جاسر الدخيل- خاص راصد الخليج-
عام النحس.. أو عام ناحس، أو قُل عاماً مُجدِباً.. (قاحلاً).. أو سمه ما شئت من تعابير تدل على الحظ العاثر للمملكة العربية السعودية في الاقتصاد والسياسة والحروب.. لا بل على بلوغها أسوأ مرحلة في تاريخها الحديث..
ربما تحتاج السعودية اليوم الى كثير مما تفعله الأرامل لدفع الشرّ، أو اطلاق التعاويذ التي تبعد عنها الشرور، أكثر من حاجتها الى خطط يقودها صبيانها.
فلو استعرضنا وقائع هذا العام لوجدنا أن النحس كان مرافقاً دائما لكل ما يتصل بالمملكة، فلا حرب اليمن التي نخوضها لاستعادة هيبة المملكة جاءت نتائجها لصالحنا، لا بل إن من أردنا تأديبهم من رجال الحوثي صاروا أكثر قوة واكثر جرأة وبدل أن نلاحقهم في أزقة صنعاء للقضاء عليهم، ها هم تجاوزوا الحدّ الجنوبي وبلغوا عمق المحافظات في جيزان وعسير ونجران، وربما لو أرادوا لرفعوا العلم اليمني وسط ساحات مدننا الجنوبية.. حتى أن صواريخهم باتت تعبر سماءنا وتحط في أي موقع تشاء.
وقبل أن نودّع العام 2016 كان حلفنا في سوريا يتلقى الضربة القاضية من خلال استعادة قوات النظام السوري لمدينة حلب، فضاع معها حلمنا بدولة نقتطعها هناك تكون تعويضاً عن المليارات التي دفعناها لحفنة من المرتزقة. وليس ما يحصل في العراق الا صورة مشابهة لما نحن عليه في سوريا.
ولا يكفينا كل ذلك حتى نبأتنا الأيام بضعف في ماليتنا يكاد يحوّلنا من مملكة المال الى دولة مفلسة، وبالتأكيد فإن مليارات الريالات التي صرفناها في كل تلك الحروب تذهب اليوم هباء منثورا.
النحس الذي لازمنا هذا العام في الحرب والاقتصاد.. لم نفلت منه في السياسة.. فبعد هذا العمر الطويل من العشق اللامحدود مع الولايات المتحدة الاميركية كافأتنا بقانون جيستا الذي يريد القضاء على آخر مال موجود في خزائننا.. لا بل ان الاميركيين الذين صادقناهم وصدقناهم خذلونا حين أخرجوا من القمقم المارد دونالد ترامب.. وكل برنامجه يقتصر على آليات محاربتنا ومعاقبتنا، وكأن بلاء امريكا كله منا نحن السعوديين.. للأسف.
نعم ايها السعوديون.. انظروا الى جيوبكم الفارغة.. انظروا الى ثلاجاتكم الخاوية.. انظروا الى حساباتكم المصرفية وما فيها وما عليها.. انظروا الى قذارة شوارعنا.. ليس بالضرورة الآن.. فالعام 2017 لا ينبئ بأقل من ذلك.
عام النحس.. مرّ يا سادة، وليت العام القادم يكون مثله.. وليس بأسوأ، فكل التنبوءات تقول إن من شرعّنا لهم الأبواب ليذهبوا للقتال في العراق والشام عائدون الينا، واليمن سيعود سعيدا، نعم سعيدا ولكن بعد أن تبلغ تعاستنا حداً لا يطاق.. وترامب لا يفتح ذراعيه للصداقة مع الشيطان الروسي، بل يذهب لتسليمه الشرق الأوسط فيريح رأسه من بلاءاته..
أما الأسوأ فإن من يقودنا هنا.. لا يدرك الى أين يأخذنا، وهو يظن أن بضعة آلاف من الريالات يقتطعها من رزق العامل الوافد من بلاد الفقر، ستعيد لاقتصادنا عافيته ولخزائننا روحها..
نعم لقد كان عام النحس والآتي أنحس.