعلامي ، وبروتوكولات التصريحات والأحاديث الإعلامية، فبعضهم للأسف الشديد لا يدرك خطورة الكلمة (الفضائية ) ومداها ، ولا يزال يتعامل مع القنوات الفضائية ( سريعة الاشتعال ) بالمفاهيم القديمة للإعلام الحكومي ( السلحفائي ) محدود المشاهدة ومحدود التأثير أيضاً.
عندما كتبت الإندبندنت :( السعوديون الكسالى يفلسون ببلادهم) وشاركتها كبريات صحف العالم هذا التهكم المزعج، لم تكن تتجنَّى علينا ، بل استوحت هذا العنوان (المستفز) من أحاديث مسؤولينا في ذلك اللقاء الشهير ، وعلى طريقة ( من فمك أدينك ) بعد أن عمّم أحد أصحاب المعالي الكسل على كل الموظفين السعوديين، وأكد أن إنتاجية «أطلق شنب» لموظف سعودي لا تزيد عن ساعة من نهار، فيما أشار آخر الى أن السعودية إحدى أقوى قلاع دول العشرين ، وصاحبة أكبر احتياطيات نفط على ظهر هذا الكوكب كانت «ستضرب تفليسة» خلال ثلاث سنوات فقط،، ولك أن تتصور عزيزي القارئ تأثير مثل هذه التصريحات التي طارت بها ركبان أعداء المملكة وحسَّادِها وكارهيها على اقتصاد المملكة.
بالتأكيد لست بحاجة لتفنيد التصريحات الصادمة خصوصاً بعد حلقة الخبراء (التصحيحية) التي طمأنت السعوديين وأعادت شيئاً من الثقة والاتزان الى نفوسهم ، وبعد اعتذار نائب وزير التخطيط عن مصطلح ( إفلاس ) الذي (خضَّ) كافة السعوديين، لكنني أكتب اليوم للتأكيد على حاجة بعض المسئولين لجرعات مكثفة في فنون التعامل مع وسائل الإعلام، فبعض التصريحات غير الموفقة لكبار المسئولين قد تكون أكثر ضرراً من تصريحات أشد الكارهين والحاقدين .
التصريحات الإعلامية مثل طلقات الرصاص، منها ما يصيب هدفه بدقة ومهارة.. ومنها ما ( يدوش) صاحبه ويسبب الإزعاج لكل مَنْ حوله .
محمد بتاع البلادي - المدينة السعودية-