في مجلس مع عدد من الأصدقاء اللطيفين تحدثنا عن المشروعات وهمومها، فأكدت لهم لو كنت أملك مليار ريال لاستثمرته في شراء بيت، وبنيت مسجدا في حارتنا ملاصق لبيتي، وأسست مدارس في الدول الفقيرة، وأقمت صندوقا خيريا عالميا لأطفال الفقراء وتعليمهم، والباقي سوف أؤسس به مشروعا استثماريا أخلق به عددا كبيرا من الوظائف لأبناء وطني.
مرة التقيت صديقا لم أره منذ مدة طويلة أخذني إلى مقهى، ومع السواليف أكدت له لو كنت أملك مليار ريال لاستثمرته في شراء بيت، وبنيت مسجدا في حارتنا ملاصقا لبيتي، وأسست مدارس في الدول الفقيرة، وأقمت صندوقا خيريا عالميا لأطفال الفقراء وتعليمهم، والباقي سوف أؤسس به مشروعا استثماريا أخلق به عددا كبيرا من الوظائف لأبناء وطني.
صادف يوما ما في رحلة لدبي أن جلست مع رجل فاضل من إخواننا المثقفين.. من طبعي لا أحب مقعد النافذة ولا المقاعد البينية فتنازل لي عن مقعده على الممر.. ومع السواليف وتبادل الحقائق والمشروعات أكدت له لو كنت أملك مليار ريال لاستثمرته في شراء بيت، وبنيت مسجدا في حارتنا ملاصقا لبيتي، وأسست مدارس في الدول الفقيرة، وأقمت صندوقا خيريا عالميا لأطفال الفقراء وتعليمهم، والباقي سوف أؤسس به مشروعا استثماريا أخلق به عددا كبيرا من الوظائف لأبناء وطني.
من ميزات مشروعي هذا أن كل من سردته عليه لا يمل من سماعه، بل في كل مرة أقولها أشعر أنهم سعداء ويتمنون لي ولأولادي إقامة سعيدة في منزلي الفاخر ويدعون لي بالتوفيق في مشروعاتي الخيرية.. ثم يصدحون بلسان واحد (ما تقصر يا أبو محمد) فأرد بكل تواضع: (ما سوينا إلا الواجب).
هذا الكلام وتكراره ليس من اختراعي، بل من اختراعنا جميعا.. هذه ليست قصتي، هذه قصتنا كلنا.. ثمة مشروعات وأمنيات نرددها دون كلل أو ملل. أمنيات مستحيلة لم تحصل من قبل ولا أحد سعى لحصولها ولن تحصل أصلا لعدم توفر أي مقومات أو أسباب لإقامتها، ومع ذلك نرددها بحبور وكأنها سوف تتحقق صباح يوم غد.
أعطيكم مثالا؛ كم مرة سمعت عبارة (توحد الفصائل الإسلامية) أو (وحدة الأمة الإسلامية) في خطبة، في مقال، في قصيدة، في تغريدة.. كما لم يسألني أي من أصدقائي كيف سوف أتدبر المليار الذي تبرعت بأكثره، لم أسمع أياً من المستمعين يسأل الشيخ الذي يتحدث عن الوحدة الإسلامية: كيف سنوحد الصومال مع اندونيسيا يا شيخ؟
مرة في مجلس عام مع السواليف أطنب داعية واعد في مسألة ضعف الأمة وتكالب الأعداء عليها من كل حدب وصوب (الأعداء يرومون تمزيق وحدة الأمة الإسلامية، وتقسيمها إلى دويلات متناثرة؛ لتضعف قوّتها، وتتشتت طاقاتها، وتذهب ريحها، الخ..) ثم أكد أن نجاة الأمة الإسلامية يكمن في توحدها، فلاحظت أن الجميع تركوا كل حديث جانبي والتفتوا صوبه.. لم يعنني كلامه فهو نفس كلامي عن المليار، ولكن ما أثارني أن الجميع أصاخ السمع كأنهم فوجئوا بالمشروع.. ما قاله هذا الشيخ تردد على مسامعنا بنصه منذ أكثر من مئة وخمسين سنة بطريقة القص واللصق.. هذا ما فعلته ثلاث مرات مع قصة المليار، وبإمكاني أن أقصها وألصقها مئات المرات إذا كان هذا سيسركم.
عبدالله بن بخيت- الرياض السعودية-